فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    مسئولة أممية أمام مجلس الأمن: الكلمات تعجز عن وصف ما يحدث في غزة    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات كثيفة شرقي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    بعد اتهامه بدهس سيدتين.. إخلاء سبيل عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه    تفاصيل طقس الأيام المقبلة.. ظاهرة جوية تسيطر على أغلب أنحاء البلاد.. عاجل    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    وزير الصحة: 700 مستشفى قطاع خاص تشارك في منظومة التأمين الصحي الحالي    مفاجأة.. شركات النقل الذكي «أوبر وكريم وديدي وإن درايفر» تعمل بدون ترخيص    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    الصحة: منظومة التأمين الصحي الحالية متعاقدة مع 700 مستشفى قطاع خاص    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    «بيتهان وهو بيبطل».. تعليق ناري من نجم الزمالك السابق على انتقادات الجماهير ل شيكابالا    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    اعرف موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة المنيا    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    أحمد حلمي يغازل منى زكي برومانسية طريفة.. ماذا فعل؟    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «بلاش انت».. مدحت شلبي يسخر من موديست بسبب علي معلول    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    خط ملاحى جديد بين ميناء الإسكندرية وإيطاليا.. تفاصيل    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    مصطفى أبوزيد: احتياطات مصر النقدية وصلت إلى أكثر 45 مليار دولار فى 2018    7 مسلسلات وفيلم حصيلة أعمال سمير غانم مع ابنتيه دنيا وايمي    دونجا: سعيد باللقب الأول لي مع الزمالك.. وأتمنى تتويج الأهلي بدوري الأبطال    سائق توك توك ينهي حياة صاحب شركة بسبب حادث تصادم في الهرم    الاحتلال يعتقل الأسيرة المحررة "ياسمين تيسير" من قرية الجلمة شمال جنين    التصريح بدفن جثمان طفل صدمته سيارة نقل بكرداسة    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    وزير الصحة: 5600 مولود يوميًا ونحو 4 مواليد كل دقيقة في مصر    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    وزير الرياضة يهنئ منتخب مصر بتأهله إلي دور الثمانية بالبطولة الأفريقية للساق الواحدة    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    على باب الوزير    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الصباح» ترصد ارتفاع وتيرة الاغتيالات السرية فى سيناء .. وشيوخ القبائل فى مواجهة رصاصات التكفيريين
نشر في الصباح يوم 25 - 03 - 2013

الشيخ «قبال» تم قتله فى صالون للحلاقة.. و«المنيعى» قُتل بعد «حل دم منفذى حادث رفح
كبير السوراكة ل«الصباح»: نعرف توجه القتلة ولا نعرف أشخاصهم وسنثأر لدمائنا
نبيل نعيم: «جيش الإسلام» و«أنصار بيت المقدس» وراء تنفيذ العمليات الإرهابية

جرائم قتل بلا مجرمين.. اغتيالات منظمة.. سيناريو يعيشه أهالى سيناء، فيما يبدو أنه مخطط سرّى لسلسلة من الاغتيالات يعم أرض الفيروز، يقف خلفه لهو خفى بلا ملامح، فبين الموساد وحماس وفتح والجهاد والقاعدة وإيران وأمريكا وغيرها، تتأرجح احتمالات المخطط الذى تتداخل خيوطه بين أطراف تتفق وتتناقض مصالحهم، لكنها تتقابل فى نقطة واحدة فى شبه جزيرة سيناء.

إذ يراقب الأهالى وشيوخ القبائل السيناوية عمليات الاغتيالات التى استهدفت بعضهم بمزيد من القلق، خاصة عقب حادث رفح الدموى الذى راح ضحيته 16 جنديا وضابطا، فى مشهد يدلل على تحوّل مصر إلى ساحة لتنفيذ مخططات «مافيا إسلامية» هذه المرة، بما لا يخالف شرع الله، ربما للأخذ بالثأر من السيناويين الذين يعاونون الأمن والجيش فى جمع المعلومات عن الجماعات التكفيرية الجهادية بشبه الجزيرة.

