أسعار الذهب تتراجع بعد تقليص المركزي الأمريكي السياسة النقدية    خالد عبدالغفار: الصحة الإنجابية تؤثر على المستويين الاجتماعي والاقتصادي    وسائل إعلام إسرائيلية: انفجار سيارة جنوب شرق تل أبيب وإصابة شخصين    حدث ليلا.. أزمة غير مسبوقة تضرب إسرائيل وفيديو مخيف ل«السنوار»    البيت الأبيض: بايدن يوقع مع زيلينسكى اتفاقا أمنيا خلال قمة مجموعة الدول السبع    بعد قليل، محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب وقذف محمود الخطيب    بيراميدز يتخذ قرارًا مفاجئًا تجاه رمضان صبحي بعد أزمة المنشطات    تحذيرات من موجة حارة شديدة: إرشادات ونصائح لمواجهة الطقس    بدء تشغيل قطار رقم 1946 «القاهرة – أسوان» الإضافي.. اعرف جدول المواعيد    جنايات المنصورة تستأنف محاكمة تاحر سيارات قتل شابا للنطق بالحكم    محمد إمام يحقق 572 ألف جنيه إيرادات في أول أيام عرض «اللعب مع العيال»    "الله أكبر كبيرا.. صدق وعده ونصر عبده".. أشهر صيغ تكبيرات عيد الأضحى    فطيرة اللحمة الاقتصادية اللذيذة بخطوات سهلة وسريعة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 13 يونيو 2024    قائمة مصاريف المدارس الحكومية 2024 - 2025 لجميع مراحل التعليم الأساسي    حريق هائل يلتهم مصفاة نفط على طريق أربيل بالعراق    موعد مباراة الأهلي المقبلة أمام فاركو في الدوري المصري والقناة الناقلة    انتعاش تجارة الأضاحي في مصر ينعش ركود الأسوق    القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تدمير ثلاث منصات لإطلاق صواريخ كروز للحوثيين في اليمن    حجاج القرعة: الخدمات المتميزة المقدمة لنا.. تؤكد انحياز الرئيس السيسي للمواطن البسيط    البرازيل تنهي استعداداتها لكوبا 2024 بالتعادل مع أمريكا    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    محمد ياسين يكتب: شرخ الهضبة    يورو 2024| أغلى لاعب في كل منتخب ببطولة الأمم الأوروبية    حامد عز الدين يكتب: لا عذاب ولا ثواب بلا حساب!    تراجع جديد.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 13 يونيو 2024    أول تعليق من مغني الراب.. «باتيستويا » يرد على اتهامات «سفاح التجمع» (فيديو)    «اللعيبة مش مرتاحة وصلاح أقوى من حسام حسن».. نجم الزمالك السابق يكشف مفاجأة داخل المنتخب    «طفشته عشان بيعكنن على الأهلاوية».. محمد عبد الوهاب يكشف سرا خطيرا بشأن نجم الزمالك    عقوبات صارمة.. ما مصير أصحاب تأشيرات الحج غير النظامية؟    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    في موسم الامتحانات| 7 وصايا لتغذية طلاب الثانوية العامة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل اللحم المُبهر بالأرز    التليفزيون هذا المساء.. الأرصاد تحذر: الخميس والجمعة والسبت ذروة الموجة الحارة    محمد عبد الجليل: أتمنى أن يتعاقد الأهلي مع هذا اللاعب    هل يقبل حج محتكرى السلع؟ عالمة أزهرية تفجر مفاجأة    أبرزها المكملات.. 4 أشياء تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان    بنك "بريكس" فى مصر    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    لماذا امتنعت مصر عن شراء القمح الروسي في مناقصتين متتاليتين؟    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    محمد الباز ل«كل الزوايا»: هناك خلل في متابعة بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    ما بين هدنة دائمة ورفع حصار.. ما هي تعديلات حماس على مقترح صفقة الأسرى؟    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    اليوم.. النطق بالحكم على 16 متهمًا لاتهامهم بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    أستاذ تراث: "العيد فى مصر حاجة تانية وتراثنا ظاهر فى عاداتنا وتقاليدنا"    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدارس الأحد.. ما لم ينشر عن "مصنع البابوات"
نشر في الموجز يوم 14 - 05 - 2018

تستعد الكنيسة الأرثوذكسية هذا الشهر للاحتفال بمئوية التربية في الكنيسة أو ما يطلق عليها "مدارس الأحد" والذي يتابع تجهيزاتها شخصياً البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حيث يجرى لقاءات مع رواد مجالس الأحد عبر كل اللجان المخصصة للإعداد للحفل الذي سيتضمن مؤتمراً عالمياً، يعد له مجموعة من أساتذة الجامعات والمفكرين.. ومن هنا جاءت أهمية إلقاء الضوء علي مدارس الأحد التي تعد مصنع التنشئة الروحية والدينية بالكنيسة.
