أخيراً وبعد طول انتظار إنتهت جامعة القاهرة من تشكيل لجنة لإدارة مشروع تطوير مستشفيات القصر العينى الذى كان قد بدأه العميد الحالى لكلية الطب الدكتور فتحى خضير منذ ثلاثة سنوات وقت ترشحه للعمادة. وتعمل اللجنة التى تم تشكيلها من كافة الجهات المعنية فى الدولة مثل هيئة الرقابة الإدارية ومجلس الدولة وعميدى كلية الحقوق وكلية الآثار على مباشرة أعمال التطوير فى المستشفيات فى إطار الخطة التى عمل عليها خضير طيلة الثلاث سنوات المنقضية " قصر العينى 2020 " مع فريق عمل بهدف التطوير المؤسسى ورفع كفاءة البنية التحتية للمستشفيات لتحسين مستوى الخدمات التعليمية والتدريبية إلى جانب خدمات الرعاية الصحية. ويهدف المحور الرئيسى لمشروع التطوير كما جاء فى خطة العميد للتطوير إلى تغيير نمط المستشفيات العامة الذى أدى بمرور الزمن إلى كثير من التكرار والهدر لموارد الدولة وعدم الكفاءة وعدم القدرة على تلبية متطلبات العصر من التخصصات فى المجالات الطبية إلى نمط المستشفيات المتخصصة بحيث يتم تقسيمها إلى مستشفيات تخصصية رأسية مما يساعد على خدمة عدد أكبر من المرضى بتكلفة أقل وتحسين الخدمة التعليمية و التدريبية للطلبة و الكوادر الطبية من خلال خلق برامج على أساس التخصصات. كما تهدف المرحلة الاولى من مشروع " قصر العينىى 2020 " إلى تحويل المبنى الرئيسى لمستشفى المنيل الجامعى إلى مجموعة مستشفيات متخصصة تتمتع بنظام حوكمة مؤسسية وتدار بكفاءة بما يضمن الاستدامة المالية عن طريق رفع مستو البنية التحتية كما يهدف إلى تحسين إدارة المخلفات وترشيد استهلاك الطاقة واستخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة بما يساعد على تحويلها إلى مستشفيات صديقة للبيئة إلى جانب إستكمال مستشفى الطوارىء و الحروق الجديد " 185" والتى تعد أحدث المستشفيات التى دخلت منظومة العمل داخل مجمع مستشفيات قصر العيني. ويضم المستشفى حالياً 3200 سرير وسيؤدي التطوير إلى تسريع الدورة السريرية لزيادة الطاقة الاستيعابية بحوالى 300 % .. ويشمل المشروع التجديد وإعادة التأهيل لعدد من المبانى الرئيسية للمستشفى وكافة الممرات والمختبر المركزى ومبنى التنظير واستكمال مبنى الملك فهد ومجمع الجراحة المركزى ومنطقة الجراحة المختلفة ومبنى العناية المركزة ومبنى علم الأورام الطبية ومبنى أمراض النساء ومبنى الأشعة والمبنى متعدد الأغراض. كما يشمل المشروع تأثيث المستشفيات كاملاً بما فى ذلك غرف نوم المرضى والعزل والعناية المركزة والعمليات والأطباء والممرضات وصالات المحاضرات وتحديث المعدات والأجهزة الطبية لتتواكب مع التطور التقنى وتوليد الطاقة الشمسية من خلال وضع 10895 من الألواح الشمسية فى أسطح المستشفى بمساحة قدرها 19269 متر مربع لتوليد 2179 كيلووات إضافة إلى إنتاج الكهرباء من خلال إدارة المخلفات. كما أعلنت الجامعة عن خطة لتطوير مستشفى الأطفال الجامعة "أبو الريش" والذي ينقسم إلى مشروع تطوير أبو الريش المنيرة ويشمل إحلال وتجديد وحدة أمراض السكر والغدد وشبكة الصرف الصحي ونقل العيادات الخارجية إلى المركز الطبى الوقائى وإحلال وحدة أمراض الدم وتجديد وحدة داخلية سعة 35 سرير. ويشمل المشروع تطوير أبو الريش اليابانى من خلال تطوير الأقسام الداخلية وأقسام القلب وتطوير المصاعد وعمليات الدور الخامس وبناء العيادات الخارجية بالتعاون مع الجايكا اليابانية وإدخال جهاز رنين مغناطيسى قيمته 27 مليون جنيه بالاضافة لذلك فإن هناك مشروع