صدر مؤخرا كتاب جديد بعنوان "القصة الشعبية الجزائرية في منطقة الاوراس" للكاتب الجزائري أحمد عزوي . ويعتبر العزوي أستاذ في الأدب الشعبي، وحاصل على ماجستير ثقافة شعبية، وعلى الدكتوراه في نفس الاختصاص. وللمؤلف العديد من الإصدارات منها الرمز ودلالته في القصة الشعبية الجزائرية، جذور المسرح الاحتفالي، والاتجاه الواقعي في مسرحية "الأجواد". ويرى المؤلف أن الحكاية الشعبية، "هي ذلك الموروث من جيل إلى جيل آخر، ومن مكان إلى مكان آخر، ذلك العالم الممتلئ بالمغامرات والمفاجآت والغرائب والخوارق، ذلك العالم الذي لا يحده حد، ولا يعوقه زمان". ويعتبر العزوي أن النص القصصي يولد ويترعرع في الأوساط الشعبية التي يغلب عليها الجهل بالقراءة والكتابة. وينتقل المؤلف إلى الغوص في قصص المنطقة قائلًا "تضم القصة الشعبية في الأوراس وفي الجزائر بصفة عامة مجموعة كبيرة من الأصناف، كما تتداخل بعض الأنواع في قصة واحدة، وهذا طبعًا يعود إلى الرواة الذين مزجوا بين أنواع من القصص فجعلوها قصة واحدة، أو جزءًا أو قصة طويلة، فأخذوا كل حدث على حدة". وعدّد الكاتب الجزائري انواع الحكاية الشعبية الى القصص السلطانية، والقصص الدينية، والقصص البطولية، والقصص الحيوانية، وقصص الجن. ويعتبر الكاتب انه ورغم بساطة النص الشعبي وسذاجته أحيانًا، فإنه يحمل في طياته أفكارًا تتنوع بتنوع قضايا الإنسان، واحتياجاته النفسية لإشباعها. ويعتقد المؤلف أن المقصود بالقيم الفكرية، تلك الأفكار التي يحملها النص، وإن لم تبدُ واضحة فإن هناك دلالات تشير إليها، ولو عن طريق بعض الكلمات أو الجمل، أو حتى بعض الصور. ويضيف "نجد أن الطبقات الشعبية المحرومة، قد عبرت عن معاناتها بواسطة القصة الشعبية بتعابير مختلفة، ولا يخلو نص من النصوص الشعبية من الإشارة إلى هذا الصراع، أو المعاناة منه". ويعتبر الكاتب أن الغرض الذي يسعى إليه القاصّ في القصة الشعبية هو قلب المألوف إلى ما هو غير مألوف، فالبعد النفسي يتمثل في النزوع إلى الحرية وكراهية الظلم، والجبروت والرغبة في المساواة وهي خصائص هامة تعبر عن إحساس الطبقة الشعبية. ويتمثل البعد الاجتماعي في إبراز كيفية التعامل بين الطبقات، والرغبة في ايجاد مجتمع مبني على أساس المساواة والعدل، ونزول الطبقة العليا من أبراجها العاجية إلى الواقع لتتعرف على ما يعانيه الشعب: وكالة الصحافة العربية.