النشأة والبداية
بدأت مدارس الأحد في مصر عام 1908 ب"درس بعد القداس"، ثم تطورت، وانتشرت في الثلاثينيات باسم مدارس الأحد أو مدارس التربية الكنسية وهى حلقات درس تعقد كل أحد فى الكنائس هدفها خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحى، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية.
ففى عام 1918 شعر حبيب جرجس، مؤسس مدارس الأحد، بفقر مادة الدين المسيحى التى يدرسها الطلاب فى المدارس، بعدما تم إقرارها كمادة تعليمية عام 1908، ولكن عدم وجود مدرسين متخصصين أدى إلى الإهمال في تدريسه، فابتكر فكرة مدارس الأحد.
وقد واجهت مدارس الأحد تحديات في بدايتها ولم تنتشر بسهولة بل إن بعض الكنائس كانت تغلق أبوابها أمام الأطفال بحجة أنهم لا يحافظون على نظافة الكنيسة أو إنهم يكسرون الكراسي الخشبية ولكن مع الصلاة والصبر والمثابرة زاد انتشار مدارس الأحد فى القاهرة.
وبمرور الوقت ومع انتشار الفكرة وتقبلها، أصدر حبيب جرجس، النظام الأساسي لمدارس الأحد القبطية الأرثوذكسية حتى أنه في نوفمبر 1941، دعا إلى عقد أول مؤتمر لأعضاء اللجنة العامة لمدارس الأحد والخدام العاملين بها لترتيب العمل بها.
وفى مدارس الأحد تربى الكنيسة أجيالاً وراء أجيال تحافظ بها على تراثها وتعاليمها وتربط المصريين فى الخارج بكنيستهم عن طريقها، فهى متواجدة فى مصر وأكثر من 62 دولة فى المهجر.
اعتراف بالفضل
وكان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد اعترف في يونيو 2013، بفضل مؤسس مدارس الأحد حبيب جرجس ومنحته لقب "الارشدياكون " - لقب يدل على أعلى درجة فى الشموسية بالكنيسة - وذلك بعد مرور 62 عاماً على وفاته، كما تحتفل الكنيسة هذا العام بمرور مائة عام على مشروعه العملاق (مدارس الأحد)، الذى ساهم مساهمة إيجابية فى تجاوز النقص الذى يعانيه أبناء الأقباط فى التعرف على عقيدتهم وأساليب العبادة، وتعاليم الكتاب المقدس.
يذكر أن التعليم الكنسي مر بمرحلة ضعف شديد حتى أن البابا كيرلس الخامس وقف ليبارك ويستقبل المهنئين بظهور واعظ في الكنيسة القبطية وهو الأرشيدياكون حبيب جرجس، لكن عاد التعليم لينهض من جديد، فالآن الوعاظ وخُدام مدارس الأحد في كل قرية ونجع، بل ويخدمون أبناء الكرسي المرقسي من نحو 55 دولة في معظم قارات العالم من اليابان وحتى جنوب أفريقيا ومن كندا وحتى جزر فيجي.