لتطوير مبنى العيادات الخاارجية بالتعاون مع الحكومة اليابانية إضافة إلى البدء فى بناء المبنى الجديد لمستشفى أبو الريش على قطعة أرض متبرع بها البنك العربى الافريقى وهى عبارة عن مبنى به عيادات خارجية مكون من 7 أدوار خلف المبنى القديم لرفع كفاءة المستشفى. وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة إن مشروع تطوير مستشفيات الجامعة بدأ فعلياً على أرض الواقع علماً بأن المشروع لا يخص جامعة القاهرة وحدها وإنما يخص الدولة المصرية بأكملها لأن قصر العينى ملك لمصر ولشعبها. وتابع .. حرصت على أن يكون عميد كلية الآثار بالجامعة ممثلاً للجنة المشرفة على إدارة مشروع التطوير للحفاظ على الطابع الأثرى والتاريخى لمبنى قصر العينى واتفقت اللجنة بالفعل على كل الخطوات على أن تكون الخطوة التالية هى طرح المسابقة الخاصة بالمشروع على المكاتب الاستشارية الهندسية. وأوضح الخشت أن تطوير المستشفيات سيعتمد على قرض سعودى تسدده الحكومة المصرية وليس المستشفيات.. كاشفاً عن عدة مشروعات أخرى لجامعة القاهرة منها تطوير وإعادة تأهيل المكتبة التراثية بتكلفة قدرها 75 مليون جنيه حيث تضم مخطوطات وخرائط تاريخية هامة ومقتنيات أثرية مشيراً إلى أن الجامعة تحتاج لبعض الدراسات لتطوير المكتبة. كما أعلن الخشت عن مشروع إنشاء فرع الجامعة الدولية فى مدينة السادس من أكتوبر وقال إنها لن تكون بنظام الكليات لأن هذا النظام عفى عليه الزمن لكنها ستعتمد على نظام جديد لجذب الطلاب الوافدين وستكون قائمة على درجات علمية مشتركة كما أنها لن تكون مدفوعة الرسوم الدراسية لكل الطلاب وإنما ستعمل بنظام البرامج مدفوعة التكاليف للطلاب القادرين بالإضافة إلى طرح منح مجانية بنسبة 50% للطلاب المتفوقين فى الثانوية العامة او الثانويات التى تعادلها حيث أنها مؤسسة غير هادفة للربح وسيكون معيار القبول بها معتمداً على نوعين من الطلاب الأول القادر على دفع التكلفة و الثانى المتفوق الغير قادر على أن يكون نظام التعليم واحد للطالبين. وأشار إلى أن نظام الالتحاق بالجامعة سيكون بناءً على قرارات المجلس الأعلى للجامعات ومكتب التنسيق مؤكداً على حرص الجامعة على عدم التمييز بين أبناء الشعب المصرى والحفاظ على تطبيق ما نص عليه الدستور والقانون فى هذا الشأن. وقال الدكتور فتحى خضير عميد كلية طب قصر العينى إن مشروع تطوير المستشفيات كان بمثابة الحلم الذى أصبح حقيقة حيث كنا نعمل على الانتهاء من الإجراءات القانونية طيلة الأعوام السابقة ووافق عليه مجلسا الوزراء والنواب ثم صدر القرار الجمهورى بالموافقة على القرض الذى تعاونت على الحصول عليه وزارتا التعاون الدولى والتعليم العالى. وأكد خضير أهمية المشروع للمستشفيات لأنها تخرج أطباء مصر والتمريض الذى يخدم على الخدمة العلاجية كما أنه يعد أكبر مشروع لتطوير التعليم والصحة فى مصر وقد جاء الوقت لتكون كلية الطب فى جامعة القاهرة و ال 17 مستشفى التابعة لها على المستوى العالمى المطلوب. وأوضح خضير أن قصر العينى سيظل يقدم خدمة علاجية مجانية وأن تكلفة تطوير القصر لن تضاف على تكلفة علاج المرضى حيث أن دخل القصر والمستشفيات يأتى من موازنة الدولة والتبرعات والوحدات ذات الطابع الخاص ولن يتحمل المريض أى شىء من تكاليف علاجه مضيفاً أنه تقدم للجامعة بخطة إنشاء أكاديمية التمريض لأن مشكلة التمريض فى مصر خطيرة وتحتاج إلى التوسع فى إنشاء كليات التمريض على مستوى مختلف الجامعات فى أنحاء الجمهورية.