«الصباح» قررت خوض غمار البحث عن كواليس التصفيات الجسدية لمشايخ القبائل، والمخططات السرّية للاغتيالات.. من نفذها.. وما الهدف منها.. ومعرفة السبب الحقيقى للتستر وكتمان تلك الحوادث عن الرأى العام، ولماذا لم تتدخل قوات الجيش أو الأمن المرابطة فى سيناء للبت فى المسألة، خاصة وأن هذه الاغتيالات وقعت فى ظروف غامضة دون أن يقوم أهالى المقتولين بتقديم بلاغات أمنية بمقتل ذويهم تمهيدا للأخذ بالثأر بعد أن يتأكدوا من الحقيقة.

ورغم أن القوات المسلحة أعلنت سيطرتها على الأمور فى مناطق الشيخ زويّد والجورة، إلا أن الأمر بدا مختلفا، فقد وقعت بهذه المناطق أربع حوادث قتل أشبه باغتيالات منظمة متتالية، «فاعلها مجهول».

الاغتيالات
البداية كانت منذ حادثة اغتيال الشيخ نايف محمد قبال فى مايو 2012، شيخ عشيرة «الزيود» التابعة لقبيلة السواركة المعروف عنها أنها الأكثر معرفة بدروب وخفايا منطقة الشيخ زويّد، والملقب فى الصحراء ب«حكيم سيناء»، والمتحدث الشجاع ضد الجماعات التكفيرية، والذى نادى كثيرا بضرورة تدخل الجيش لمحاربة التكفيريين هناك، ومعروف عنه علاقاته الجيّدة مع الأمن العام وقياداته، وهو متزوّج من سيدتين من كبار العشائر بالشيخ زويّد، ويبلغ من العمر 36 عاما، ويُعد أصغر رؤساء العشائر سنا فى شمال سيناء، وأحد المشايخ المعينين من قبل الحكومة.

من جهته قال سليمان قبال شقيق الشيخ نايف ل«الصباح»: «قررت الثأر لأخى، وبدأت منذ الحادث فى جمع المعلومات والبحث عن القاتل لأغسل عارى، ولم أبلغ الأمن لأن الأمن يعلم كل شىء ولا يُحرّك ساكنا وربما يعرف الأمن الحقيقة ولا يستطيع القبض على القتلة لمصالح بينهم».

قتل الشيخ «قبال» فى ظروف غامضة أثناء تواجده فى أحد محال «الحلاقة» أمام مبنى المجلس المحلى بمدينة العريش «الجورة»، بعدما دخل عليه شخص ملثم بحوزته سلاح نارى أطلق النار عليه فاستقرت رصاصة فى رأسه ووقع قتيلا، فى حين استقل القاتل درّاجة بخارية بدون لوحات كانت برفقة شخص آخر مُلثم كان ينتظره أمام المحل، ولاذ بالفرار بسرعة بعد تنفيذ عمليته، ولم يستطع أى شخص الإمساك به، خاصة فى ظل حالة الانفلات الأمنى وعدم اهتمام نقاط التفتيش براكبى الدراجات البخارية المسرعة.

فيما قتل الشيخ خلف المنيعى وابنه محمد فى سبتمبر 2012، وهو شيخ عشيرة «المنايعة» التابعة لقبيلة «السواركة»، وهو رجل أعمال معروف فى شمال سيناء، ومعروف عنه التعاون مع الأجهزة الأمنية منذ القدم، ويتميز المنيعى بأن له أقارب نسب وعرقية من التكفيريين فى سيناء، يبلغ عمره 50 عاما وله 6 أولاد رجال.

وكان الشيخ المنيعى عقد مؤتمرا لأقاربه من التكفيريين السيناويين بقرية «المهدية» فى الشيخ زويّد لإدانة المتورطين فى قتل جنود الجيش فى رفح، وأكد أنه إن كان لأقاربه أى يد فى حادث رفح «يحل دمه»، ولا يُعتبر من المسلمين، ثم أكد المنيعى أنه سيساعد بنفسه فى تسليم القتلة للجهات الأمنية.
قتل الشيخ المنيعى بطلق نارى فى الرأس «اخترقت وجهه وخرجت من رأسه» بعد أن تم قتل نجله بطلقتين، خلال تواجده بسيارته عائدا إلى العريش بالقرب من كمين قرية «الخروبة» على طريق العريش رفح الدولى.

ورفض أبناء خلف المنيعى وعشيرته تقبل العزاء فى والدهم، إلا بعد الانتقام من مرتكبى الحادث والقبض عليهم، كما رفضوا الإدلاء بأى معلومات للأمن عن الفاعل الحقيقى للجريمة، مشيرين فى الوقت نفسه إلى علمهم بالفاعل.

