أزاح تهمة الإرهاب عن الإسلام.. وأصبح قدوة لشباب العالم نجح في تغيير عقلية الشعب الإنجليزي تجاه العرب والمسلمين تألقه دفع مشجع لمانشستر يونايتد لعشق ليفربول يحمل آمال ملايين المصريين في كأس العالم 2018 سجدة صلاح أصبحت أيقونة الإسلام وعلامة مسجلة باسم اللاعب يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، عندما تمتلك شهرة ونجومية واسعة تكاد تصل إلى شهرة الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد أفضل لاعبي العالم في العشر سنوات الأخيرة، لكنك تحمل جواز سفر عربي وديانتك هي الإسلام وتتحدث باللغة العربية، بالطبع لن تحظى بالشعبية التي اكتسبها غيرك من اللاعبين ممن يعتنقون الديانة المسيحية التي يتبعها معظم مواطني أوروبا والأمريكيتين الشمالية والجنوبية، حيث تؤثر الدولة التي شهدت مسقط رأسك واللغة التي تتحدث بها ومعتقداتك الدينية على مقدار شعبيتك لدى الجماهير. السجدة التي يقوم بها محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي والمنتخب الوطني على أرضية الملعب عقب كل هدف يسجله غيرت كل شئ، واكتسب اللاعب الشاب ملايين المتابعين والعشاق في انجلترا وغيرها من الدول الأوروبية ليس فقط بسبب أهدافه الحاسمة التي يسجلها وطريقة لعبه التي جعلت البعض يشبه بينه وبين ليونيل ميسي، لكن بسبب حالة الالتزام التي يقدمها اللاعب والجانب الأخلاقي لجميع اللاعبين من زملائه وكذلك الخصوم. الشعب الإنجليزي من أبناء انجلترا يعد أكثر شعوب العالم عنصرية تجاه أبناء الدول والديانات الأخرى بسبب العرق ولون البشرة والمعتقدات الدينية وغيرها، لكن صلاح الذي لم يكمل سوى 6 أشهر فقط في انجلترا نجح في قلب الموازين وتغيير معتقدات راسخة في أذهان الشعب الانجليزي منذ سنوات طويلة، والتزم الفرعون الصغير بالحكمة التي تقول "لا تحدثني عن الدين كثيراً ، ولكن دعني أرى الدين في سلوكك وأخلاقك وتعاملاتك"، صلاح لم يدعو أحد إلى تغيير ديانته والدخول في الإسلام ولم ينصب نفسه شيخا أو داعية دينية، لكنه الدين الحنيف ظهر في سلوك اللاعب من خلال تعاملاته مع الآخرين وأخلاقه التي جذبت الكثير من الناس لمحاولة التعرف على الدين الذي يتبعه صلاح بعد رؤية اللاعب بهذه الأخلاق. التعلق باللاعب وأخلاقه وديانته أحدث تغييرا جذريا في سلوك عدد كبير من المواطنيين الإنجليز، ليصل الأمر إلى كتابة أغنية عن صلاح تتضمن الدين الإسلامي ورغبة الجمهور في اعتناق الإسلام في حال نجح اللاعب في تسجيل أهداف أكثر وتألق بشكل كبير مع ليفربول، الأمر الذي فاجئ الجميع وكيف تحول لاعب كرة قدم إلى سفيرا للإسلام في أوروبا، وتقول كلمات الأغنية التي انتشرت بصورة مذهلة "محمد صلاح إذا سجل المزيد، سأصبح مسلمًا قريبًا... إذا كان يجلس في المسجد فهذا هو المكان الذي سأتواجد به"، وذلك بسبب تواجد صلاح كثيرا في مساجد مدينة ليفربول التي يعيش فيها منذ أن أصبح لاعبا لفريق المدينة. وتحدث مؤمن خان الرئيس التنفيذي في مسجد عبد الله كيليام في مدينة ليفربول عن التغيير الذي يقوم به صلاح والذي أثر بدوره على كثير من المشجعين، الأمر الذي لم يقتصر على مشجعي الريدز فقط لكنه امتد لأكثر من