طرق التدريس
يتلقى الحاضرون في كل مرحلة مبادئ التعليم الديني حسب السن، وذلك من خلال مناهج دراسية لكل مرحلة، ويكون هناك خدام يدرسون للمخدومين، وخادمات للإناث، على أن يتولى خادم كبير مسئولية كل مرحلة دراسية يُطلق عليه "أمين الخدمة" أو "أمينة الخدمة".
وترجع تسمية المدارس بهذا الاسم إلى أن مدرسة الأحد تعد الاجتماع الكنسي الذي يعقد يوم الأحد - يوم الرب- الذي يضم جميع الأعمار بالكنيسة لدراسة الكتاب المقدس وفقًا لمستوي كل عمر علي حدة ولذلك ينقسم هذا الاجتماع إلي مستويات (فصول) وفقًا لمستوي العمر والفهم، ولهذا السبب سميت مدرسة، ولأنها تعقد يوم الأحد "أول الأسبوع" سميت مدرسة الأحد. ولكن بسبب ظروف بعض الرعايا تم تغيير ميعاد عقد مدارس الأحد من يوم الأحد إلى أحد أيام الأسبوع كالخميس أو الجمعة وقد يبدو بسبب تغيير ميعاد عقد مدارس الأحد من يوم الأحد تبدل اسمها إلى التربية الدينية.
ويطلق عليها اليوم تسميات أخري مثل كنيسة الغد، ومدرسة التربية المسيحية، والتربية الدينية المسيحية وغيرها من المسميات. ولكن هذه الأسماء البديلة ليست لها شهرة الاسم القديم الجديد "مدرسة الأحد".
الطوائف الأخرى
لكن الكنيسة الأرثوذكسية لم تكن أول من اهتم بهذه المدارس. فأول المهتمين كان الآباء الرهبان الفرنسيسكان وذلك في السنة 1687، فقد نمت البذرة عن يد الأب كلود سيكار اليسوعي في إرهاصات القرن الثامن عشر، وأخذت النبتة الصغيرة الجميلة تنمو وتزدهر وفي عهد النائب الرسولي الأنبا أثناسيوس خزام (1855-1865) النائب الرسولي لبطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك والأسقف الفخري ل" مارونيا" ألزم جميع الكهنة أن يهتموا بتلقين حقائق الدين المسيحي للأطفال وأن يفسروها لهم كل يوم أحد.. وقد بدأت هذه التجربة في الكنيسة الإنجيلية علي يد جون هوج سنة 1868.
وبصفة عامة تهدف مدارس الأحد إلي غرس القيم والمبادئ المسيحية للمخدومين الصغار كالتعريف بإشارة الصليب، الصلاة الربانية، السلام الملائكي، الأمانة، الصدق، ممارسة الأسرار، قراءة كلمة الله يوميًّا، حضور القداسات والأعياد الكنسية، الصلاة اليومية، فحص الضمير، الاشتراك في الأنشطة الرعوية كجنود مريم وأغصان الكرمة، وإدراك حقيقة الله ومعرفته كأبيهم السماوي ليتمتعوا بالعشرة والشركة معه يومًا بعد يوم.
كما تسهم هذه المدارس في النمو في نعمة الأسرار يوماً بعد يوم وخاصة في أسرار التنشئة المعمودية والميرون والإفخارستيا -طقوس كنسية- وكيف يستفيد منها المخدوم ويستخدمها بشكل صحيح.
ومدرسة الأحد تركز علي تعريف النشئ بالسيد المسيح يوماً بعد يوم من خلال الأسرار والموضوعات الكتابية والعقائدية والأعياد الكنسية وسير الشهداء والقديسين وأيضًا من خلال الصلوات اليومية أو حضوره للقداسات، إضافة إلي اهتمامها بتنمية المواهب كالرسم والصوت والأشغال اليدوية لجذب الأطفال إليها.