وكان حادث الاغتيال الثالث بمدينة الشيخ زويد على طريق قرية «الخرّوبة» نفس مكان اغتيال الشيخ المنيعى، حيث قتل الشيخ كامل حمّاد أبو ملحوس كبير عشيرة «الرهيبات» الشهيرة بالعريش فى يناير 2013، والشهير بزياراته العديدة للقيادات الأمنية فى شمال سيناء ومجالسته المستمرة لهم.
إذ اعترض مسلحون يستقلون سيارة دفع رباعى بها بعض المسلحين سيارة الشيخ كامل على طريق قرية الخروبة وأطلقوا النار على السيارة ومن بداخلها، وفروا هاربين، بعد أن قتلوا الشيخ كامل ورفيقه سلامة سلام أبوملحوس.

وأخيرا جاء دور الشيخ درويش أبوجرادة المعروف ب«شيخ العرب» فى رفح، وله أنصار بالمئات فى معظم قبائل شمال سيناء، والمعروف أيضا بعلاقته بالأمن، وهو الضحية الرابعة والأخيرة حتى هذه اللحظة من شيوخ القبائل المقتولين.

القاتل المجهول!
«تعددت الحوادث والقاتل واحد».. نعرف توجهه جيدا لكن لا نعرف شخصه حتى نقدمه للمحاكمة أو نثأر منه لدماء أبنائنا، بتلك الكلمات بدأ حسن خلف المُلقب ب«شيخ المجاهدين» وكبير عائلة السواركة وقاضى قضاة الأحكام العرفية فى الشيخ زويد، فى حديثه ل «الصباح» مؤكدا أن تلك الحوادث المتتالية هى الدليل الأكبر على بداية تنفيذ مخطط الاغتيالات والتصفيات الجسدية لمشايخ القبائل السيناوية على أيدى الجماعات الجهادية التكفيرية المتطرفة فى رفح، بعدما ساعدت القبائل السيناوية ومشايخها المخابرات والأجهزة الأمنية لرصد تحركات تلك الجماعات للقبض عليها أو الثأر منها لدمائنا التى سفكوها وتركوا خلفها أُسرا وعائلات مشردة، وأن تلك الجماعات التكفيرية تقوم بعمليات دموية وتستهداف مشايخ القبائل لأنها تود توصيل رسالة للقبائل مفادها أنهم إذا تعاونوا مع الأمن لترقبهم وإفشاء أسرارهم سيتم تصفيتهم بشكل سرّى.

وأضاف: «الجيش تايه فى سيناء ولا يستطيع تتبع تلك الجماعات الجهادية دون استشارتنا كقبائل تعلم مداخل ومخارج الجبال والصحراء السرية فى المنطقة، والجيش والأمن فى سيناء يتركونا لتلك الجماعات لتصفيتنا دون أن يتحركوا لإنقاذنا أو ليتتبعوا القتلة، بأوامر من القيادة السياسية فى مصر التى تحمى تلك الجماعات، وتجعلها قائمة على تنفيذ الانفلات الأمنى فى سيناء، ويتركون البلطجية يصولون ويجولون بالسلاح أمامنا».

وتابع: «المخابرات الحربية الممثلة عن القيادة العسكرية فى سيناء هى التى كانت تقوم بتوزيع «مساعدات عينية» عبارة عن كراتين مليئة بالحبوب الغذائية والسكر وغيرها على مشايخ القبائل، فربما تقوم بتوزيع ما يقرب من 2000 كرتونة شهريا، لدعم سبل التواصل مع كبار القبائل السيناوية ودعم الثقة وبناء جسور التعاون لضبط الأمن فى المنطقة، إلا أن القوات المسلحة قامت فى الشهور الأخيرة بإعطاء هذه المساعدات للسلفيين ليقوموا هم بتوزيعها على القبائل المختلفة، مما أثار حفيظة القبائل فى منطقة «الجورة»، ودفعهم لعدم قبول هذه المساعدات لأنهم لا يقبلون هؤلاء السلفيين.

