كانت صحيفة الموجز من أوائل من حذر السلطات المصرية والجهات السيادية بخطورة استمرار أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية في عهد العقيد الراحل معمر القذافي في القاهرة لما يتصل به تاريخه من فساد مالي وشبهات أخلاقية وكان ياسر بركات رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة الموجز قد نشر مقالا في شهر سبتمبر عام 2011 بعنوان " قذاف الدم.. ثروته 10 مليارات دولار وتعرض لفضيحة جنسية مع ملكة جمال الهند " ، واليوم نعيد نشر هذ المقال لإيضاح خطورة ما حذرنا منه منذ عام ونصف العام . " لقد أصبح وجود أحمد قذاف الدم في القاهرة حتي الآن لغزا محيرا، فمن المعروف أن قذاف الدم كان رجل العقيد في القاهرة وكان يقود الثورة المضادة بكل ما يملك من قوة ومليارات، فعلي الرغم من أنه أعلن انقلابه علي العقيد وقام بتوزيع بيان علي وسائل الإعلام بعد اندلاع الثورة بأسبوع يعلن فيه استقالته من العمل مع العقيد فإنه حاول أن يمارس أسوأ دور كي يحمي ابن عمه من الثوار ولكي يقوم بمد العقيد بالأسلحة لكي يتصدي للثوار، ولقد وقف المجلس العسكري بالمرصاد لكل محاولاته التي سعي إليها، وطلب من ميناء القاهرة الجوي تفتيش طائرته الخاصة وتم مصادرة طبنجته الخاصة. ورغم ذلك لا نعرف من يحمي هذا السفاح في مصر؟!.. فقد تصدي المجلس العسكري لمؤامراته علي الثوار في ليبيا وأجهض كل محاولاته لمساندة ابن عمه، كما اشتعلت المظاهرات في مرسي مطروح وغيرها من المحافظات ترفض وجوده في مصر وتندد بالدور القذر الذي كان يقوم به لصالح ابن عمه العقيد معمر القذافي ورغم ذلك فهو مازال موجودا ويتحدث للفضائيات والصحف وكأنه مفجر الثورة الليبية!! ومن المعروف أن أحمد قذاف الدم القذافي هو ابن عم معمر القذافي، ولقد ولد بمصر لأب ليبي وأم مصرية.. وكان يتولي في مصر منصب منسق العلاقات الليبية - المصرية وكان يكتسب صلاحياته من عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات في عهد مبارك، وكان يتحرك قذاف الدم في القاهرة في حماية عمر سليمان ويتعامل كرئيس دولة داخل الدولة، وعندما اندلعت الثورة الليبية سعي قذاف الدم للقيام بدور قذر لمناصرة ابن عمه وإمداده بالسلاح لقتل الثوار، ولقد حاول قذاف الدم استدراج بعض القبائل في مرسي مطروح كي يساندوا العقيد ويقوموا بالتصدي للثوار، ولكن أبناء مصر الأحرار رفضوا العرض القذر وقاموا بتنظيم مظاهرات ضده. كما طالب معارضون مصريون وعدد من مسئولي النقابات المهنية المجلس العسكري المصري بالقبض علي أحمد قذاف الدم، بعد المعلومات التي انتشرت في عدة محافظات مصرية، منها مرسي مطروح الحدودية التي أشارت إلي أن قذاف الدم كان يجري مفاوضات مع قبائل بدوية لها جذور ليبية بغرض التعاقد مع الآلاف من أبنائها للعمل مرتزقة من أجل المشاركة ضد الثورة الليبية وقتل الثوار من أبناء الشعب الليبي، بعد أن أصبح القذافي وحيداً مع أبنائه في ساحات القتال. وكشفت معلومات عن أن أحمد قذاف الدم كان يجري اتصالات بقبائل أولاد علي ذات الجذور الليبية، وعرض عليهم أموالا طائلة ليهاجموا قبائل الشرق وبنغازي، إلا أنهم رفضوا العرض جملة وتفصيلاً، كما كشف أبناء القبائل المقيمون في مطروح وسيوة أن قذاف الدم أجري اتصالات من القاهرة مع شركات نقل وشركات طيران خاصة ليجلب المرتزقة من الدول الإفريقية لقمع الثورة، خاصة بعد أن سيطر الثوار علي معظم الأراضي الليبية وأصبحوا قاب قوسين أو أدني من مقر إقامة القذافي في باب العزيزية بطرابلس.. وكانت مرسي مطروح قد شهدت مظاهرات حاشدة تأييداً للثورة، وتنديداً بقتل المواطنين الليبيين، وحرص المتظاهرون علي ترديد نفس شعارت الثوار الليبيين بالإضافة لشعارات ثوار ميدان التحرير ضد الرئيس المخلوع