تعد شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، من أكبر الشركات التابعة للقطاع العام، فهى صاحبة اسم كبير وتاريخ مشرف يشهد عليه الأجيال، ولها بصمات واضحة فى القطاع العقارى . تأسست الشركة على يد البارون إمبان في 2 فبراير 1906، وكان اسمها حينها شركة سكك حديد مصر الكهربائية وواحات عين شمس، حيث قام بشراء مساحة كبيرة من الصحراء من الحكومة الاستعمارية البريطانية في ذلك الوقت - في منطقة مصر الجديدة الحالية - مساحتها 25 كلم مربع في شمال غرب القاهرة ، "ويقال على بعض المواقع العربية أنه أشترى الفدان الواحد بجنيه مصري وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت". وبدأ الشركة بين عامي 1906 - 1907 في بناء ضاحية مصر الجديدة التي أرادها أن تكون قاهرة جديدة راقية وهي كذلك بالفعل، حيث كان بها جميع مرافق البنية التحتية اللازمة من كهرباء ومياة وصرف صحي وفنادق مثل فندق هليوبوليس بالاس، بالإضافة إلى ملاعب الجولف ومضامير سباق الخيول والمنتجعات الراقية، كما كانت هناك مساكن راقية للإيجار مصممة على تصاميم معمارية مبتكرة في ذلك الوقت - لا زال الكثير منها باقياً إلى الآن وتشكل تراثاً معمارياً في حد ذاتها. واتجهت الشركة للعمل بالتوازي في عدد من المشروعات العمرانية الشاملة الضخمة في الكثير من المناطق، أهمها مدينة نزهة العبور، مدينة هليوبوليس الجديدة، هليوبارك، ومن المقرر أن تشهد الفترة المقبلة عودة الشركة إلى عهدها السابق بعدما قررت حكومة الدكتور مصطفى مدبولى وضع خطة شاملة لتطوير الشركة . وفى هذا الصدد أكد خالد زكريا العادلى ، رئيس مجلس ادارة شركة مصر الجديدة للاسكان،إن شركته تمتلك اصولا عقارية بقيمة 100 مليار جنيه تتضمن مدينة نيوهليوبوليس و محفظة اراض كبيرة. جاء ذلك خلال الاعلان على الخطة الاستراتيجية لتطوير مصر الجديدة لاسكان و التعمير و التى يستغرق تنفيذها 5 سنوات. أكد العادلى ، أن خطة التطوير تستهدف اعادة الشركة الى سابق عهدها و تحديد نقاط القوة و الضعف و للوقوف على امكانيات الشركة و وضع رؤية للشركة خلال الفترة القادمة. وحدد العادلى 5 محاور للاستراتيجية تشمل تطوير و تنمية مدينة نيو هليوبوليس لترتقى الى مدينة متكاملة ، تنمية هليو بارك على طريق السويس ،تطوير الاصول العقارية بما لايضر النسق الحضارى ، اعادة هيكلة الشركة و توفير الموارد المالية.
ومن المنتظر خلال الاجتماع مناقشة الاستراتيجية المقترحة من مجلس الإدارة بشأن تطوير شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، والتى تضمنت عدة محاور منها تطوير محفظة الأراضى الضخمة فى هليوبوليس الجديدة وهليوبارك، وتعظيم استغلال الأصول العقارية المملوكة للشركة والمتمركزة فى منطقة الكوربة، وحسن استغلال حديقة الميريلاند ومبنى غرناطة التاريخى، وتضمنت الاستراتيجية كذلك خطة إعادة الهيكلة الإدارية للشركة، ورسم صورة جديدة للشركة تتناسب مع تاريخها وعراقتها.
