قالت مصادر رفيعة المستوى أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب و البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية اتفقا على تنظيم زيارة مشتركة إلى المسجد الأقصى للتضامن مع الفلسطينيين و فضح الصهاينة أمام العالم و لفتت المصادر إلى أن الشيخ و البابا ينسقان مع جهات عليا فى الدولة لإعداد الزيارة و تأمينها . كان الداعية اليمني الحبيب علي الجفري قد وجه دعوة للمسلمين في كافة بقاع الأرض ولفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالنظر في مسألة زيارة المسجد الأقصى. وقال «الجفري»، خلال لقائه ببرنامج «آخر النهار»، المُذاع عبر فضائية «النهار»، مع الإعلامي خيري رمضان، أمس السبت، إن زيارة المسجد الحرام لا تعد تطبيعًا، موضحًا: «التطبيع هو أن يُترك المسجد الأقصى هكذا مكانًا لحاخاماتهم، ويُحرم منه المسلمين». وأضاف أنه يقصد الزيارة الرشيدة التي دعا إليها فضيلة مفتي المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، والمقصود منها السفر من معبر الأردن وليس من تل أبيب وأن ينتقلوا بالأتوبيسات الفلسطينية، ويقيمون في فنادق فلسطينية، وتناول الطعام في مطاعم فلسطينية، ما يُنعش حركة التجارة في بيت المقدس، لدى سكانه من الفلسطينيين الذين يعانون من قلة الموارد والفقر الشديد. وتابع أن أكثر من 49 ألف شخصًا من المقدسيين تركوا منازلهم وذهبوا إلى قطاع غزة، خاصة أن الكثير من الصهاينة يأتون إليهم ويعرضون عليهم مبالغ مالية كبيرة لشراء منازلهم؛ ما يجعل من السفر للقدس ضرورة واجبة. واستطرد: «أن شد الرحال إلى المسجد الأقصى في كل الأحوال سنة نبوية، ولكنها في ظل هذه الظروف ضرورة، فلا يُعقل أن نرى أعلام الصهاينة داخل المسجد الأقصى، ولا نرى تزاحم المسلمين من كل بقاع الأرض للصلاة فيه، فلو كنا نتزاحم عليه كما نفعل في الحرمين الشريفين ما جرؤ الصهاينة على منع الصلاة فيه». وذكر أنه لأول مرة منذ عام 1969، تمنع قوات الاحتلال الصلاة في المسجد الأقصى، أمس أول الجمعة، متابعًا أنه تم فتح المسجد الأقصى بعد يومين من إغلاقه؛ نتيجة ارتفاع عدد المرابطين حول المسجد الأقصى، مع وضع بوابات إلكترونية للمرور مستذرعين بأنها ضرورة أمنية، وهو ما رفضه الفلسطينيين؛ لاعتبارهم أن هذه البوابات تعد مؤشرًا على تحكم الصهاينة في شأن الأقصى، الذي يخضع لأسرة الأشراف في الأردن. وطالب بعدم استغلال القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى من قبل بعض الجماعات السياسية للوصول إلى الحكم كما حدث في مصر عقب صعود التيار الإسلامي للرئاسة، متابعًا: «كلما يريدون قلب الشعوب على الحكام يستغلون القضية الفلسطينية، وهم لا يدركون أنهم يدعمون الإرهاب، فالعديد من الشباب يرتمي في حضن الجماعات الإرهابية تحت ستار الدفاع عن القضية الفلسطينية، عقب تخاذل الحكام من وجهة نظره». وأردف أن القضية الفلسطينية قضية أمة يجب أن تحل في إطار الأمة الإسلامية بأكملها، مضيفًا أنه يجب البدء في حل أزمة الثقة بين الحكام وبعضهم، وبين الحكام والعلماء، وبين العلماء وبعضهم، وبين العلماء ورجال الدين، وبين رجال الدين بعضهم البعض، وبين الحكام ورجال الأعمال. وأكد أن حل القضية الفلسطينية يكمن في إعادة الثقة، قائلًا: «فكما ذكرت سابقًا لو ضاع بيت المقدس لن يظل حاكم على كرسيه، فيجب ألا نجعل أنفسنا عرضة للتلاعب من التنظيمات السياسية والإسلامية التي أضرت القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة، فلا يكون انتمائنا لتيار سياسي معين أهم من القضية، فيجب أن نتوحد في قضية واحدة، وكذلك ألا نمد خيوط التواصل مع المحتل ونجعلها علنية، فليس معنى الصلح أن ننسى القضية الفلسطينية للحصول على الزعامة، الموقف المصري واضح من التطبيع فكل من يقوم به في المجتمع يتعرض للنبذ من الشعب». وشدد الداعية الإسلامي على ضرورة إجادة الشباب للغات الأجنبية؛ لنشر القضية الفلسطينية وقضية المسجد الأقصى وتوضيح موقف المرابطون على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بالأدلة الداعمة لموقفهم، وأن يتوجه شباب الأطباء بزيارة القدس وإقامة مستشفيات ميدانية بها، وتعليم الأطفال الادخار ولو جنيهًا واحدًا أو أي عملة؛ لدعم الأشقاء في القدس.