تامر حبيب: الأم في السينما الآن أصبحت «مزة».. فيصل ندا: لم يعد هناك فنانة تملك مصداقية الدور يسري الجندي: الأفلام القديمة حصرت الأم في شكل كلاسيكي ولم تراع التطورات المجتمعية فتحية العسال: الثورة قدمت الجانب الشجاع في شخصية الأم بعيداً عن النمطية كتاب الدراما يختارون سوسن بدر لتجسيد أم أحد شهداء الثورة في عمل فني لعل أبرز ما يظل عالقا بذهن أغلبية الجمهور من الفنانات اللاتى قدمن شخصية الأم فى السينما المصرية تظل عالقة صورة الفنانة القديرة فردوس وأمينة رزق، ذلك النمط الرقيق من صورة الأم المليئة بالحنان والعطف والمشاعر والتضحية، إلا أن التغيرات المجتمعية التى أصبح عليها المجتمع الآن، جاءت بتأثيرها على شكل شخصية الأم فى الأعمال السينمائية، فأصبحت الأم لديها تصرفات غير أخلاقية، وسليطة اللسان بل ربما تدفع أبناءها لتصرفات غير أخلاقية مثل شخصية فرنسا، ذلك الدور الذى قدمته عبلة كامل فى أفلام مثل «اللمبيى» و«كلم ماما» و«خالتى فرنسا»، وهنا تكاد تكون الصورة الحقيقية والمثالية للأم المصرية قد اختفت تماما، مثل أمينة رزق وهدى سلطان، أو حتى كريمة مختار . من جانبه، السيناريست الكبير أكد فيصل ندا أن صورة الأم فى السينما المصرية تدرجت عبر التاريخ فقد كانت هى الأرض الذى ينتمى إليه الإنسان لأن السينما طوال عمرها تقدس الأم المصرية الروابط العائلية القوية، وكانت الأم هى التى تحتل الصدارة فى مثل هذه الأعمال، أما المجتمع حاليا فيمر بانقسامات عديدة وفى ظل هذه الانقسامات انهارت القيمة المجتمعية للأم فلم نجد أى دور لها فى السينما أو التليفزيون وأصبح المحدثون من الكتاب يلقون النظر على الصور السلبية فقط للأم، وشدد على أن الفنانات اللائى يقدمن أدوار الأمهات لا توجد لديهن أى مصداقية، خاصة أن أغلبيتهن يظللن يحتفظن بجمالهن ويستعملن المكياج الصارخ وذلك يظهر الأم «المزة» . وتابع فيصل ندا حديثه بأنه لو فكر كتابه عمل تكون فيه الأم هى البطلة فسيختار أم أحد الشهداء خاصة فى موقعة بورسعيد ولابد من التركيز عن تقبل الأم لاستشهاد ابنها وسوف أختار سوسن بدر لتجسيد الدور . أما المؤلف مصطفى محرم فقد أشار محرم الأم تستحق أن تكون بطلة فى أى من الأعمال الفنية فهناك العديد من الأفكار عن أمهات الشهداء لأنها ستثير عطف القارئ وسيكون بها قصص جميلة ومشوقة، مشيرا إلى أن هناك فنانات حاليا يستطعن تقديم هذه الأمهات ولكننا لا ننسى الأم الاشهر فى السينما المصرية فردوس محمد ومن بعدها كريمة مختار . أما يسرى الجندى، فأكد إن الدراما تتجاهل صورة الأم العصرية الموجودة الآن فهى تتجاهل بشكل أكبر تجسيد الأم الفلاحة والصعيدية لأن هذه الشخصيات تتطلب من الكاتب الذى يرسم ملامحها أن يكون على دراية تامة بهذه المجتمعات وبالشخصيات التى تحيا فيها فلم يعد الفن المصرى يركز على دور الأم ولم يعد يهتم بها أو بكيانها وأصبح يشير لها على استحياء حتى فى مسلسل مثل «يتربى فى عزو»، حينما تم فرد مساحة كبيرة لدور الأم «ماما نونة» كان الدور يجسد نموذجا سلبيا وليس إيجابيا . بينما أكدت المؤلفة فتحية العسال أن فى الماضى كانت أم تظهر بالشكل الذى يتناسب مع المجتمع الذى نعيش فيه فكانت مقهورة فى أغلب الأعمال التى ظهرت فيها؛ وذلك طبقا للمطبات الزمن الذى تدور أحداث العمل فيه . وأضاف «العسال» أن الثورة المصرية أظهرت الشجاعة الكبيرة للأم المصرية وراينا كيف توجد الأمهات فى الميدان فى الثورة، وتطالب بحقوقها كمرأة قبل أن تكون أمًا، مشيرة إلى أنها قامت برفع دعوى قضائية ضد الرئيس المصرى محمد مرسى بسبب إهمال الدستور المصرى للمرآة المصرية التى تعبر عنها ألم فى الدراما والسينما، لافتة أن أى أم تستحق الإشادة لأنها تعيش فى أجواء رديئة سواء اقتصاديا أو اجتماعيا . السيناريست محسن الجلاد أكد أن صورة الأم لا تغيير فهى هى فى كل عصر، والأم هى محور الأحداث فلابد أن يكون عن والده الشهيد خالد سعيد ويتم تقديم فيه ما لهذه السيدة وما عليها وكيف تجاوزت ما حدث لابنها، لافتا أن أنسب فنانة لهذه الشخصية الفنانة سوسن بدر بعدما شاهدنا كريمة مختار تستحوذ على أدوار الأمهات طوال السنوات الماضية . ويقول السيناريست تامر حبيب إنه يحبذ دائما إظهار النماذج الإيجابية للأم فى الأدوار التى تقدمها فهو لا ينسى الشخصية التى قدمتها النجمة فاتن حمامة فى فيلم «إمبراطورية ميم» التى أظهرت فيها الجوانب الإيجابية للأم وليس ما نجده الآن، فالأمهات أصبحن يظهرهن فى صورة «مزة» والأفلام التى نراها فى وقتنا هذا لم تصبح مثل أمينة رزق وفردوس محمد وكريمة مختار لأن الأم تتطور بتطور العصر والمجتمع أيضًا، وذلك ينعكس على صورتها فى السينما.