أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن عمل الخير سبيل لنماء الاقتصاد سواء على مستوى الأفراد أم على مستوى الدول والأمم، حيث يقول الحق سبحانه : "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"، موضحا أن شكر النعمة إنما يكون من جنسها، فشكر المال يكون بإنفاقه في سبل الخير، ومعرفة حق الله وحق الفقراء فيه، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلِمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ". وقال وزير الأوقاف، في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمنتدى فقه الاقتصاد الإسلامي بدبي، إن تناولَ فقهِ الاقتصادِ الإسلاميِّ والاهتمامَ به وإلقاءَ الضوءِ عليه ينم عن رؤية دينية وسياسية حكيمة، لأنَّ التناول العلمي والفقهي والتأصيلي السديد للاقتصاد الإسلامي يخلص الاقتصاد العالمي من آفات كثيرة، كالغش والاحتكار، والاستغلال، وتطفيف الكيل والميزان، ويسهم في إقامة علاقات تجارية نظيفة، لا ينعكس أثرها الإيجابيُّ على الأفراد فحسب، إنما ينعكس على المجتمعات، والدول، والعلاقاتِ التجاريةِ الدوليةِ، وبما يحقق أعلى درجات الشفافية، ويبرز وجوه العظمة في ديننا السمح الذي انتشر في أكبر دولة إسلامية من حيثُ عددُ السكانِ وهي دولةُ إندونيسيا على أيدي مجموعة من التجار الصادقين الأمناء الذين طبقوا بفطرتهم النقية أسسَ وقواعدَ وفقهَ الاقتصاد الإسلامي كما يجب أن يكون. وأضاف: "إذا كانت الأممالمتحدة تسعى حقا إلى تحقيق التكافل الإنساني، فإن تطبيق مفاهيم ومضامين الاقتصاد الإسلامي أكبر ضمانةٍ وخير داعمٍ لتحقيق هذا التكافل الذي يُمكنُ أن يَحدَّ من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، ويطفئ نار كثير من حروب الجوع، ويجمع شتات مجتمعات فرقها وشرذمها التناحر للحصول على لقمة العيش". وأكد جمعة أنه لا اقتصاد مستقر بلا أمنٍ متحققٍ مستمرٍ، ومن ثم يجب أن نعمل معًا على كل المستويات: الوطنية، والإقليمية، والدولية، على الوقوف صفا واحدًا في وجه دعاة الهدم والتخريب، والتكفير والتفجير، حتى نخلص العالم كله من شرهم إلى عالمٍ أكثرَ أمنًا واستقرارًا ونماءً وازدهارًا.