قادت الصدفة أجهزة الأمن بوزارة الداخلية إلى إلقاء القبض على «أمير التعذيب» بميدان النهضة، أثناء اعتصام جماعة الإخوان بداخله، بعدما أرشد عن مكان اختبائه، وأحد معاونيه أحد الجيران، حيث وجدتهما أجهزة الأمن فى إحدى الشقق التابعة لدائرة قسم شرطة الجيزة، وبعد استصدار إذن من النيابة العامة، قامت قوات الأمن بإشراف اللواء كمال الدالى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة من إلقاء القبض على المتهمين الذين تم اقتيادهم الى مديرية أمن الجيزة وسط حراسة أمنية مشددة. «الصباح» تنفرد بنشر التفاصيل الكاملة عن تعذيب المتهمين لضحايا التعذيب بميدان النهضة، كما تنفرد بنشر صور المتهمين. المتهم الأول محمد جمعة «35 سنة»، موظف بالهيئة القومية للبريد، أُطلق عليه المعتصمون بميدان النهضة لقب «أمير التعذيب»، نظرًا لقدرته على التفنن فى عمليات التعذيب وقلبه الميت. «جمعة» كان أول المعتصمين بميدان النهضة، وتم تكليفه من قبل قيادات مكتب الإرشاد بتعذيب كل من تطاله يد الجماعة أو أنصارها داخل الميدان. حيث يقوم المتهم باصطحاب الضحية داخل الحديقة المخصصة للتعذيب، أو إلى إحدى الخيام التى تم تجهيزها بأدوات التعذيب مثل الكرابيج، ومواد كاوية، وصواعق كهربائية، ويأمر المتعاونين معه بربط الضحية وتركه، ثم يقوم هو بإذاقته شتى ألوان العذاب. مباحث مديرية أمن الجيزة قامت بإجراء التحريات عن المتهم، لتثبت تورطه فى تعذيب أكثر من20 ضحية، بينهم 3 لقوا مصرعهم نتيجة التعذيب، وأن بعض الضحايا تعرفوا عليه، وأقروا بقيامه بتعذيبهم، حتى كادوا أن يفارقوا الحياة، ليروا تفاصيل تعذيب المتهم لهم أمام النيابة. أحد الباعة الجائلين الذين تصادف مرورهم أمام الاعتصام، وقع ضحية فى أيدى الإخوان، قال، أنا راجل أرزقى على باب الله، وكنت أمام ميدان النهضة، أبيع العصير، فشاهدنى أحد الإخوان، ثم أشار نحوى قائلًا: «دا جاسوس علينا»، وتوجه إلى 4 أشخاص وقاموا بالإمساك بى، واقتيادى إلى «جمعة»، الذى أمر بتقييدى بالحبال، وقام بصعقى بالكهرباء، وسكب مواد كاوية على جسدى، وتركونى لمدة يومين، حتى تمكنت من الهرب.. «إزاى مش عارف». وأفاد الضحية، أن ميدان النهضة كانت توجد به خيمتان مخصصتان لتعذيب الضحايا، ويقف على كل خيمة 4 من حراس الأمن التابعين للجماعة، لتلبية احتياجات أمير التعذيب. المتهم أنكر أمام النيابة التهم المنسوبة إليه، إلا أن الأدلة كانت أقوى من إنكاره، مما جعل النيابة تقرر حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وتم التجديد له 15يومًا، بعد أن وجهت له تهم تعذيب المواطنين حتى الموت. المتهم الثان «عصام رجب» 40 سنة، مؤذن مسجد، تخصص فى مراقبة الصحفيين واصطيادهم، ثم القيام بتعذيبهم، وهو يردد كلمات، «أنتم كفرة ولازم ترجعوا لربنا، وهتوبوا على ايديا»، كما كان يقوم باستلام ورديات التعذيب من المتهم الأول، ليكمل البرنامج الذى وضعه لهم قيادات مكتب الإرشاد. المتهم كان يقوم بطرح الضحية أرضًا، ويملأ فمه بالتراب، ويمطره بوابل من السباب والشتائم. وجاءت تحريات المباحث، لثبت تورطه فى قتل ضحيتين، وتعذيب أكثر من 10 آخرين تمكنوا من الهرب، وكان المتهم متخصصًا فى جلب أدوات التعذب للميدان، وأكدت التحريات هروب المتهمين قبل فض اعتصام النهضة ب 5 أيام. ضحية تعذيب أخرى، روى للنيابة تفاصيل تعذيب المتهم له، حيث قال، أعمل بكافيتريا بالقرب من ميدان الجيزة، وأثناء مرورى قرب ميدان النهضة، حصلوا على بطاقتى الشخصية حتى يتركونى أمر، للذهاب إلى مقر عملى، إلا أننى فوجئت بأحد حراس الأمن يفتشنى ويخرح من طيات ملابسى مطواة كانت بحوزتى، وفورًا أشار للمتهم قائلًا، «دا بلطجى»، ووجه لى الأسئلة، مين اللى جابك هنا، وأخذت كام فلوس، وكان ردى والله أنا راجل على باب الله، وأعمل بأحد الكافيتريات القريبة من ميدان الجيزة، وطلبت منهم الاتصال بصاحب العمل، ليأتى ويثبت لهم أننى أعمل معه، إلا أنهم رفضوا، وأمر المتهم باصطحابى إلى إحدى الخيام، وجردونى من ملابسى وانهالوا بالضرب علىّ بالصواعق الكهربائية، والعصى الخشبية فى جميع أنحاء جسدى، حتى قاربت على الموت، غير أننى تمكنت من الهرب. أيضا أنكر المتهم أمام النيابة جميع التهم المنسوبة إليه، إلا أن الضحايا قاموا بالتعرف عليه، وأكدوا أنه شارك فى تعذيبهم، وطلبت النيابة تحريات كاملة عن نشاط المتهمين وجميع الأدلة التى تدينهم. وأفاد مصدر أمنى مسئول، أن المتهمين لاذوا بالفرار من أعلى أسطح المنازل، عندما قامت قوات الأمن بإلقاء القبض عليهم، إلا أن القوات لاحقتهم، وتمكنت من القبض عليهم، وأثناء اصطحابهم إلى القسم، حاولا التعدى على أمناء الشرطة، وأمطروهم بوابل من الشتائم. تحررت المحاضر اللازمة للمتهمين، بمعرفة العميد رمزى إبراهيم مأمور قسم شرطة الجيزة، وبعد قرارات النيابة بحبسهم تم التحفظ عليهم بالقسم انتظارًا لقرار النيابة.