تمتلئ الجامعات المصرية بالكفاءات والكوادر من أعضاء هيئة التدريس فى مختلف التخصصات لكن للأسف هناك من بينهم من يقع فريسة للظلم أو التعنت من جانب بعض القيادات ما يترتب عليه تأخرهم كثيراً فى الترقيات والاستمرار فى العطاء العلمى. هذا ما أكدته الواقعة التي تعرضت لها الدكتورة إيمان محمد معوض الأستاذ بقسم طب الأطفال وحديثى الولادة بكلية طب قصر العينى والتي صٌدمت بعد حصولها على صفر فى النشاط العلمى على الرغم من أنها نشرت 6 أبحاث دولياً و2 محلياً وتم تكريمها من رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار فى الحفل الذى أقامته الجامعة فى بداية الشهر الجارى لتكريم أصحاب النشر الدولى من أعضاء هيئة التدريس. تعود بداية القصة إلى تقدم الدكتورة ايمان بطلب لنيل درجة أستاذ مساعد بالقسم إلى الدكتورة ماجدة بدوى رئيس قسم طب الأطفال بالقصر العينى التى رفضت الطلب مخالفة بذلك أحكام المادة 29 من قواعد ونظام عمل اللجان العلمية التى أقرها المجلس الأعلى للجامعات فى 4/4/ 2016 والتى تمنح عضو هيئة التدريس القائم بأجازة والحاصل على موافقة سارية من جامعته الحق للتقدم بإنتاجه العلمى لنيل الدرجة العلمية التالية حيث كانت ايمان قد حصلت على إجازة لرعاية طفل فى المدة من 8/5/2009 وحتى الآن. وأمام تعنت رئيس القسم تقدمت "معوض" بشكوى مع آخرين من زملائها فى القسم إلى عميد الكلية الدكتور فتحى خضير بتاريخ 2/2/2017 الذى وافق على الطلب وقرر إحالته للجنة المختصة ما أثارة حفيظة رئيس القسم ضدها وجعل "بدوى" تمنحها صفراً على النشاط العلمي وهو التقدير الذى بموجبه تتم ترقيتها إلى أستاذ مساعد علماً بأن زميلتيها اللتين تقدمتا بنفس الشكوى معها للعميد كانت لهما نفس الظروف حيث تقدمتا للترقية وهما قائمتين بأجازتى "رعاية طفل خمس سنوات" و "إعارة ثمانى سنوات" وقد منحهما القسم درجات أتاحت لهما إجازة اللجنة العلمية الدائمة لطب الأطفال أستاذ مساعد ولجنة أستاذ. وقالت الدكتورة إيمان فى شكوى تقدمت بها لرئيس الجامعة الدكتور جابر نصار إن اللجنة العلمية الدائمة لطب الأطفال للأساتذة المساعدين قد تلقت الأوراق الخاصة بالترقية والموقعة من رئيس قسم طب الأطفال والمصدق عليها من عميد الكلية يومى الأربعاء و الخميس الموافقين 15و16/3/2017 وقد تمت مراجعة الأوراق الخاصة بى وتقرر معها عدم حاجتى للمناقشة نظراً لتميز الأبحاث والتى تم التصديق عليها من المكتبة الرقمية لجامعة القاهرة إلا أنه عند انعقاد اللجنة بكامل أعضائها يوم الخميس 6/4 /2017 قررت اللجنة عدم إجازة الترقية وذلك لأن الدرجة التى منحها القسم والمصدق عليها من عميد الكلية (صفر). وأضافت .. لقد تمت الموافقة من قبل مجلس طب الأطفال على أن أتقدم لنيل وظيفة أستاذ مساعد يوم الأربعاء 8/12/2016 كما تمت الموافقة على الطلب والتوقيع عليه من قبل رئيس مجلس طب الأطفال وإجازة المجلس على تقدمى بأوراقي لنيل الدرجة ما يعني أننى حصلت على موافقة أغلبية أعضاء المجلس على المستوى اللائق علمياً و أدبياً. وتساءلت الدكتورة ايمان محمد .. كيف أحصل على صفر وأنا أعمل طبيب مقيم بمستشفيات جامعة القاهرة من 31/10/2001 وحتى 30/10/2004 ثم معيد بقسم طب الأطفال من 16/4/2005 حتى 6/9/2005 ثم مدرس مساعد فى نفس القسم من 7/9/2005 حتى 30/7/2008 ثم مدرس بالقسم اعتباراً من 31/7/2008 ولم تصدر منى أية مخالفات فى تلك الفترة؟. وأضافت "خلال فترة عملي بالقسم أشرفت على ثلاثة رسائل علمية مسجلة بقسم طب الأطفال وتمت مناقشتها والموافقة عليها كما تم ترشيحى