أعلنت الكنيسة الكاثوليكية بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة، رفع حالة الطواريء القصوي، استعداداً لاستقبال البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان في زيارته الأولي لمصر منذ تجليسه في 2013 وذلك يومى 28 و29 من الشهر الجارى. وقال الأنبا عمانوئيل عياد مطران الأقصر ورئيس اللجنة المنسقة لزيارة بابا الفاتيكان ل"الموجز" إن الكنيسة الكاثوليكية شكلت لجنة عامة تضم 6 أفراد برئاسته للإشراف علي زيارة بابا الفاتيكان منذ وصوله للقاهرة وحتي المغادرة. وتابع "بعد اختياري من قبل الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك لرئاسة اللجنة المسئولة عن استقبال البابا فرانسيس، قمت بتشكيل 5 لجان لمساعدتي في العمل، وكل لجنة لها مهمة خاصة بها، فهناك لجنة العلاقات العامة وهي مسئولة عن التواصل مع الشخصيات العامة لترتيب لقاءهم بالبابا وتجهيز الدعوات التي سيتم إرسالها للشخصيات العامة لحضور الاحتفالية التي ستقام علي شرف البابا". وأضاف "اللجنة الثانية هي لجنة لوجستية مسئولة عن الإشراف علي الاحتفالات التي سيحضرها البابا، وهناك لجنة الصلاة التي ستقوم بترتيب مواعيد الصلاة التي سيشارك فيها البابا، وهناك اللجنة المالية التي تشرف علي النفقات الخاصة بالزيارة، وهناك اللجنة الإعلامية المسئولة عن التواصل مع وسائل الإعلام"، وأشار إلي أن كل لجنة تتكون من 3 إلي 5 أفراد. وأوضح أن اللجنة لن يكون لها أي دور لدي وصول البابا لمطار القاهرة ، لافتاً إلي أن استقبال البابا يخضع لبروتوكولات دولية وليس له علاقة باللجنة. ونوه "عياد" إلي أن برنامج الزيارة تم بالتنسيق بين دولة الفاتيكان والدولة المصرية ممثلة في مؤسسة الرئاسة ومشيخة الأزهر والكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، وتم التوافق بين كل هذه الجهات لتحديد وقت كل لقاء . وقال إن الفاتيكان أرسلت لنا نسخة من برنامج الزيارة للتواصل مع كل مؤسسات الدولة لترتيب الزيارة وتحديد الموعد بشكل دقيق وتحديد عدد الأشخاص الذين سيلتقي بهم البابا. وعن تأمين الزيارة والتنسيق مع الجهات الأمنية أكد مطران الأقصر أن الكنيسة الكاثوليكية لديها ثقة كبيرة في وزارة الداخلية وفي تأمين البابا ، موضحاً أنه علي تواصل دائم مع جميع القيادات الأمنية لإبلاغهم بالخطوات التي ستتبع خلال زيارة بابا الفاتيكان. وتوقع عياد أن تتخطي زيارة البابا في نجاحها كل التوقعات، مؤكداً أن البابا شغوف لزيارة مصر وعبر عن حبه لها من خلال العديد من الطرق. وأشار إلي أن البابا يحظي بشعبية كبيرة داخل المجتمع المصري نظراً لمواقفه الداعمة لمصر وقضايا الشرق الأوسط، ولذلك ينتظره كل المصريين ويترقبون زيارته وليس المسيحيين فقط. وقال "عياد" إن زيارة البابا تحمل رسالة لكل العالم مفادها أن مصر آمنة ومستقرة، مشيراً إلى أن تلك الزيارة لها أبعاد عديدة أهمها ما يتعلق بأهمية علاقة الفاتيكان بمصر، وهى علاقة تاريخية مميزة تصل إلى 70 عاما بالتوافق بين وجهات النظر ويظهر ذلك في زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للفاتيكان والتي تعبر عن العلاقة الطيبة بين البلدين. وأكد أن زيارة البابا فرنسيس تأتى ردًا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس والدكتور أحمد الطيب له بالفاتيكان. وقال إن تلك زيارة البابا لمصر رعوية في المقام الأول حيث سيتفقد الكنيسة الكاثوليكية بمصر وتشجيعها على ما تقوم به من دور فعال في خدمة المجتمع والأشخاص والدولة لنموها من خلال المؤسسات المختلفة التعليمية والإصلاحية والاهتمام بالفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة. وقال مطران الأقصر إنه علي الرغم من رغبة البابا فرنسيس