مصنع الباباوات
أنتجت مدارس الأحد كثيراً من القيادات المسيحية البارزة وفي مقدمتهم عدد من البابوات مثل البابا شنودة الراحل والبابا تواضروس الثاني الذي ذكر هذه القيادات في العديد من لقاءاته قائلاً "نحن جميعا تعلمنا في مدارس الأحد من أول البطريرك أو الأسقف والكاهن حتى أصغر خادم في الكنيسة".
وفي كلمة له عن مدارس الأحد، بمناسبة الاحتفال بمرور 100 عام على إنشائها، قال إن هناك بعض الأنشطة التى ترعاها هذه الخدمة جعلت من مدارس الأحد خدمة تأسيسية للكنائس، ترعى الشعب كله.
كما أعرب عن سعادته بهذه الخدمة قائلاً "كنت أسقفاً فى هذه الخدمة منذ عام 1997 حتى 2012، أي أكثر من 15 سنة، ومازالت متابعاً لهذه الخدمة".
والمعروف أن البابا شنودة الثالث تلميذًا في مدارس الأحد ثم صار أمينًا للخدمة فيها، قبل أن يترهب فى دير السريان بوادى النطرون وكذلك البابا تواضروس الذى كان أمينًا لخدمة الطفولة بإيبراشية البحيرة.
آراء الأقباط
من جانبهم أكد عدد من النشطاء والرموز القبطية علي أهمية الدور الذي تقوم به مدارس الأحد في إنتاج أجيال يحملون وعي ديني سليم، منوهين إلي أنها تمثل أداة لمواجهة كثير من المخاطر والتهديدات التي تحارب الفكر الإيماني لنشر الإلحاد.
وقال الدكتور رسمى عبد الملاك رستم، عضو لجنة الرؤية المستقبلية لمدارس الأحد ورئيس قسم العلوم الإنسانية بالكلية الإكليريكية، إن الهدف الأول من مدارس الأحد هو تربية الأطفال تربية حياتية فى إطار تعاليم الكتاب المقدس وأقوال الآباء ليتعرفوا على عقيدته وأساليب العبادة والتعامل مع الجميع، إضافة إلي تعليمهم كيفية ترجمة المبادئ والتعاليم المسيحية فى التعامل مع الجميع بروح المحبة الحقيقية التى تمثل العمود الفقرى للديانة المسيحية.
وتابع: حينما تم إنشاء هذه المدارس كانت مادة التربية الدينية المسيحية فى المدارس ضعيفة ولا تسهم فى البناء المعرفي للتلميذ، سواء كان ذلك من جهة المنهج الخاص بالتربية الدينية أو من جهة المعلم الذي يقوم بتدريس هذه المادة، كما أن هذه المادة لا تقيم شأن المواد الأخرى، ما أدى إلى إهمال هذه المادة، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس مدارس الأحد فى ذهن مؤسسها حبيب جرجس، لبناء شخصية مصرية قبطية تلتزم بمبادئ وقيم إنسانية، وتجسيد هذه القيم فى سلوكيات أبناء الكنيسة خلال تعاملهم فى المواقف الحياتية المتنوعة.
وأوضح رسمي أن هذه المدارس عبارة عن فصول أو حلقات صغيرة حسب مراحل النمو المختلفة، وتكون قريبة من نفس المراحل الدراسية بالنظام التعليمى المصرى، وتعمل علي زيادة معرفة الأجيال المسيحية بالجانب الروحى والاجتماعى لديانتهم، خاصة أن نسبة كبيرة من الأسر حين ذاك كانت تقع فى تعداد الأميين، وغير قادرين على توصيل هذه المعلومات والمعارف او حتى تربية أبنائها بالأسلوب الذي يتطلبه دينهم.