وأفاد «شيخ المجاهدين» أن المخابرات أبلغته بأنه فى مرمى الاستهداف، وأن لديهم معلومات عن مخطط لتصفيته جسديا لأنه يتعاون مع الأمن ويبلغ عن التكفيريين بمدينة الشيخ زويد إلا أنه أجابهم بأنه لا يخاف إلا الله، وأنه مستعد لمواجهة الجماعات الإرهابية.

ردود أفعال
مصادر قبلية من أهالى مشايخ القبائل الذى تم اغتيالهم على يد الإرهابيين بمنطقة المقاطعة فى الشيخ زويّد برفح أكدت ل«الصباح» أنها تنوى الثأر لدماء أبنائها قريبا دون علم الجهات الأمنية، لأن الحكومة تعرف هوية القتلة وتتكتم على أسمائهم حتى لا تحدث حرب أهلية بين القبائل، وأنهم بصدد تنفيذ ثأرهم من أحد التكفيريين المنتمى لقبيلة كبرى «تحفظوا على ذكر اسمه» لتنفيذ ثأرهم فجأة بنفس الطريقة التى قتل بها شيخ قبيلتهم، معلنين أنهم لن يحرروا بلاغات عن تلك الحوادث لأن من يذهب للأمن ليشكو يُقال عليه «ضعيف وجبان» وتضيع هيبته بين القبائل.

حقيقة الجناة
من جانبه قال الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد فى مصر، الذى تربطه علاقات قوية بالجهاديين فى سيناء إن التكفيريين الذين ينفذون تلك العمليات من المتوقع أن يكونوا من جماعة «جيش الإسلام»، و«أنصار بيت المقدس» التى تربطهم علاقات بتكفيريين فى غزة، وأكد أن ما يحدث من قتل شيوخ القبائل يعتبر كارثة، لأن مشايخ القبائل يتعاونون مع الجيش لضبط الأمن فى سيناء ولكنهم فى «الدم» لا يتعاونون مع أحد، ويأخذون ثأرهم بأيديهم، وأن هذا هو الحل الأمثل لتصفية التكفيريين، وعاداتهم القبلية والعرفية تمنعهم من الإفصاح عن القتلة، ولكن تتبعهم والثأر منهم فى سرّية تامة.

على صعيد آخر قال الناشط السيناوى فى رفح مسعد أبوفجر مفسّرا رأيه عن تلك الحوادث المتعاقبة، بأن كل من تم اغتياله قد ارتكب آثاما كثيرة سابقة، وتلك العمليات كانت للثأر منهم قائلا: كل واحد عندنا بياخد ثأره بيده»، وأنه لا يوجد حلول لتلك المشاكل واصفا إياها ب«تصفية حسابات»، فلايزال النظام السابق موجود فى سيناء، ومن يقتل أو يتم تصفيته من القبائل السيناوية الآن «لا يجد من يبكى عليه» من السلطات الحالية، مضيفا أن من يقول إن إسرائيل متورطة فى تلك الاغتيالات لا يفقه شيئا، لأن إسرائيل لا تقتل إلا من توّرط فى قتل إسرائيليين أو تعامل معهم.

2000 تكفيرى بسيناء
قيادة أمنية بمديرية شمال سيناء أكدت على انتشار جماعات دينية تتبنى فكرا تكفيريا للمجتمع والجيش والشرطة ويعملون على إنشاء دولة دينية لهم فى سيناء، وتم رصد عشرات من التكفيريين من مختلف المحافظات يصلون إلى سيناء ليحدث تحوّلا كبيرا فى فكر هؤلاء الذين يعملون تحت الأرض وينفتحون على الجماعات التكفيرية الأخرى، بعدما كانوا منغلقين يرفضون التعاون مع الآخرين، وأن أعداد التكفيريين فى سيناء تتزايد بصورة غريبة، فلم تكن أعدادهم تتجاوز السبعين فردا منذ سنوات قليلة ولكنهم نجحوا فى التوسع بمساعدة خارجية من منظمات فلسطينية تتولى تدريب بعضهم وتمدهم أحيانا كثيرة بالسلاح.