مبارك. وكشف الناشط السياسي الليبي بالقاهرة أحمد فايز جبريل، أن قذاف الدم حاول منذ وصوله إلي مصر أن يحشد أفرادا من قبائل أولاد علي في سيوة ومطروح والفيوم، وفي بعض مناطق الصعيد للتوجه إلي طرابلس للقتال إلي جانب القذافي ضد الشعب الليبي. وأكد معارضون ليبيون في القاهرة أن قبائل أولاد علي رفضت مطلب أحمد قذاف الدم، واستقبلته بمظاهرة مضادة هتفوا فيها بالموت للقذافي وأبنائه بسبب استعانته بالآلاف من المرتزقة الأفارقة لقتل الآلاف من أبناء الشعب الليبي، وكشفت معلومات أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية رفض تقديم أي دعم للنظام الليبي، باستثناء الدعم الطبي والغذائي للجرحي من الليبيين والمصريين الذين دخلوا للحدود المصرية. فيما تقدم عدد من أعضاء مجلس نقابة المحامين ببلاغ إلي النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود يطالبون فيه بتجميد كل أموال وممتلكات معمر القذافي وعائلته في المدن والبنوك. كما طالب أعضاء مجلس نقابة المحامين بالقبض علي أحمد قذاف الدم باعتباره مجرم حرب وتسليمه للعدالة. وأشار البلاغ إلي أن هناك معلومات مؤكدة حول قيام قذاف الدم ب "المشاركة في ارتكاب أعمال إجرامية ضد الشعب الليبي وقتل وترويع المدنيين وتبديد ثرواتهم وطالب بإحالته إلي المحاكمة بسبب تواطئه مع نظام كان ومازال حتي اليوم يقوم بارتكاب كل الجرائم المحرمة ضد شعبه باستخدام الطيران والأسلحة الثقيلة والرصاص الحي، وكان من بين الموقعين علي البلاغ "جمال حنفي وممدوح إسماعيل وعاصم نصير وشوكت الملط وهشام الكومي" القياديون في مجلس نقابة المحامين وورد فيه: "لا يخفي علي الجميع جرائم الإبادة الدموية التي يرتكبها العقيد معمر القذافي وأولاده ضد الشعب الليبي، وإصراره علي تنفيذ مذابح أكبر شملت بخلاف الشعب الليبي عددا من المصريين لم يتم حصره بعد، هذا بخلاف تبديده ثروات الشعب الليبي واستخدامها في قتل المواطنين العزل والأطفال والنساء وتدمير ليبيا من أجل الدكتاتور». ومنذ دخول قذاف الدم القاهرة عقب اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير انهالت البلاغات ضده وتقدم الزميل الكاتب الصحفي «خالد محمود» ببلاغ إلي النائب العام والمجلس العسكري ورئيس الوزراء - أنذاك - أحمد شفيق ووزير الخارجية أحمد أبوالغيط دعا فيه إلي القبض علي أحمد قذاف الدم باعتباره مجرم حرب كرس حياته لخدمة القذافي في ملاحقة معارضيه وعلي رأسهم المعارض الليبي منصور الكيخيا وزير الخارجية الليبي الأسبق الذي اختفي من الأراضي المصرية عام 1993. وجاء في بلاغ محمود: "باعتباري مواطنا مصريا أرفض الصمت عن هذه المجازر الجماعية وأعمال الإبادة التي يقوم بها نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، وأطالب بتوقيف أحمد قذاف الدم المنسق العام للعلاقات المصرية الليبية والمبعوث الشخصي للقذافي ومحاكمته استنادا إلي معلومات مؤكدة حول قيامه بالمشاركة في ارتكاب أعمال إجرامية ولا إنسانية ضد الشعب الليبي وتبديد ثرواته والتآمر علي مصلحة ليبيا الشقيقة والتواطؤ مع القذافي في ارتكاب جرائم حرب ضد شعبه واستخدام الطيران والمدافع لقتل المدنيين». واتهم محمود، قذاف الدم بالضلوع في تعقب عدد من المعارضين الليبيين ومن بينهم منصور الكيخيا وزير الخارجية الليبي الأسبق علي الأراضي المصرية. واتهم البلاغ قذاف الدم بالتنكيل بالعمالة المصرية المقيمة في ليبيا وفرض رسوم وإجراءات معقدة لمنعهم من الحصول علي فرصة عمل داخل ليبيا، كما طالبه بدفع كافة التعويضات المستحقة للصحفيين والعاملين المصريين في قناة الساعة التي كانت تبث من القاهرة وتوقفت بسبب خلافات سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد القذافي وقذاف الدم.