ذلك بعد أن أصبح اللاعب محل إعجاب كبير لجمهور مانشستر يونايتد الغريم التقليدي لليفربول والذي يحمل مشجعو الفريقين كراهية شديدة لبعضهما البعض نظرا للخلافات الشديدة بين الناديين منذ سنوات عديدة، ويقول خان "نحن جميعا معجبون بصلاح في جميع مساجد ليفربول... لقد أثار هذا الهتاف تغييرا كبيرا في التصور عن العقيدة الإسلامية". وأشار إلى أن اللاعب المصري أكد أن الإسلام ليس مصدر خوف بعد أن أظهر الإرهاب الدين الإسلامي بانه دين كراهية وعنف ورعب "لقد فعل الكثير لكسر الكراهية والخوف، وتوضيح أننا جميعا أمة واحدة، لأن الهجمات الإرهابية كانت قد نشرت الخوف من الإسلام لكن صلاح أظهر إننا لسنا مصدرا للرعب". وأوضح أنه يريد من المشجعين أن يتواجدوا في المسجد، قائلا "نود من صلاح ومشجعيه أن يأتوا ويجلسوا في مسجدنا لإظهار الألفة والسلام، إنه بالفعل بطل حقيقي." كما تحدث زوبر باتل، مدرب في نادي شباب في بلاكبيرن، عن تقليد الأطفال لصلاح فيما يفعله من جمهور اليونايتد، قائلا "حتى المشجعين الشباب لفريق مان يونايتد يغنون تلك الكلمات". وأوضح أن التعليقات الغربية حول الإسلام بدأت تتقلص بسبب صلاح وما يفعله مصرحا "صلاح هو مصدر إلهام لجميع شبابنا، إننا لا نزال نحصل على تعليقات غريبة حول الاسلام في مبارياتنا لكنه الأمر آخذ في التقلص بسبب أشياء مثل هذا الأغنية". وعلق فياز مجل، التابع لمؤسسة "فيس ماترز" التي تجمع مختلف الطوائف الدينية على الأشياء الإيجابية التي أظهرها صلاح عن الدين الإسلامي، "إنه لأمر رائع أن يشعر المشجعون بالإيجابية حول صلاح، إننا نرى الكثير من الآراء السلبية المحيطة بالمسلمين ولكن صلاح أظهر أن هناك الكثير من الإيجابية أيضا". عام 2015 وقعت حادثة لم يتقبلها الجمهور الإنجليزي عندما ظهر أبو بكر وعاصف بودي أحد مشجعي ليفربول وأعضاء في النادي وهما يصليان في ملعب الآنفيلد، وأثارت الواقعة غضب الجمهور الذي لم يتقبل ذلك ليصل الأمر إلى وصف الواقعة بالعار بسبب رؤية مسلمين يصليان في الملعب، لكن صلاح نجح في تغيير ذلك حسب ما جاء على لسان أبو بكر وبودي عندما صرحا بأن "أغنية محمد صلاح تظهر كم هم ودودين عشاق نادي ليفربول". وأضاف أبو بكر "الغريب والعجيب أن أولئك المشجعين يحتفلون الآن بأهداف محمد صلاح أسبوعيا ويرددون الأغنية الخاصة به." وتحدث بودي عن مشجع مانشستر الذي تحول إلى ليفربول،قائلا :"نجاح صلاح زاد من شعبية ليفربول في المملكة المتحدة بشكل كبير، كذلك شعبية النادي ارتفعت بشكل ملحوظ في العالم الإسلامي، كنت مسرور بمعرفة مشجع أجنبي لمانشستر يونايتد يبلغ من العمر 10 أعوام تحوّل لتشجيع ليفربول بعدما سمع أغنية محمد صلاح". وأكد بيارا بوار المدير التنفيذي لمنتدى مكافحة العنصرية في أوروبا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية :"هذه أول مرة أرى تعليقا إيجابيا وصريحا يتضمن الدين". وذكرت "بي بي سي" نماذج للاعبين مسلمين آخرين بجانب صلاح مثل الجزائري رياض محرز لاعب ليستر سيتي والألماني مسعود أوزيل لاعب أرسنال صاحب الأصول التركية وموسى ديمبلي لاعب توتنهام، مؤكدة أن "إيمان هؤلاء الرجال بدينهم يظهر بأخلاقهم وسلوكياتهم