لكن المصدر الأمنى عاد وأكد أن أرقام التكفيريين فى سيناء تصل إلى حوالى 1200 فرد منضمين لأكثر من تنظيم وجماعة، بعضها جماعات كبيرة مثل «أنصار الجهاد» التى ينحصر أعداد أتباعها بين 300 و400 فرد تقريبا، وهناك جماعات أخرى صغيرة لا تتجاوز أعدادهم أصابع اليد منغلقون على بعضهم البعض، فضلا عن بعض بقايا جماعات تكفيرية سابقة، مثل تنظيم «التوحيد والجهاد»، والذين يملكون الكثير والكثير من السلاح بعضه ملك لهم اشتروه من حصيلة عدة عمليات قنص وسرقة قاموا بها، فضلا عن أسلحة أخرى حصلوا عليها من جماعات فلسطينية، وهى أسلحة متقدمة للغاية، وبعد الثورة تحديدا تغيرت نوعية الأسلحة فى أيديهم بعدما وصلتهم أسلحة حديثة من عدة جهات على رأسها ليبيا، أى أن تعداد التكفيريين فى سيناء ربما يزيد عن 2000 مقاتل.

الغريب فى حديث المصدر الأمنى أنه أقرّ بأن المواجهة الأمنية مع هؤلاء التكفيريين صعبة للغاية، وأنهم فى حاجة إلى مواجهة فكرية ودينية أولا قبل المواجهة المسلحة، وقال إن معظم هؤلاء يختبئون خلف عباءة السلفيين الذين يصلون بمسجد «حمدين» فى منطقة المقاطعة حيث معقل الجهاديين والسلفيين.

على صعيد آخر أرجع خالد عرفات الناشط السياسى بالشيخ زويّد والمسئول عن حزب الكرامة فى شمال سيناء سبب اغتيال بعض شيوخ القبائل إلى قربهم من الأجهزة الأمنية قبل الثورة، وتلك الحوادث المخطط لها تعتبر ثأرا لأشخاصهم فربما قاموا بإبلاغ الأمن عن أماكنهم أو المساعدة فى القبض على عائلاتهم، وجاء الوقت المناسب فى ظل الانفلات الأمنى فى سيناء للثأر.

وقال عرفات: من ينفذ تلك العمليات عصابات مخلوطة من بلطجية وتكفيريين وعرب بجانب أن الحدود والأنفاق مفتوحة خاصة من جهة غزة، ومن الممكن أن تدخل أية مجموعات تقوم بتلك العمليات وتعود بحُرّية، مضيفا أن «سيناء ملهاش دولة، فلا يوجد جيش ولا شرطة ولا مسئولين هناك، وكل ما يقال فى الإعلام شكليات، والحل هو دولة القانون وليست دولة الإخوان».

الجيش.. وضع مترد وغياب للرؤية
على الصعيد الأمنى والعسكرى قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى إن ما يحدث فى سيناء الآن من اغتيالات منظمة فى ظل الانفلات الأمنى «مقصود»، متسائلا لماذا تسكت وتخفى القوات المسلحة تلك الحوادث عن الرأى العام والقيادة السياسية، فمشايخ القبائل لهم دور قوى فى سيناء ويتم اغتيالهم على أيدى الإرهابيين والتكفيريين لمحو القيادة التقليدية، ووضع نظام بديل على أهوائهم، مضيفا «إن حل الأزمة أولى خطواته تكمن فى الإعلان عن تلك الحوادث، ومعرفة الحقيقة والقبض على الجناة حتى لا تنفجر سيناء من الداخل».

بينما قال الفريق حسام خير الله وكيل جهاز المخابرات السابق «يبدو أن الفرصة ستسنح للجيش لنسف تلك العناصر التى تخطط لقتل مشايخ سيناء، وتلك الرسالة بعمليات الاغتيال المتكررة يجب أن تؤخذ على محمل الجد»، مؤكدا أن الجيش سيسحب كل أفراده لأنه لم يتبق الكثير منهم بسبب وجودهم فى القناة، والأصابع الجهادية المتطرفة من المؤكد أنها خلف ذلك، فمصر أصبح حالها «كل حد بقى ياخد حقه بدراعه».

وقال خير الله: «يجب على الجيش الاستعداد القتالى مع وجوب التواصل مع هذه الجماعات وسماع مطالب القبائل قبل حدوث الكارثة، فسيناء بها 22 ألف جندى لهم حق الدفاع عن النفس دون أوامر مسبقة، والحل سياسى وليس أمنيا فقط، لا يجب أن ننتظر حتى تحصل الكارثة»، محملا الإخوان وسياستهم فى البلاد جميع الكوارث المحتمل حدوثها فى سيناء فى ظل الوضع الأمنى المتردى هناك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.