استضافت أربع مدن مغربية مؤخرا فعاليات الدورة الأولى ل"ملتقى آسفي الدولي للشعر"، الذي تنظمه مؤسسة "الكلمة" للثقافة والفنون، بحضور شعراء ونقاد من فرنسا ودول عربية عدة. أقيمت تلك الفعاليات في مدينة آسفي، المطلة على المحيط الأطلنطي، لثلاثة أيام، ثم انتقلت إلى مدن كلميم وخنيفرا ومراكش، من خلال أمسيات شعرية إضافية لضيوف الملتقى، وهم: شريف الشافعي (من مصر)، وأحمد العجمي (البحرين)، وبلقيس حميد حسن (العراق)، وكريستيان ديدون وجميلة أبيطار (فرنسا)، فضلا عن عدد من الشعراء المغاربة، ومنهم: حسن نجمي، وإكرام عبدي، وعائشة البصري، وإدريس المسناوي، وأحمد لمسيح، ومليكة العاصمي، ومحسن أخريف، وآخرون. وأهدى الملتقى الشعراء المشاركين من خارج المغرب شهادات تقديرية، كما منحهم "الزي المغربي الشعبي"، ليرتدوه خلال بعض الأمسيات الشعرية. وقال الشاعر والكاتب المغربي عبد الحق ميفراني، مدير الملتقى ومسؤول تحرير مجلة "الكلمة" اللندنية إن دورة هذا العام هي دورة تأسيسية، وأنه من المنتظر توسيع نشاط الملتقى في الأعوام المقبلة. وشهدت الدورة الأولى للملتقى تنظيم ندوة محورية بعنوان "القصيدة وأسئلة التحولات"، وحلقة نقاش حول "قصيدة النثر ورهانات التأويل". واختار المنظمون الزجال المغربي عبده بن خالي (ابن الأثير) شاعرا للدورة الأولى، تكريما واحتفاء بتجربة رائدة في الكتابة الدرامية والزجلية، إلى جانب مسيرته الصحافية. وواكب الملتقى معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان "أبواب آسفي" للفنان والكاتب أحمد الفطناسي. وأشار عبد الحق ميفراني إلى أن مدينة آسفي، حاضنة الملتقى، هي حاضرة المحيط، قائلا عنها: "هي المدينة التي وضعها الله على الأرض هبة للماء، ولذلك هي فكرة شعرية بامتياز، ولاعتبارات كثيرة تذكرنا الشواهد التاريخية بأن لا أحد استطاع أن يؤسس فكرة المدينة، لا أحد استطاع أن يسم هذا المكان باسمه، لذلك هي أشبه بالقصيدة، متمنعة صامدة، فاسمحوا لها إذن أن تكتب تاريخها الشعري من جديد، اسمحوا لهذه القصائد أن تنسج جزءا من أسرارها ومن عذاباتها الدفينة. وما ملتقى آسفي الدولي للشعر إلا ديوانها الأول، تخط من خلاله المدينة هويتها الحقيقية". وسعت ندوة الملتقى إلى "تحديد سمات تحولات الشعريات الكونية اليوم، في ضوء ما يعرفه العالم من حراك، على مستوى تداول الشعر بظهور وسائط جديدة للتلقي، ومن خلال الرجات الاجتماعية والسياسية التي أفضت إلى ظهور أنماط جديدة للقول الشعري". وقرأ الشاعر المصري شريف الشافعى مختارات من ديوانه "غازات ضاحكة" (الأعمال الكاملة لإنسان آلي الجزء الثاني) الصادر عن دار الغاوون اللبنانية عام 2012، وديوانه قيد النشر "كأنه قمرى يحاصرني"، كما قدم شهادة بعنوان "أحتفل باليوم العالمي للشعر مع كل بلعة ريق".