خلال المباريات، بدعائهم قبل بداية المباراة، وبسجودهم عند تسجيل الأهداف". وأبرزت صحيفة "جارديان" الإنجليزية، التغيير الذي أحدثه صلاح وغيره من اللاعبين المسلمين في عقلية المشجعين والجمهور الإنجليزي الذي يتسم بالعصبية والكراهية تجاه اللون والدين والعرق منذ سنوات طويلة. وأكدت أن الإسلام لم يعد يمثل هاجسًا بين مشجعي الرياضة في إنجلترا، العنصرية كانت في أوجها في فترة السبعينات والثمانينات ضد العرق الأسود، ولكن تغير هذا الأمر بشكل كبير، والوقت الحاضر يشهد ميل الأغلبية إلى تشويه الدين الإسلامي واتهام الإسلاميين بكل جريمة تحدث في العالم، ولكن يمكن القول إن محمد صلاح نموذج للإسلام الصحيح، فهو يصلي مع زملائه في الفريق ساديو ماني وإيمري تشان، ويسجد غالبًا كلما سجل هدفًا. وأظهرت الصحيفة سلوكيات اللاعبين المسلمين من خلال نشر صور لهم أثناء ممارسة شعائر دينية أو قراءة القرآن دون الشعور بالخوف من نظرات الآخرين وأن اللاعبين المسلمين في إنجلترا نجحوا في الظهور بمظهر أنيق ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي مثل الأشخاص الآخرين، كما أصبح من المعتاد أن نرى لاعبًا ينشر صورته وهو يقرأ القرآن أو يمارس الشعائر الدينية دون أن يتسبب ذلك في إثارة مشاعر النفور لدى الجماهير الإنجليزية. وعقب نجاح صلاح في قيادة المنتخب الوطني إلى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا الصيف المقبل بعد غياب دام 28 عاما منذ آخر تواجد للفراعنة في مونديال 1990 بإيطاليا، تحدثت الصحافة العالمية عن أخلاق صلاح كذلك مساعدة الفقراء في قرية نجريج مسقط رأسه، لتتحدث صحيفة "جارديان" أيضا عن لاعبين مسلمين آخرين مثل بول بوجبا مع مانشستر يونايتد وهو معروف عنه تبرعه بجزء كبير من راتبه من أجل الجمعيات الخيرية. الصحافة العربية تناولت بدورها التأثير الكبير الذي يقوم به صلاح في كل مرة يسجد فيها، لتتحدث صحيفة "الصريح" التونسية عن سجدات محمد صلاح، نجم ليفربول بعد تسجيله أهدافًا مهمة لليفربول، لتقول " لم تكن مجرد احتفال بإنجاز مهمة على أكمل وجه، بل هي أيضًا مشاهد تسهم في تغيير الصورة النمطية للإسلام عند الغرب عبر كرة القدم"، بتؤكد ما ذكرته بصحيفة "جارديان"، بأن سجدات صلاح أدت إلى تغيير نظرة المشجع الإنجليزي للإسلام بشكل عام. وأشارت الصحيفة إلى أن كلمات الأغنية التي كتبها المشجعون لصلاح عن الدين الإسلامي بانها تأتي بشكل معاكس تمامًا للصورة النمطية التي تكونت مؤخرًا في أوروبا عن المساجد والمسلمين، نتيجة هجمات إرهابية متكررة في بريطانيا خلال الأعوام الأخيرة، والتي ينفذها متشددون ينسبون أنفسهم للإسلام. صلاح لم يعد مجرد لاعب كرة قدم يحترف في أقوى دوريات أوروبا، لكنه أصبح داعية للإسلام بالعالم منذ عام، حسب ما أكده عبد الغني هندي، عضو مجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي أكد أن الإسلام نهى عن الغلو والتطرف، حيث توجد للأسلام آداب، معتبرًا أن اللاعب محمد صلاح أهم داعية للإسلام بالعالم منذ عام، بعد أن نجح صلاح في تغيير صورة الإسلام وإثبات أن الدين الحنيف ليس له صلة بالإرهاب ولا يحث المسلمين على