كممثلة لقسم طب الأطفال وذلك لتميز إنتاجى العلمى ومُنحت شهادة تقدير من رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار وبحضور الدكتور فتحى خضير عميد الكلية فى 18 /12/2016" وبعد محاولات فاشلة من جانب الدكتورة ايمان لعرض مشكلتها على العميد قررت الاتجاه إلى الدكتور عمرو عدلى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث وتقدمت إليه بشكوى رسمية وبالمستندات التى تثبت أحقيتها فى الحصول على درجة الترقية وبعد علمه بتفاصيل القضية أرسل خطاباً فى 1/6/2017 للدكتور فتحى خضير عميد طب القصر العينى يطالبه فيه بالرد على الشكوى وإرسال الملف الخاص بالدكتورة ايمان لدراسة الموقف. وبالفعل أرسلت الكلية الرد بتاريخ 12/6/2017 لكن إلى رئيس الجامعة على الرغم من أن مرسل الخطاب هو نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا لكن الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة أشّر على الرد ب " يحول للأستاذ الدكتور عمرو عدلى " وعاد وألغى قراره وكتب على الرد "يعتمد الرد" بعد أن قرأ الاستهلال الذى كتبته رئيس قسم طب الأطفال الدكتورة ماجدة بدوى على الرد و الذى قالت فيه " رداً على شكوى الطبيبة" الأمر الذى ينفى عن الشاكية نسبها لأعضاء هيئة التدريس بالكلية ودرجة الدكتوراه التى حصلت عليها وأنها تعمل مدرساً بالقسم منذ سنوات وبدا الأمر وكأن إرسال الرد بهذه الصيغة جاء بهدف المصادقة عليه. كما أوردت رئيس القسم بالرد أن "معوض" حاصلة على أجازة رعاية طفل علماً بأن الأجازة بموافقة الكلية وليست انقطاعاً عن العمل وتقدمها لنيل الدرجة أثناء الأجازة قد أباحته اللائحة كما أنها ليست استثناء بل سبقها فى ذلك كثيرات ومُنحن الدرجة. وفي الرد أيضاً قالت رئيس القسم إن البحوث المقدمة لنيل الدرجة نظرية دون أن تذكر أن تلك البحوث تتضمن 5 بحوث تم تحكيمها ونشرها دولياً بالإضافة إلى بحث آخر تم نشره محلياً وجميعها مقدمة باسم جامعة القاهرة كما أن الرد لم يشر إلى بيان النشاط العلمى والتطبيىقى والذى اعتمدته رئيس القسم شخصياً بتاريخ 19/2/2017 وتضمن الإشراف على ثلاث رسائل علمية تم منحها وحضور المؤتمرات والندوات العلمية واجتياز الدورات التدريبية المطلوبة. وفى اتصال هاتفى مع الدكتور فتحى خضير عميد الكلية قال ل " الموجز" إنه لا يرضى أبداً أن يكون هناك أحد من بين أعضاء هيئة التدريس بالكلية يعانى من الظلم وله حق ولا يحصل عليه لذلك تواصلنا مع الجامعة والتي قررت تشكيل لجنة خاصة لبحث موقف الدكتورة ايمان معوض والملف الخاص بها. من جانبها اعتبرت الدكتورة إيمان معوض رد العميد مجرد محاولة لتسويف القضية حتى تنتهى فترة رئاسة الدكتورة ماجدة بدوى للقسم والتى من المنتظر أن تنتهى بنهاية الشهر الجارى كما أن رئيس القسم مازالت ترفض رفع درجاتها فى النشاط العلمى. واشارت إلى أن الجامعة لا تشكل اللجان موضحة أنه وفقاً للقواعد التى وضعها المجلس الأعلى للجامعات تُرسل الشكوى إلى لجنة التظلمات بالجامعة وتعرض على نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا الذى يبحث أحقيتها من عدمه من حيث الأوراق و الملف المقدم له فإذا كانت تستحق فيمنحها الدرجة العلمية أما إذا رأى أنها لا تستحق فلكى يبرئ ذمته فإنه يرسل الملف إلى لجنة التظلمات فى المجلس الأعلى للجامعات ليتخذ مما يراه مناسباً. وتشير مصادر من داخل الكلية إلى أن حالة الدكتورة إيمان محمد معوض ليست الحالة الوحيدة فى الكلية وأن هناك الكثير من حالات التعنت والتعسف ضد الشباب من أعضاء هيئة التدريس.