تنطلق فاعليات الموسم الثقافي المغربي في بلجيكا "دابا المغرب" الأربعاء المقبل ببروكسيل . والذى يشكل فرصة مواتية لإبراز الاختلاف والتنوع الذي يتميز به مغرب مواطن ومتعدد وديناميكي. وستعيش منطقة والونيا بأسرها وبعض مدن مقاطعة فلاندر طيلة أيام هذه التظاهرة الثقافية التي ستتواصل إلى غاية 3 فبراير 2013٬ على إيقاع موسيقى يبدعها 150 فنانا مغربيا سينتقلون إلى بلجيكا بهذه المناسبة٬ وذلك بهدف نقل معالم جديدة لغناهم الثقافي المعاصر. وبذلك سيتيح هؤلاء الفنانون من جميع التخصصات (الأدب والمسرح والشعر والرقص) الفرصة أمام الجمهور البلجيكي والأوروبي لاكتشاف مغرب متنوع ومتعدد حيث ينهض مشهد جديد٬ ويصبح الفضاء العام في آن معا مجالا لممارسة فنية ومادة لتفكير نقدي وسياسي. ومن المنتظر أن يقدم "دابا المغرب" في الآن ذاته الديناميات الفنية والثقافية المعاصرة للمملكة وتلك الخاصة بالهجرة المغربية في بلجيكا بهدف الربط فيما بينها من خلال خلق تفاعل خلاق. وكما يكشف البرنامج٬ فإن المهرجان يقترح مزيجا من الإبداعات الفنية للمغرب ومغاربة المهجر ببلجيكا. ويتضمن البرنامج مجموعة تفوق 60 مادة فنية تعكس بطريقة مثلى الحداثة على المستوى الثقافي. كما سيكون هذا الحدث الكبير فرصة من خلال الثقافة والفن لتسليط الضوء واستكشاف التغيرات العميقة التي تجري في مغرب اليوم٬ والتي يدعمها المجتمع المدني والفاعلون السياسيين والدينيون. ويعكس برنامج التظاهرة هذه الديناميكية التي ينخرط فيها المغرب والفورة الثقافية التي يعرفها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس ٬ مع ترجمة الهدف المشترك بين المغرب وبلجيكا في جعل هذا الحدث يشكل مرآة فنية تعكس الإصلاحات المؤسسية الجارية في المملكة. وباعتباره يندرج في إطار دينامية تواصلية بين المغرب وبلجيكا٬ من المنتظر أن يتناول مهرجان "دابا المغرب" من خلال مختلف أشكال التعبير الفني قضايا الهجرة والاختلاط والتنوع. ومن خلال الثقافة سيسلط هذا الحدث الاستثنائي الذي يقرب بين الناس ويسقط الأحكام المسبقة٬ الضوء على قضايا المرأة٬ والحرية٬ والمعتقد٬ والبعد الروحي والعلاقة بين الدولة والمجتمع في المغرب وبلجيكا من أجل تعزيز التفاهم المتبادل بين البلدين الصديقين. كما سيتيح هذا الموسم الثقافي والفني الفرصة أمام البلجيكيين لاكتشاف هذا المغرب المتحول في جميع المجالات وإبراز مواطنة مغربية منفتحة ودينامية في إطار مجتمع ديمقراطي. وقد تطلب مهرجان "دابا المغرب"٬ الذي يشرف على تنظيمه والونيا -بروكسل- الدولية بتعاون مع المملكة المغربية٬ عامين من الإعداد تم خلالها تنظيم العديد من اللقاءات بين الفاعلين الثقافيين من كلا البلدين والعديد من البعثات الاستكشافية والاتصالات في كل من المغرب وبلجيكا.