ذلك. وأكد هندي حواره ببرنامج "صباح البلد" المذاع عبر فضائية "صدى البلد إن لفظ الإرهاب ليس موجود في اللغة العربية، مشيرًا إلى أنه لفظ دخيل على اللغة العربية، مشيرا إلى أن سبب ظهور الإرهاب في العالم هو سبب استعماري بامتياز، مؤكدا أن تلك الظاهرة ليس لها أصل في الإسلام. ومن المنتظر أن يمتد تأثير صلاح وتغيير الصورة النمطية عن الإسلام إلى شعوب العالم وليس انجلترا فقط، وذلك عندما يشارك اللاعب في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا وهي البطولة التي يتابعها نصف سكان الكرة الأرضية حيث يجتمع مشجعو منتخبات العالم من أجل مشاهدة أكبر بطولات الساحرة المستديرة والتي لا تتكرر سوى كل 4 سنوات، حيث ستؤثر سجدات صلاح في المونديال على الجمهور الذي يجلس في المدرجات والمتابعين للبطولة أمام شاشات التلفاز، وكلما تالق المنتخب وسجل صلاح أهدافا أكثر ونجح الفراعنة في العبور إلى دور الستة عشر بالبطولة كلما زاد تأثير نجم ليفربول. وتحدثت مجلة "وورلد سوكر" العالمية عن منتخب مصر قبل مشاركته في كأس العالم، وأكدت أن محمد صلاح هداف فريق ليفربول الإنجليزي سيكون نجم الفراعنة في البطولة بلا شك. وأشارت الصحيفة إلى أن صلاح أصبح من نجوم الصف الأول ليس في أفريقيا ولكن على مستوى العالم بعد انضمامه الى ليفربول وتألق بشدة مع الفريق. وأضافت أن صلاح سيكون عليه ضغوط كبيرة في المونديال لأنه النجم الأول للمنتخب المصري والذي تأمل الجماهير المصرية أن يكون سبب انتصارات الفراعنة. وأوضحت الصحيفة الشهيرة أن صلاح، سيعانى من الضغوط الجماهيرية والإعلامية خلال مشاركته مع "الفراعنة" فى بطولة كأس العالم التى تستضيفها روسيا الصيف المقبل. وأكدت أن الفرعون المصري منذ انضمامه إلى ليفربول أصبح نجماً لامعاً ليس فى أفريقيا، بل فى العالم أيضاً، اللاعب يتعرض لضغوط هائلة فى كل مباراة مع منتخب جمهورية مصر العربية، وسيصبح مطالباً بقيادة الفراعنة لأبعد نقطة فى كأس العالم". وأوقعت قرعة كأس العالم، منتخب مصر فى المجموعة الأولى بجانب منتخبات روسيا وأوروجواى والسعودية. ويفتتح منتخب مصر مشواره فى المونديال بمواجهة أوروجواى يوم 15 يونيو المقبل، قبل أن يواجه روسيا والسعودية على الترتيب. ويحتل محمد صلاح المركز الثانى فى قائمة هدافى الدورى الإنجليزى هذا الموسم برصيد 23 هدفاً، خلف هارى كين لاعب توتنهام بفارق هدف وحيد، كما يعد هداف ليفربول الأول فى جميع المسابقات الإنجليزية والأوروبية برصيد 31 هدفاً. السجدة ليست شيئا جديدا في ملاعب أوروبا حيث سبق لاعبون كثيرون صلاح في ذلك، والفرعون الصغير لم يصبح أول مسلم يخوض تجربة احترافية في القارة العجوز حيث سبقه الكثيرون ومنهم من حق نجاح ملحوظ ومنهم من اثبت فشل وعاد إلى مصر مرة أخرى عبر المسابقة المحلية رغم أنه مازال في مرحلة العشرينيات من عمره، لكن صلاح يمتلك شيئا آخر، لديه شخصية قيادية وحلم يسعى لتحقيقه وطموح لا يتوقف ومنافسة لأفضل لاعبي العالم، الأمر الذي جعله يتربع عرش الكرة الأفريقية ويتوج بجائزة أفضل لاعب في القارة السمراء، ويصبح مصدر فخر للشعب العربي وقدوة للأطفال والشباب في الوطن العربي وأوروبا.