قال الدكتور طايع عبد اللطيف مستشار وزير التعليم العالى لشئون الأنشطة الطلابية, إن النشاط الطلابى في جامعات مصر يمر بأزمة عنيفة بسبب الكثير من المشكلات التى ظهرت فى السنوات الأخيرة مثل تأجيل انتخابات الاتحادات وهو أمر ترتب عليه عدم وجود اتحادات طلابية إضافة إلى عزوف أعضاء هيئة التدريس عن المشاركة فى هذه الأنشطة. وأضاف طايع فى تصريحات خاصة ل"الموجز" , أن المجتمع الجامعى ينقسم إلى ثلاثة أضلاع هى عضو هيئة التدريس والطالب والموظف وإذا سقط أحد هذه الأضلع سيسقط المجتمع الجامعى كله وما حدث هو أن الطلاب فى الاتحادات كانوا يرغبون فى الانفصال ليكون لهم كيان مستقل وهذا جيد ولكن يجب أن ننقل لهم آراءنا وخبراتنا بدون ديكتاتورية حتى يحدث نوع من تواصل الأجيال ثم يبنون آرائهم كما يتراءى لهم ويتوافق مع رغباتهم وإذا كانت الأوضاع والميزانية تتوافق مع تلك الآراء فلن نمنعهم من تنفيذها. وأكمل.. أصبحنا نواجه مشكلة فى النشاط بسبب الصدام الذى حدث بين لائحة 2013 الطلابية مع القوانين و الدستور فمن كان يمارس النشاط من أعضاء هيئة التدريس عزف عنه وبهذا يكون قد سقط أحد أضلع المثلث أما الضلع الثانى وهو الموظف والذى يحاسب من قبل النيابة الإدارية إذا اعترض على فاتورة معينة قدمها الطالب عن نشاط معين فسيكرهه الطالب ويتهمه بإعاقة العمل لذلك أصبح الموظف مضطراً للسير فى أحد الاتجاهين إما أن يمرر كل ما يرغب فيه الطالب أو يمتنع ويتم استبعاده من النشاط وهذا هو الضلع الثانى وقد سقط ولم يتبقى إلا الضلع الأخير وهو الطالب الذي أصبح وحيداً فى هذه المنظومة. وقال "طايع" إن هناك ثلاثة عوامل أساسية فى ممارسة النشاط سأضعها بعين الاعتبار فى وضع خطتى لتطوير منظومة الأنشطة الطلابية أولها يتعلق بالكثافة وثانيها بالتنوع فلا يجب أن حصر كل الأنشطة في الندوات السياسية أو كله رحلات نظراً لاختلاف الميول وثالثهما الاستمرارية فلا يجوز حصر كل النشاط فى شهر يناير فقط. وحول سيطرة السياسة على النشاط الطلابى أكد "طايع" أن هناك قراراً وزارياً بمنع ممارسة السياسة داخل الجامعة أو رفع أي رايات أو لافتات حزبية فمن حق الطالب أن يمارس هذا العمل خارج الجامعة فقط.. مشيراً إلى أن هذا لا يعنى أن ممارسة السياسة ليست موجودة داخل الجامعة حيث يمارسها الطلاب من خلال برلمان الشباب ولكن دون الإفصاح عن الهوية السياسية لأى طالب حتى لمن يمثلون المعارضة داخله وهذا يعنى عدم الترويج لفكر سياسى أو دينى معين داخل الجامعة لأننا إذا منحنا تلك الفرصة للطلاب فليس من حقنا أن نمنعها عن أعضاء هيئة التدريس ووقتها ستصبح المدرجات الدراسية ساحات سياسية. وأشار إلى أن ممارسة السياسة بالطريقة المنصوص عليها فى الجامعة من شأنه خدمة المستقبل السياسى للبلد ففى جامعة عين شمس مثلاً لدينا 220 ألف طالب وطالبة يمثلون 6 دوائر انتخابية وإذا قمنا بعمل توعية جيدة لهم من الممكن أن نخرج لمجلس النواب 24 عضواً فى هذه الدوائر دون سيطرة فصيل معين. وأكد "طايع" أن اللائحة الطلابية الجديدة مازال أمامها بعض الوقت حتى ترى النور وما إنتهت إليه هو وضع تصور لللائحة المالية والإدارية والتى كانت عبارة عن مقترحات مقدمة من كل الجامعات إلى اللجنة العليا المشرفة على وضع اللائحة وتم وضع مسودة أخيرة للعرض على المستشار القانونى للوزير. وعن انتخابات اتحاد طلاب مصر قال "طايع".. للأسف ليس لدينا لائحة الآن نجرى على أساسها انتخابات اتحاد طلاب مصر والتخبط الذى حدث عام 2013 كان سبباً فى ألا يرى الإتحاد النور وقد كنت أول من طالب بعودة إتحاد طلاب مصر عام 2002 فى مؤتمر طلابي في جامعة المنوفية لأنني كنت عضواً باتحاد الطلاب فى دراستي الجامعية عام 1976 ولكن للأسف الأخطاء التى وقعت أيام حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح والتي لا يعلم عنها الشباب الآن شيئاً ولماذا ألقى القبض على الاثنين ومن منهما كان سبباً فى الإيقاع بالآخر كانت السبب الحقيقي في حل الاتحاد عام 1979 مما يؤكد أن من خاض انتخابات الاتحاد في تلك الفترة كانت لهم أغراض سياسية معينة. وأضاف.. فى إتحاد طلاب عام 1976 كانت اللجان مختلفة تماماً عن لجان اتحاد الجامعة حيث كانت هناك لجان للسياسة والعلاقات الخارجية و العربية والإعلام لكن ما يحدث الآن هوتفريغ لإتحاد طلاب مصر من جوهره وخلق ازدواجية ما بينه وبين اتحاد الجامعات وفى المقابل خلق كياناً يهيمن على اتحادات الجامعات حيث أصبحت اللجان المسيطرة عليه هى اللجان الرياضية والفنية وهذا لا نرغب فيه فنحن نريد كياناً يعبر عن التجمع الطلابى على مستوى الجمهورية ويحدث اتصالاً ما بينه وبين الجهات الخارجية من خلال لجان العلاقات العربية لذلك فأنا مع وجود اتحاد طلاب مصر فى حالة إقرار لائحة بأهداف ورؤية وآلية تنفيذ واضحة. وكشف مستشار الوزير عن أن اللائحة الطلابية التى تعد الآن لم يُذكر بها اتحاد طلاب مصر كما أنه لم يذكر فى لائحة 2007 وفى لائحة الإخوان فى 2013 ذُكر بشكل مهلهل لدرجة أن طريقة انتخاب الاتحاد كانت مخالفة للائحة المكتب التنفيذى ولمصادر الدعم و التمويل وفى الاختصاصات وكانت هذه هى البنود التى أدت إلى حل الاتحاد الأخير بقرار من الوزير السابق الدكتور أشرف الشيحى حيث أجريت الانتخابات بلائحة 2013 فى حين أجريت انتخابات الاتحادات الجامعية بلائحة 2007. وأكد طايع إن الكيانات المستقلة للاتحادات فى الجامعات ظهرت عندما غابت الدولة عن الساحة لكن مجرد ظهورها مرة أخرى سيجعلها تختفى خاصة ونحن لا نتحيز لطرف على حساب آخر وإنما نخاطب الطلاب المصريين دون مسميات أو أجندات أو اتجاهات.