هو من أهم رواد المسرح المصري، يملك ملامح صلبة جعلته يتقن أدوار الشر .. امتلك حنجرة قوية وصوت أجش، ولقب بفارس السينما المصرية، هو الفنان الراحل عباس فارس. قدم العديد من الأدوار المهمة منها الشيخ العز بن عبدالسلام في و"إسلاماه"، وناظر الوقف المختلس في فيلم "أبو حلموس" حيث يقنع بذكاء نجيب الريحاني في كيفية تظبيط المستندات بعد الاختلاس، والشخصية الأشهر هي شخصية أبرهة الحبشي والذي حاول هدم الكعبة في فيلم "بيت الله الحرام"، وأوضح من خلال العمل مدي كرهه للكعبة وأهلها والدين، ولكن كان عباس في الحقيقة علي النقيض تمامًا، فهو كان ينتمي للصوفية، وأدخل أثنين من زوجاته الإسلام. ولد عباس فارس في حي المغربلين يوم 22 أبريل من عام 1902، وعشق التمثيل وانضم لإحدى فرق الهواة وقام بأداء منفرد في دور "شقاء الابناء". ثم جاءت مرحلة الاحتراف، لينضم إلى فرقة جورج أبيض المسرحية، والذي أسند إليه عدة أدوار في مسرحيات "ماكبث" و"عطيل" و"اوديب ملكا"، ثم تنقل بعد ذلك بين فرق مسرحية أخرى منها فرقة الريحاني. اقرأ أيضاً * السندريلا والزعيم.. سر انقلاب سعاد حسني علي الرئيس عبد الناصر وحكاية تحالفها مع فريد شوقي و رشدي أباظة وشكري سرحان ضد ثورة يوليو * ابنتها حجرت عليها ورفضت الزواج من رشدي أباظة وفاجئها عمر الشريف ب"قبلة" ورفضت "تقبيل" الأطرش..محطات في حياة ماجدة الصباحي * هددت بحبس والدتها و لم تحضر جنازتها و عائلتها تبرأت منها .. أسرار مثيرة في حياة هويدا نجلة صباح * تزوجت ثلاث مرات وأحزنها لقب "ملكة الإغراء" ورفعت الحذاء في وجه فاتن حمامة ووصفتها بأنها لا تستحق لقب "سيدة الشاشة"..محطات في حياة هند رستم وسر اعتزالها * تركت رشدي أباظة بسبب الخيانة..حكاية 14 زيجة في حياة تحية كاريوكا بين طيار الملك والفنان والبكباشي * شقيق رشدي أباظة وتوفي وهو يمارس التنس.. معلومات عن النائب البرلماني فكري أباظة في ذكري ميلاده * حكايات من حياة صباح..شقيقها قتل والدتها وقصة حب لم تكتمل مع أنور وجدي وسر لقب "الشحرورة" * "معشوق النساء" رشدي أباظة يرفع شعار المرأة أولًا.. 12 زيجة في حياة الدنجوان منهم خمس فنانات * كاميليا.. وقع في حبها الملك فاروق.. وتسببت في هستريا لرشدي أباظة * في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن «العمدة» عباس فارس * تعرف علي "زينب خليل" الشهيرة بسامية جمال .. من محافظة بالصعيد وتزوجت برشدي أباظة وأجنبي بعد اسلامه * "كاب دور".. التاريخ السرى ل "البار" الذى غنى فيه العندليب وجلس فيه رشدي أباظة شارك في "أوبريت العشرة الطيبة" من تلحين سيد درويش ،ثم عمل بفرقة عكاشة وفرقة مصر ثم الفرقة القومية عام 1935، حيث تألق في العديد من الأعمال المسرحية منها "30 يوم في السجن" و"لو كنت حليوة" و"جان دارك". كانت بدايته السينمائية، في عام 1939 من خلال فيلم "بنت الليل" مع عزيزة أمير، كما شارك في كثير من الأفلام التاريخية والدينية، ومن أفلامه "العزيمة" و"البؤساء" و"العيش والملح" و"ليلة غرام"، وكان أشهر أدواره، رئيس الدائرة في فيلم 'أبو حلموس" مع نجيب الريحانى. شارك فارس في الفيلم الأمريكي الشهير "Egypt by three" في دور "الشيخ"، ومن إخراج فيكتور ساتلوف، وقام بدور راوي الفيلم الفنان الشهير جوزيف كوتين، وشارك مع فارس الفنان حسن البارودي والفنان محمود المليجي. أما عن حياته الشخصية فكان متأثرا بالصوفية وكان متدينًا، وسافر إلى بريطانيا لمدة 6 أشهر، وهناك قابل إمراة بريطانية أحبها وولع بجمالها وإخلاصها، كما