لزيارة الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة في مصر، كما اعتاد في كل زياراته لأي بلد، إلا أنه لن يتمكن من ذلك بسبب ضيق الوقت. وعن أهم الملفات التي تنتظر البابا من جانب الكنيسة الكاثوليكية في مصر قال عياد "البابا لن يتعرض لأي ملفات خاصة بالكنيسة الكاثوليكية، لأن دوره رعوي فقط وليس له علاقة بالشئون الإدارية الداخلية" . وتابع: كل ما يتعلق بالأقباط الكاثوليك في مصر سواء بناء الكنائس وقانون الأحوال الشخصية الموحد أو غيرها يكون الأنبا ابراهيم إسحاق هو صاحب القرار فيها ولا يتدخل فيها بابا الفاتيكان . وأوضح أن البابا فرنسيس يحرص علي تبادل الحوار الديني خاصة مع الأزهر الشريف، مشيراً إلي أن هناك علاقة طيبة تجمع المؤسستين لنشر السلام والبعد عن العنف. وقال إن الحوار بين الفاتيكان والأزهر الآن يتم بصورة قوية لتحسين الأوضاع، في ظل وجود رغبة شديدة من الطرفين لعودة الحوار مرة أخرى بصورة أقوى وجادة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها العالم كله.. مشيراً إلي أن زيارة بابا الفاتيكان تحمل أيضا تأكيد للعلاقة الحميمة بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية. وقال: يقدر الفاتيكان أن أول زيارة خارجية للبابا تواضروس كانت إلى هناك عقب تجليس البابا فرنسيس في عام 2013 بعد مرور 40 عاماً من زيارة البابا شنودة للبابا يوحنا في عام 1973 ، والتواصل مستمر بين الطرفين، حيث أجرى البابا فرنسيس اتصالات بالرئيس السيسي والبابا تواضروس وقت قتل الأقباط في ليبيا، وأيضًا في غضون حادث تفجير الكنيسة البطرسية. وأشار رئيس اللجنة المنسقة لزيارة البابا فرنسيس إلى أن زيارة البابا ستكون على مدى يومى 28 و29 أبريل، وستستغرق 26 ساعة، حيث سيصل البابا إلى القاهرة فى رحلته القادمة من روما فى الساعة الثانية بعد الظهر، يوم 28 من أبريل الجارى يعقبه استقبال رسمي فى مطار القاهرة، ثم يتوجه بعد ذلك إلى القصر الرئاسى للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى. وتابع:" سيتوجه البابا عقب لقاء الرئيس إلى لقاء فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، ثم يتجه إلى المؤتمر العالمى للسلام لإلقاء كلمته وللاستماع إلى كلمة الشيخ الطيب". وأوضح عياد أن مؤتمر السلام تحدد تزامنًا مع زيارة البابا فرنسيس ويشارك فيه ممثلو الأديان، ولذا فإن عنوان زيارة بابا الفاتيكان هو "بابا السلام فى أرض السلام". وحول موقف البابا فرنسيس من القضية الفلسطينية، قال "عياد" إن البابا حريص على دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى وهذا ما يؤكد عليه دائماً في تصريحاته. وأشار مطران الأقصر إلي أن البابا فرنسيس سيلتقى البابا تواضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسيلقى كل منهما كلمة عقب اللقاء المشترك.. موضحاً أنه سيتم تنظيم لقاء يوم السبت 29 أبريل يتضمن صلاة مسكونية فى كنيسة الأنبا رويس بالكاتدرائية بالعباسية، ويحضره ممثلو الكنائس ورؤساء مجلس كنائس مصر. وعن نظرة الفاتيكان لقضايا الأقباط في مصر أكد مطران الأقصر أن الأقباط يحصلون على كامل حقوقهم في مصر، وأنه عقب ثورة 30 يونيو تحسنت أوضاع الأقباط بصورة كبيرة عما قبل تلك الفترة، مضيفاً "يعيش الآن الجميع في مصر في سلام، وهناك تحسن دائم في ظل تواجد حكومة ورئيس يرعى الجميع دون تفرقة". وحول قضية ريجيني وعلاقته بالزيارة قال "عياد" إن الحادث يؤلمنا جميعاً والدولة تبذل كل جهدها للكشف عن لغز قتل الشاب ريجيني وقدمت ما في يدها للسلطات الإيطالية لإجراء التحقيقات بشفافية. وأضاف أن زيارة البابا فرنسيس لن تتطرق أثناء لقاءه الى التحدث عن تلك القضية، لأنها زيارة رعوية من الدرجة الأولي.