واصل المؤتمر الدولى لتطوير العلوم الفقهية - الذى تنظمه وزارة الاوقاف والشئون الدينية بسلطنة عمان بعنوان فقه رؤية العالم والعيش فيه من خلال المذاهب الفقهية الاسلامية - جلساته اليوم وذلك لليوم الثانى على التوالى. ويناقش نحو 100 عالم ومفكر من مصر وعدة دول اسلامية وعربية على اليوم رؤية المذاهب الاسلامية الشافعي والحنبلى والمالكى والحنفى وكذلك الجعفرى والزيدى فى التعايش مع الاخر ومن خلال الفقه الاباضى ويستعرض المؤتمر بمشاركة وفد دار الافتاء المصرية برئاسة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية وعلماء من سلطنة عمان وتونس والسودان والمغرب ، المواطنة فى الخطاب التشريعى الاسلامى مع اختلاف العقائد والمواطنة والخطاب التشريعى فى الاصول الشخصية والحصانات فى الفقه الاسلامى والتشريعات الوضعية. وأكد مناقشات المشاركين فى المؤتمر أن الاسلام لا يقصى أحدا ويرعى الحقوق والواجبات فى الدولة الحيثة من خلال الدساتير والقوانين وفى هذا الصدد ، أكد الدكتور على جمعة مفتى مصر السابق اهتمام الاسلام بالحوار مع الآخر مع احترام الهوية الثقافية والاسلامية وان يكون الحوار لإعمار الكون وإصلاحه ونشر الفضائل. واكدت دار الافتاء المصرية فى البحث الذى تقدم به الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية حول "قراءة في فقه العيش مع الآخر في المذهب المالكي" أن الفقه الإسلامي استطاع بسمو غايته وأهدافه وقابليته للثبات والاستمرار، وشمولية التصور والمرونة في التطبيق بالإضافة إلى تنوعه وثرائه أن يحقق التعايش بين المذاهب والطوائف والأديان المختلفة ويحفظها من الصراع أو التصادم. واستعرض الدكتور عاشور طرق ومناهج للعيش مع غير المسلمين سواء كانوا ممن يعيشون مع المسلمين في مجتمع واحد، أو ممن ينفصلون عنهم، من خلال فقه السادة المالكية، مما يسهم مساهمة كبيرة في الارتقاء بمستوى العيش مع الآخر وفق اجتهادات تنضبط بأصول الشرع الشريف ومقاصده المنيفة، وبما يساعد في استجلاء مدى تعايش الفقه الإسلامي مع الآخر مؤكدا عيش الفقه المالكي مع الآخر وفق الضوابط الإسلامية المرعية. من جانبه قال الدكتور محمد كمال إمام أستاذ الشريعة الإسلامية بحقوق الإسكندرية أمام المؤتمر " إن التعايش مع الآخر يتم من خلال قوتنا المادية والمعنوية وان الاسلام فى قواعده واحكامه ومذاهبه يقر المواطنة الكاملة من خلال عدالة شاملة فى العلاقات الانسانية والدنيوية " ، مطالبا بتفعيل هذه المفاهيم فى المعاجم الفقهية والحوار الثقافى مع الآخرين.