وأشار إلي أن المنهج يقارب إلى حد كبير منهج التربية الدينية بالمدارس ولكن بمزيد من التعمق في فهم العقيدة المسيحية، وممارسة عملية للعبادة كالصلاة والصوم وحضور القداس الإلهي وتفسير آيات الكتاب المقدس وممارسة القيم من خلال الأنشطة الجماعية كالنادى أو الرحلات أو المعسكرات أو زيارات الأديرة وتحفيزهم على المشاركة فى الأنشطة المدرسية والانتماء لمدرستهم ولوطنهم واحترام الآخر والأساليب المتحضرة فى التعامل مع الاختلاف والانفتاح مع الآخر فى إطار ما تعلّموه من قيم إنسانية تشترك فيها جميع الأديان.
وأكد رسمي أن المنهج يهدف إلى البناء المعرفى والمهارى والوجداني، ولذلك أعلن البابا شنودة الثالث أن هذه المدارس هى مدارس تربوية بالدرجة الأولى وأطلق عليها "التربية الكنسية".
وتابع "المعلمون يُطلق عليهم خدام المرحلة من الحضانة إلى الجامعة، وجميعهم متطوعون ويتم اختيارهم من خريجى التربية الكنسية، ويتم أعدادهم من خلال برنامج تأهيلى لا يقل عن عام، ثم يقرر مدى كفاءته لتدريس المرحلة المرشح لها".
ولفت رسمي إلي أن حبيب جرجس اتفق مع وزارة المعارف فى ذلك الوقت بقيام طلبة وخريجى الكليات الإكليريكية بتدريس مادة التربية الدينية المسيحية بالمدارس الحكومية، وفعلاً استمرت فترة واختفت، مضيفاً "أنا أرجو دراسة إعادة هذه الفكرة هذه الأيام، خاصة انه لا يوجد مُدرس تربية دينية مسيحية أو إسلامية معد لتدريس هذه المادة المهمة".
وأشار إلي أنه كان هناك علاقة تجمع بين حبيب جرجس والبابا شنودة الثالث، وذلك عندما انضم البابا معه في مدارس الأحد عندما كان اسمه نظير جيد، وذلك فى بداية الأربعينيات من القرن الماضي، وقد قال البابا عنها أنه تأثر كثيراً بتعاليمه وفكره – أي جرجس -.
وفى إطار الرؤية المستقبلية لمدارس الأحد قال "نحن نعمل على بناء شخصية مسيحية قبطية أرثوذكسية وطنية تخدم مجتمعها، وتتضح فيها صورة الله قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة مثل مواجهة المشكلات العصرية كالإلحاد، وإدمان الانترنت، وإدمان المخدرات، ونسعى لتعليم الطريق المسيحى القبطى الأرثوذكسي للحياة لمراحل الطفولة والشباب داخل إطار قيم الفكر المسيحى.
وتابع "نحن نعمل علي إعداد خادم ومخدوم يعتز بهويته وينتمى إلى وطنه، إضافة إلي إعداد شاب يتمتع بشخصية سوية متكاملة روحياً وثقافياً ونفسياً واجتماعيا، ويدرك إمكانياته ومواطن قوته لينمو ويستثمر مواهبه، ويدرك مواطن ضعفه ليعالجها ويطورها".
وفي السياق ذاته أوضح فادي يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر أن مدارس الأحد تأسست فى بدايات القرن الماضي على يد الارشدياكون حبيب جرجس كنوع من التعليم الدينى للأقباط داخل كنائسهم ولاقت قبول بكنائس القاهرة وبالتحديد بمنطقة غمرة ومن ثم انتشرت فى كل ربوع القطر المصرى.
وتابع "أنا وكل الأجيال التى لاحقت حبيب جرجس دخلنا هذه المدارس التي تقام كل جمعة فى معظم الكنائس بمصر والخارج ولها فضل كبير علينا من حيث تثبيت الإيمان الأرثوذكسى الصحيح وتاريخ الكنيسة وطقوسها ودراسة عهديها القديم والجديد".
