اقتحمت عناصر من الشرطة الإسرائيلية، بعد انتهاء صلاة الجمعة، باحات المسجد الأقصى بالبلدة القديمة في القدسالمحتلة، وألقت بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المصلين، الأمر الذي أسفر عن إصابة عشرات من المصلين بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز. وبحسب شهود عيان، فإن مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الشرطة لباحات الأقصى، من ناحية بابي "السلسلة" و"المغاربة"، وحاصرت المصلين داخل المسجد "القبلي" وأغلقت بواباته بالسلاسل الحديدية، الأمر الذي أدى إلى قيام الشبان الفلسطينيين والمصلين لإلقاء الحجارة باتجاهها". من جهته، قال الشيخ ناجح بكيرات مدير المسجد الأقصى، إن "قوات الشرطة قامت برش كميات كبيرة من الغاز داخل المسجد "القبلي" ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق . وأضاف أن "المواجهات التي ما زالت محتدمة حتى اللحظة بين الشرطة والشبان الفلسطينيين امتدت إلى البلدة القديمة، مشيراً إلى أن قوات الخيالة قامت بملاحقة المصلين واعتقلت بعضهم، دون أن يحدد سببا لذلك. وكانت مدينة القدس، قد شهدت، منذ الساعات الأولى من هذا الصباح، استنفاراً أمنياً، تحسباً لأي مواجهات تندلع بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. وعلى مدار اليومين الماضيين، شهدت المدينة حالة من الاستنفار والتوتر، في ظل قيام مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين ب"اقتحام" المسجد الأقصى للاحتفال بعيد رأس السنة اليهودية داخل باحاته، وما يتبع ذلك من مواجهات بينهم وبين "المرابطين" المسلمين داخل المسجد، وسط دعوات من المسؤولين عن المسجد للفلسطينيين ب"النفير" باتجاهه ل"حمايته". وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت خلال الأيام الماضية، إلى اقتحام المسجد الأقصى، أول أمس الأربعاء، للاحتفال بالأعياد اليهودية، والتي بدأت الأربعاء بعيد "رأس السنة العبرية"، فيما يوافق السبت المقبل عيد "الغفران" اليهودي، ويليه عيد "العرش العبري" الذي يصادف التاسع عشر من الشهر الجاري، وتستمر فعالياته حتى 26 من الشهر نفسه. ويتعرض المسجد الأقصى، بين الحين والآخر إلى اقتحامات يقوم بها مستوطنون متطرفون، تحت حراسة مشددة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين ويسفر عن اندلاع مواجهات بين الطرفين.
