كشف الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، تفاصيل الزلزال القوي الذي شهدته تركيا اليوم الإثنين وتأثرت به العديد من الدول المجاورة، وأجاب على السؤال الشاغل حول علاقة كثرة الزلازل باقتراب الساعة. وقال "القاضي"، في مداخاة هاتفية لبرنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على القناة الأولى المصرية، إنه في تمام الساعة الثالثة و 17 دقيقة فجر اليوم الإثنين، وقعت هزة أرضية في جنوب شرق الأراضي التركية بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر. وأشار إلى أنه نتيجة قوة الهزة الأرضية شعر بها العديد من المواطنين في عدد من المدن المصرية، لكن لم تنجم خسائر مادية أو بشرية داخل الأراضي المصرية. وتابع: "بينما تسبب الزلزال في دمار كبير داخل الأراضي التركية والسورية، حيث انهار عدد كبير من المباني، ووقع العديد من الوفيات والإصابات". كما لفت إلى أنه نتيجة لقوة الزلزال النسبية، حدث عدد من التوابع الكبيرة والمحسوسة، وصلت حتى الآن إلى 20 هزة ارتدادية أو تابع، تتراوح قوتهم ما بين 4.5 إلى 6,5 درجة على مقياس ريختر. وذكر أن السلطات التركية والسورية تقم حاليًا بإجلاء الضحايا، وجار البحث تحت الأنقاض عن ضحايا الزلزال. وأضاف: "منطقة غرب تركيا وشرق البحر المتوسط تعد أحد المناطق النشطة زلزاليًا، وتسجل العديد من الزلازل بشكل يومي، لا تكون العديد منها زلازل محسوسة، وأخرى محسوسة مثل زلزال اليوم الذي يعد أكبر زلزال منذ عام 1990". وأرجع رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية السبب في قوة زلزال اليوم إلى أن المنطقة التي شهدها الزلزال تقع على تقاطع عدد من الفوالق الجيولوجية، وهو ما يفسر قوة الزلزال وزيادة عدد التوابع. هل كثرة الزلازل علامة على اقتراب الساعة وأوضح الدكتور جاد القاضي علاقة كثرة الزلازل في العديد من الدول باقتراب يوم القيامة، مؤكدًا أن ما يتردد عن اقتراب الساعة بسبب كثرة الزلازل كلام غير علمي ومجرد شائعات يتم تريديها بشلل متكرر عند حدوث الزلازل وقال إن العالم شهد زلازل عديد من نفس القوة وأكبر في العديد من المرات السابقة. واستطرد: "وبعيدًا عن أي شائعات، الظروف الجيولوجية مدروسة ومعروفة، بالرغم من أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بالزلزال، ولكن يجب على العاملين في قطاع التنمية العمرانية، داخل وخارج مصر، اتباع المعايير اللازمة والمطلوبة للإنشاءات وكود الأحمال المنزلية للحفاظ على حياة المواطنين والاستثمارات في هذا المجال". وأشار إلى أنه خلال العام الماضي تم إصدار دليل استرشادي لمواجهة مخاطر الزلازل وتم نشره على موقع صفحة مجلس الوزراء وعلى صفحة المعهد على "فيسبوك"، مناشدًا المواطنين بالاطلاع عليه ومتابعة الإرشادات الموجودة به؛ لحماية الأرواح والممتلكات من الزلازل. متى نقول إن درجة الزلزال عالية؟ مقياس ريختر وأجاب "القاضي" على السؤال الذي وجه إليه حول تصنيف قوة الزلزال، وقال: "لدينا 3 تصنيفات للزلازل، فهناك الزلازل الصغيرة والتي تصل قوته إلى 3.5 درجة على مقياس ريختر، ومن 3.5 إلى 5.5 درجة هو زلزال متوسط، ومن 5.5 فأكثر هو زلزال قوي". وذكر أن هناك عوامل أخرى تؤثر على طبيعة الزلزال وتأثيره بخلاف قوته، وهي: – طبيعة المنطقة التي حدث بها الزلزال جيولوجيًا. – عمق الزلزال، فكلما كان عميقًا اتسعت دائرة الشعور الجغرافي به. – طبيعة المباني في المنطقة التي وقع بها الزلزال ومدى التزامها بمعايير الإنشاءات وأكواد البناء. وأكد ان هذه العوامل تتحكم في تداعيات الزلزال، معلقًا: "فقد تكون قوة الزلزال كبيرة، ولكن لا ينجم عنها مخاطر شديدة، مثلما يحدث في اليابان التي تشهد زلازل كبيرة بشكل يومي، ولكن قلما يحدث انهيارات للمباني؛ نتيجة لاتباع تلك المعايير في إنشاءاتهم". واستكمل: "فضلًا عن وعي المواطنين اليابانيين بالتعليمات اللازمة عند حدوث الزلازل، فتحدث إصابات قليلة للغاية، نتيجة تلك التعليمات والإجراءات المتبعة". عدد محطات رصد الزلازل في مصر أما عن عدد محطات رصد الزلازل في مصر، قال رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن مصر لديها 89 حطة موزعين على أنحاء الجمهورية، وهناك كثافة للمحطات في الأماكن التي تشهد نشاط زلزالي مثل سواحل البحر الأحمر وشمال الدلتا، وجنوب مصر بالقرب من منطقة السد العالي. وأضاف أن جميع المحطات قادرة على رصد أي زلزال مهما كانت قوته، فضلًا عن أن المعهد لديه بروتوكولات تعاون مع عدد من شبكات الزلازل الدولية، ويتم تبادل المعلومات في هذا الخصوص. هل دخلت مصر نطاق حزام الزلازل؟ كما أكد جاد القاضي أن مصر ليست في نطاق حزام الزلازل، وليس من المتوقع أن تدخل في حزام الزلازل، بالرغم من تسجيل زلازل بشكل شبه يومي، ولكن بقوات غير محسوسة. وناشد الجميع بالحذر وابتاع التعليمات والإجراءات المتبعة للوقاية من الزلازل وتداعياتها. هل متوقع حدوث تسونامي نتيجة هذه الهزة الأرضية؟ وفي مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، قال "القاضي" إنه كان هناك إنذار أولي لحدوث تسونامي فور وقوع الزلزال، ولكن نتيجة لأن الزلزال لم يقع في البحر، فليس من المؤكد حدوث موجات تسونامي في وقت لاحق. وتابع: "وبناءً عليه، تم إلغاء إنذار تسونامي بعد التأكد من أن الزلزال داخل الأراضي التركية وليس في البحر".