وأضاف "تقوم هذه المدارس كل فترة برحلات لزيارة أديرة أو رحلات ترفيهية أو يوم رياضى وكانت تقسم لفصول حسب أعمار الأطفال وهو أمر أشبه بتقسيم مراحل التعليم العام".
وأشار إلي أن مجموعة من الخدام أو الأساتذة يعلمون تلك الدروس ويسبق ذلك ما يسمى بإعدادهم الخدام وتأهيلهم لأدوارهم فى هذه المدارس.
وتابع "أعتقد أن جميع الأقباط درسوا بهذه المدارس إلا من هم فى بلدان ليس بها كنائس أو ينتمون لطوائف أخرى، فالأمر طبيعى لدي جميع الأرثوذكس بمجرد بلوغ الطفل مرحلة الحضانة ثم الابتدائي لابد وان يلتحق بها".
وأوضح يوسف أنه من الطبيعى أن تستدعي تطورات العصر تغيرات على أى عمل وبالتالى فإن أفكار وطرق الشرح للطلبة تغيرت ولكن مع ثبات المحتوى فمثلاً عندما نستعرض حياة أحد القديسين في القديم كانت تحكى سيرته ولكن حديثا يعرض فيلم له على الطلبة فيتعايشوا مع القصة أكثر كما أن هناك وسائل إيضاح عديدة يبتكرها الخدام لمساعدة الطلبة على الفهم السريع.
وأشار إلي أن الطالب يستمر في الدراسة بمدارس الأحد حتى مرحلة الثانوى، وفي مرحلة الجامعة لها اجتماع خاص يسمى باجتماع الشباب.
وتابع "مؤخراً تم إضافة منهج مهرجان الكرازة لتحميس الطلبة بمدارس الأحد على الدراسة وتحديد امتحانات على مستوى المحافظات وتصفيات تصل لكؤوس يسلمها البابا بنفسه للمتفوقين".
وفي نفس السياق قال أمير سمير الناشط القبطي ومدرب تنمية بشرية، إن مدراس الأحد هى المعلم والمحرك الأساسى داخل جدران الكنائس وهي تعد القوام الحقيقى لبناء جيل متوازن تربوياً ودينياً وخاصة أنها تمثل البديل الأساسي لحصص الدين فى المدارس.
وتابع: رغم أهمية هذه المدارس إلا أن مناهج التربية الكنسية تحتاج إلى تطوير كي تواكب العصر الحديث فالجيل الحالي من الأطفال لا يمكن أن نقدم لهم التعاليم الدينية بنفس نهج السنوات السابقة، كما يجب تطوير الخُدام وتأهيلهم نفسياً وذهنياً لتطبيق مناهج جديدة في التعليم المسيحي تعتمد علي فكر الاحتواء والحوار والإقناع وتلغي فكرة حشو العقول - علي حد تعبيره.
وأشار سمير إلي أنه في السابق كان هدف مدارس الأحد هو التعليم الديني لكن بعد جلوس البابا تواضرواس الثانى علي الكرسي البابوي ظهرت حركة إصلاح كبير ة في مناهج التربية الكنسية، موضحاً أن بعض الايبارشيات ظهرت فيها مؤخراً مناهج جديدة للأطفال من سن 3 سنوات إلى مرحلة الثانوي تتوافق مع تغيرات العصر .
وقال إنه علي الرغم من خطوات البابا الإصلاحية في التعليم الكنسي إلا أنه يواجه اعتراضات من جانب بعض العقول المريضة التي ترفض التطوير والانفتاح ولا تؤمن بمبدأ الحوار، مشيراً إلي أن البابا تواضروس يسعى جاهداً لخلق جيل جديد ذهنياً واجتماعياً ومهارياً ونفسياً وذلك إيماناً منه بدور وقوة وتأثير مدارس الأحد في خلق جيل يحمل رؤيا مستقبلية تقود الكنيسة نحو الأفضل.
وقال إن مدارس الأحد تعود بالنفع على كل من خدم من خلالها فى بناء شخصية روحية مثقفه دينياً وسلوكياً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.