انتقل الصراع الداخلي لحزب المصريين الأحرار بين جبهتي نجيب ساويرس مؤسس الحزب وعصام خليل رئيس الحزب الحالي، من مرحلة التهديد واللجوء للقضاء إلى معركة تكسيرالعظام ، والضرب تحت الحزام، بعد فشل كافة المساع للصلح بين الطرفين وعودة الاستقرار للحزب من جديد. "ساويرس" من جانبه استخدم آخر أوراقه ليلعب بها أمام القيادة الحالية للحزب، لاستعادة "المصريين الأحرار" مجددا عن طريق الانتخابات الموازية، التي تم فتح الباب لها الأسبوع الماضى، أملا أن يكون هناك كيان كامل مُوازٍ للحزب، متمثل فى رئيس حزب وأمين عام و50 عضوًا للهيئة العليا ، وذلك للطعن على شرعية عصام خليل رئيس الحزب بعد ذلك أمام القضاء ، بحيث يكون الصراع بين كيان كامل ل ساويرس أمام خليل، وليس بين أعضاء مجلس الأمناء أمام حزب بأكلمه. وبالفعل بدأت جبهة ساويرس الأسبوع الماضى استعداداتها للانتخابات الموازية بفتح باب الترشح لمنصبي رئيس الحزب والأمين العام، واللذين سيكونان بالانتخاب لا التعيين كما هو الحال في اللائحة الجديد للحزب، بجانب انتخاب أعضاء الهيئة العليا، وسيتم غلق باب الترشح يوم 24 من الشهر الجاري، وسيكون هناك 3 أيام للطعون، بعدها يتم إعلان الأسماء النهائية المرشحة، على أن تبدأ الانتخابات يوم 5 مايو المقبل بأحد الفنادق الكبرى، بحضور إعلامي ضخم يتحمل ساويرس تكلفته. وبناءً عن هذه الاجراءات كلف "ساويرس" الدكتور محمود العلايلى القيادى بالحزب بالتقدم بأوراق ترشحه لمنصب رئاسة الحزب الى لجنة الانتخابات الداخلية و قد تقدم معه القيادى الشاب أحمد سامر على منصب الأمين العام فى قائمة واحدة بحسب نص اللائحة، و قد أعلن العلايلى أن شعار حملته الانتخابية هو "المصريين الأحرار للمصريين الأحرار". و كان العلايلى قد تقدم باستقالته من عضوية مجلس الأمناء ليكون له الحق فى الترشح للمناصب التنفيذية للحزب مجددا، أملا أن يلقى ترشحه ثقة الجمعية العمومية للحزب التى تقارب 4 آلاف عضو لهم الحق فى الترشح والانتخاب فى الجمعية العمومية . مؤكدا أن هدفه الرئيسى فى المرحلة المقبلة هى استعادة الحزب من الذين يحاولون اختطافه و إقصاء أعضاءه ومؤسسيه ، لحماية مقدراته من الضياع و قيمه من الفساد ورجوعه لمكانته التى تطلع إليها المواطنون المصريون، وذلك بتطبيق برامجه مع الحفاظ على قيمه ومبادئه التى تأسس عليها . وبناءً على تأكيدات أحمد سامر المتحدث الإعلامي باسم جبهة ساويرس، والمرشح على مقعد الأمين العام أن الانتخابات ستجرى بعد استيفاء جميع الاجراءات القانونية، مشيرًا إلى أن جميع أعضاء الهيئة العليا للحزب مسجلون لدي لجنة شؤون الأحزاب، ولا توجد أي شبهة حول الإجراءات القانونية التي تتخذها اللجنة المشرفة على الانتخابات. وأضاف سامر أن اللجنة جهزت كشوف الجمعية العمومية للحزب والأعضاء الذين لهم حق التصويت، وأن عددهم وصل لأكثر من 3500 عضو، على عكس ما قام به عصام خليل عندما جهز 500 شخص على أنهم أعضاء الهيئة العليا، مؤكدًا أن هذا ليس صحيحًا، مشيرًا إلى أن عددًا من منظمات حقوق الإنسان طالبات بالإشراف على الانتخابات، من بينها منظمة "البرنامج العربي". فى المقابل شبه الدكتورعصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار، مجلس