أنها أحبته وبادلته نفس المشاعر، بل وتمنته زوجا وشريكا لحياتها، وعندما طلب منها أن تعتنق الإسلام كشرط لزواجه منها وافقت على الفور وأشهرت إسلامها، وحين ماتت شريكة عمره التي أنجبت له ابنه جمال فارس نجله الأكبر، تزوّج شقيقتها التي اعتنقت الإسلام أيضًا، وأنجبت له ابنه الثاني (إسلام) وظلت معه إلى أن رحل، في منزله بالعباسية عام 1978. أنجب عباس ولدين الأول جمال من زوجته الأولي وساعده علي الانخراط في المجال الفني، ودعمه للاشتراك في عدة أعمال فنية، إلا أن جمال لم يثبت نجاحه، ولم يلق قبولا وهو ما شعر، حتي أقدم على تقديم آخر أفلامه (فجر) عام 1955. وكانت له قصة مشهورة فقد التقى جمال بالفنان رشدي أباظة في كواليس أحد الأفلام، وصارت بينهما صداقة قوية وبرغم ابتعاد جمال عن السينما، إلا أن علاقته بالدنجوان لم تنقطع وظل ملازما ولصيقا له في كل تحركاته في مصر وحتى خارجها. وفي أواخر عام 1960 ارتبط جمال بعلاقة عاطفية مع(باربارا) زوجة أباظة وقتها، وعندما علم الدنجوان بذلك قرر أن يطلقها، وذهب بعد ذلك إلى صديقه جمال، وقال له إنه كان علي علم بكل ما يدور، وأنه قرر أن ينهي الموقف بعقل وحكمة، وانتهى الأمر بزواج جمال من (باربارا) وسافرا معا إلى بريطانيا وعاشا في لندن، حيث أسسا شركة للإعلانات حتى وافته المنية عام 1983. ونجله الثاني هو إسلام فارس المشهور بشخصية "إبليس السينما المصرية"، و أحد أبرز النجوم في تاريخ الإذاعة المصرية، ولد في 17 فبراير من سنة 1931من زوجة فارس الثانية شقيقة زوجته الأولي، التي توافاها الله. التحق إسلام فارس بقسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليتخرج منه عام 1959، وكان من بين دفعته الفنانان عزت العلايلى وأبوبكرعزت. جاءت الانطلاقة الأولى له قوية ومميزة في فيلم "هجرة الرسول" أمام ماجدة الصباحي وإيهاب نافع عام 1964، وذلك عندما أدى دور الشيطان حين تمثل لكفار قريش في صورة الرجل النجدي الذي أوعز إليهم بأن يجمعوا 40 شابًا ليقتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم ليتفرق دمه بين القبائل قبل حادث الهجرة، وساعده على إتقان هذا الدور، ملامح وجهه الحادة وخامة صوته الأجش اللذان ورثهما عن والده الفنان عباس فارس. إجادته لدور الشيطان جعلته يعود لتمثيل ذات الدور مجددًا في فيلم "عظماء الإسلام" الذي يروى قصة الخلفاء الراشدين عام 1970، ومنذ ذلك الحين تخصص فارس في الأعمال الدينية في السينما والتليفزيون، وبرع في أدوار الشر بها فتارة يؤدى دور الشيطان، وأخرى دور الكاهن، أو أحد الكفار الذين لا يدخرون جهدا في محاربة الدعوة ونشر الدين، ولعل من أبرز المسلسلات الدينية التي شارك بها مسلسلات "لا إله إلا الله"، "محمد رسول الله"، "تحت ظلال السيوف"، "القضاء في الإسلام"، "رفاعة الطهطاوي"، "ذو النون المصري". بصمته الإبداعية جاءت أثير الإذاعة كانت أقوى منها في السينما والتليفزيون، وذلك حين أطل على مستمعي إذاعة البرنامج العام ببرنامجه الشهير "قال الفيلسوف"حيث استعان بالفنانة سميرة عبد العزيز وصديقه منذ أول أفلامه سعد الغزاوى على تقديمه منذ منتصف السبعينيات، وحتى رحيله عام 2013 والذي لحق به بعد شهر من وفات
وقدم خلال عمله بالإذاعة العديد من روائع التمثيليات الإذاعية مثل "امرؤ القيس، وفارس بني حمدان، والثلاثية الوطنية الموال والمعركة، الذي قدمه على مدار 3 سنوات خلال حرب الاستنزاف". وفى 23 إبريل عام 2013، رحل عن عالمنا الفنان والرائد الإذاعي إسلام فارس عن 82 عامًا.