سنعرض المسرحية حتى لو لخمسة مشاهدين.. ومصر أصبحت مظلمة.. علينا تحريك عجلة العمل نشارك الجمهور حالة من الإحباط ونعرض المسرحية لاهتمامنا بالقضية أكثر من كونه عرضا تجاريا
بعد غياب كبير يعود إلى الساحة الفنية مرة أخرى ومن خلال خشبة المسرح الذى شهد ميلاده يعود الفنان وائل نور مع المسرحى الكبير جلال الشرقاوى فى العرض المسرحى الجديد «الكوتش»، ذلك العرض الذى يلقى الضوء على الأوضاع الحالية التى تعيشها مصر حاليا، وهيمنة جماعة الإخوان المسلمين على مجريات الحكم، ولم يكن هذا العرض السياسى هو الأول فى مسيرة نور الذى اهتم أكثر من بنى جيله بالعروض ذات الإسقاط السياسى، حيث يحمل رصيده العديد من تلك الأعمال ومنها «بدلة سموكن»، نور أيضا يستعد للعودة إلى شاشة التلفزيون بعد غياب أكثر من 5 سنوات منذ آخر أعماله «المصراوية2». وائل نور يكشف فى حواره ل«الصباح» أسباب ابتعاده الفترة الأخيرة عن الساحة الفنية وعلاقته بالفنان طلعت زكريا ورؤيته حول عودة المسرح المصرى لمساره الطبيعى وتعليقه على رأيه الحالى فى الأوضاع السياسية التى تشهدها مصر، كل هذا فى الحوار التالى.
حدثنا فى البداية عن دورك فى مسرحية «الكوتش». - أجسد فى مسرحية «الكوتش» لاعب كورة اسمه زيكو ومتطلع إلى الشهرة وينتمى إلى إحدى الفرق البسيطة، ذلك بينما يقوم فريق واحد بالحصول على كل البطولات، بكافة الوسائل حتى لو وصلت إلى كسر لاعبى الفريق المنافس كما سبق وأن فعلوا هذا مع كوتش الفريق الذى يجسد دوره طلعت زكريا، والمسرحية كوميديا سياسية ترصد الأوضاع الحالية وتتناول أيضا العدالة الاجتماعية ولقمة العيش ونتناول أحداث مصر منذ أيام الثورة إلى الآن. مناقشة الوضع السياسى، ألا يبعث على الحذر فى ظل الأوضاع الراهنة؟ - لا يوجد قلق من هذه المسألة لكن الموضوع أنى مؤمن بالقضية وما نتناوله ونتحدث عن الأوضاع كلها وليس موضوعا بعينه ولا أخاف من شىء وممن أخاف ونحن نعرف كيف نتلاءم لأن وضع مصر هو الأهم. لكن الأوضاع فى الشارع تزداد اضطرابا وأسلوب التعبير أصبح يتسم بالعنف.. ما تعليقك؟ - نحن لا نخاف ونقدم فنا وأعتبر أن فريق العمل يقوم بعمل اعتصام بطريقته مثل المعتصمين تماما، ولكن بدون عنف نطرح قضيتنا والناس تشاهدنا وتحكم على التجربة. ولنا الشرف أن نقدم حاجة لمصر لكنى حزين عليها لأنها أصبحت مظلمة وأنا واحد من الناس معتاد على قيام المسرحيات فى هذا المناخ وقدمت من قبل «بدلة سموكن» فى وقت أحداث واعتصامات خاصة أنه يساعد الفنان على حمل رسائل ومعانى للجمهور. وما رأيك فى الوضع المسرحى الحالى؟ لا أقول غير كلمة «حرام» فالوضع الذى بات عليه المسرح أصبح مؤسفا قياسا بقيمته وأناشد المنتجين وأصحاب المسارح بإعادة فتحها والبدء فى إنتاج أعمال مسرحية جديدة، لأن هذا الوضع سوف يقضى على المسرح نهائيا، وبصفة عامة علينا الآن تحريك عجلة العمل والإنتاج لأنه ليس فى صالحنا الاعتصام فى التحرير أو الاتحادية فقط ولابد أن يعود الناس للعمل لمباشرة شغلهم. الظروف الراهنة قد تؤثر على الإقبال الجماهيرى للعمل؟ - يدعمنا منتج ومخرج وهو فنان حقيقى ورائد فى المسرح العربى هو الفنان جلال الشرقاوى والذى سبق وأن قدمنى فى أربعة أعمال أولها كانت مسرحية «تجوزينى يا عسل» ومسرحية «قصة الحياة الغربى» الذى تحمس لها كثيرا وأهمها مسرحية «الجنزير» و«الكوتش» العمل الرابع، والشرقاوى منتج جرىء، وأكد أنه يستمر فى عرض المسرحية حتى لو عرضناها لخمسة مشاهدين وذلك لاهتمامنا بالمسرحية كرسالة أكثر من كونه عرضا جماهيريا أو تجاريا وأتصور أننا نجحنا بشكل كبير فى الوصول بالمسرحية لشكل جيد ونتمنى بالطبع وجود جمهور أكثر. وهو ينحاز إلى الأعمال التى تعالج القضايا التى تهم الناس، وأنا مع كل أبطال العمل لسنا فى معزل عن الشارع بل نشارك الجمهور حالة الإحباط التى أصابته، ولكن لابد أن تستمر عجلة العمل كى لا يصل بنا الحال إلى مزيد من الانحدار. تظن أن «الكوتش» من الممكن أن تعيد الجمهور للمسرح؟ - بالتأكيد فى ظل وجود فريق عمل قوى يضم الفنان طلعت زكريا ولىلى قاسم وإيناس بن على وانتصار ودكتورة هنادى ورضا إدريس وعلى رأس القائمة الفنان والمخرج المبدع جلال الشرقاوى والعمل معهم ممتع ونحن نستعد للسفر إلى السودان فى شهر 4 ممن أجل عرض 12 ليلة وهناك عروض أيضا للعرض فى الكويت ودول الخليج أيضا. تعرض الفنان طلعت زكريا للكثير من الهجوم بسبب موقفه من الثورة فلا يؤثر ذلك على المسرحية؟ - لا بالعكس، حتى إذا أخطأ فهو يتحمل نتيجته وأعتذر عما قاله وكلنا نخطئ وربنا بيسامح يبقى الناس لا تسامح، وطلعت صديقى منذ أيام المعهد ولنا سفريات مع بعض كثيرة واشتغلنا معهم ولنا ارتباط دراسى ومرت علينا أيام حلوة ومرة معا. ابتعد النجوم عن المسرح بسبب الماديات.. فإلى أى مدى أثر العامل المادى على قرار مشاركتك فى العمل؟ - أنظر إلى العمل المسرحى، كونه رسالة أكثر من المكاسب المادية، وأريد أن أوصل للجمهور الرسالة وأن يرانى بشكل مختلف وكيف يتقبل الناس مسرحية فى شكل سياسى كوميدى وخرجت من عمل ناجح فعلى أن أنظر إلى عمل ناجح آخر وتعلمت وتربيت على يد فنانين كبار أمثال فريد شوقى وشكرى سرحان ونبيلة عبيد وأمينة رزق وأحمد زكى وهم دائما مجتهدون وتعلمت منهم الصبر والقوة. مسرحية «الكوتش»، ألا تعيدك إلى مسرحية «الجنزير» التى ناقشت التطرف خاصة أنها فى وقت التطرف والإرهاب؟ - المسرحيتان مختلفتان لكن الموضوع قريب لكن الفرق أن وقتها كان هناك أمن وأمان ولم يوجد وقتها بلطجية ولا خطف ولا غيره مثلما يحدث الآن ووقت «الجنزير» كان هناك ثراء مسرحى حيث توجد 14 فرقة تعرض أعمالها أما الآن فأنت تعمل وحدك أو بجانب مسرحيتين وحرام نضعها فى مقارنة لأن نتاج الثورة لا يأتى بسرعة فلها مدة إما أن نحافظ عليها ونقف بجوارها ونأخذ حقوقنا أو تكون هناك ثورة أخرى. من ناحية الدراما.. ما هى أسباب ابتعادك عن السينما والدراما؟ - قال فى حديثه بطريقة كوميدية: «تقريبا محدش مصدقنى فى سبب ابتعادى، وسبب ذلك رغبتى فى عمل جيد لأنى لا يصح أن أشتغل وأتواجد بشكل أسقط به من وجهة نظر الجمهور الذى كبرنى ولا أعمل فقط من أجل التواجد أو الفلوس وهذا نظرا لتاريخى وعندما أقترب يكون بشكل مختلف، أما بالنسبة للسينما فأنا لست مبتعدا عنها أنا مسافر ومهاجر تقريبا حيث لا أقدم أعمالا سينمائية منذ 10 سنوات وأعافر من أجل العودة بعمل جيد. ما رأيك فى مستوى الأفلام التى تقدم حاليا؟ - عندما توجد أعمال سوف أتكلم عليها لأننا نعرض هذه الأفلام فقط لنقول للناس إننا شبه عايشين لكن نحن ميتون بقالنا فترة والبلد أصبح بها ركود فى جميع المجالات وليس الفن فقط. وماذا عن أعمالك القادمة؟ - لم أقرر حتى الآن فهناك سيناريوهات أقرؤها والأقرب هو عمل سينمائى لكن الحال متوقف هذه الفترة. وما تعليقك على الأحداث الجارية حاليا بعدد من المدن المصرية؟ - الشعب حتى الآن لم يسترح ولم يأخذ حقوقه ولابد أن تكون هناك حركة لأن الأمن والأمان لم يتحققا بعد وأنا لست مع إسقاط الرئيس لأنه جاء بشرعية لأننا إذا أسقطناها فسيأتى من بعده ليسقطه الشعب ونعيش فى دوامة لكن نحن نريد رئيسا لكل المصريين وأتمنى أن تمر الظروف على خير وتصبح البلاد فى حالة مستقرة لأننا نمر بأخطر مرحلة فى تاريخ مصر.