الأمناء بمكتب الارشاد لجماعة الاخوان الارهابية . وأبدى اندهاشه من تصرفات مجلس الأمناء، قائلاً:" مجلس الأمناء منح نفسه صلاحيات كبيرة، منها الفصل فى عضوية أعضاء المؤتمر العام، ووكيل مجلس الأمناء هو أيضًا رئيس لجنة الانضباط الحزبى، بل وصل الأمر إلى منع أى عضو من اللجوء للقضاء فى أى خلاف حزبى قبل اللجوء لمجلس الأمناء، مما يعد مخالفة لنصوص الدستور، وحق التقاضى وأن عضوية مجلس الأمناء أبدية، ولا يجوز عزلهم مما أدى إلى مطالبة المؤتمر العام فى 30 ديسمبر الماضى بإلغاء مجلس الأمناء. وتابع: "أنا لم أطلب ذلك ولكنه مطلب حزبى من المؤتمر العام للحزب، وطوينا هذه الصفحة وتم إسقاط مجلس الأمناء وإسقاط عضوية ساويرس من الحزب طبقا للائحة وإرادة ورغبة المؤتمر العام للحزب، مؤكدًا أنه لا يوجد ما يمنع إسقاط عضوية مؤسس الحزب إذا خالف لائحة الحزب". وهاجم "خليل" مجلس الأمناء، قائلاً:" أنه منح أعضائه كل الحقوق وسلبها من باقى الأعضاء، فنحن دافعنا عن استقلالية هذا الكيان كحزب مدنى، خاصة أن أعضاء مجلس الأمناء ليسوا منتخبين، وأبلغت جميع الأعضاء أن أى خروج على مسار الحزب لا بد من التصدى له، حتى لو حدث ذلك منى شخصيًا". وعلمت "الموجز" أن جبهة عصام خليل ستقوم بعقد اجتماعًا خلال الاسبوع الحالى ، سيتم من خلاله إصدار عددا من القرارات الهامة، من بينها اختيار الإعلامي نصر القفاص أمينًا عامًّا للحزب، مكافأة له على دوره منذ نشوب الأزمة، حيث كان المتحدث الأول والأخير لجبهة خليل في الإعلام، كما سيتم تعيين هاني بدر الدين للجنة الإعلام، بعد أن أثبت انتماءه للحزب خلال الأزمة. وعلق نصر القفاص المتحدث باسم جبهة خليل،على فكرة الانتخابات الموازية، مقتبسا الكلمة الشهيرة للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك: "خليهم يتسلوا"، واصفًا ما يحدث بأنه "مسرحية ليس لها أي علاقة بالحزب"، مشددًا على أن حزب المصريين الأحرار هو الكائن بمنطقة مصر الجديدة، ورئيسه هو الدكتور عصام خليل، الذي تم انتخابه، بناء على حضور الجمعية العمومية للحزب، مشيرًا إلى أن ما يقوم به "ساويرس وشلته" انتحال صفة وادعاء ليس له أي سند قانوني. وتابع القفاص أن الحزب اتخذ سلسلة من الإجراءات القانونية ضد ساويرس، من بينها بلاغ للنائب العام يتهمه بتشكيل كيانًا، يدعي أنه للحزب، ويعقد اجتماعات ولقاءات على أنه ممثل للحزب، وهذا غير صحيح مشيرًا إلى أن جبهة ساويرس تضلل الإعلام، وتدعي كذبًا أنها تمثل الحزب، وذلك على حد تعبيره. ومع كل هذه الصراعات التزم أعضاء مجلس النواب من أبناء الحزب الحياد، مؤكدين أن هموم دوائرهم أكبر من سعى قيادات الحزب للفوز بكعكة الإدارة . من جانبه قال عاطف مخاليف عضو مجلس النواب عن دائر المطرية، وعضو حزب المصريين الأحرار، إنه مشغول بهموم دائرته ولا يشغل باله بما يدور فى الحزب من صراعات على قيادة الحزب أو السيطرة عليه، قائلاً: مهام النواب أكبر من أن ينخرطوا فى مشاكل وأطماع شخصية لحزب سياسى . وأكد مخاليف أن النواب يحرصون على مصلحة الدولة وما يعانى منه أبناء الشعب المصرى، لافتًا إلى أنه لم يهتم بالسعى من أجل تصفية الأجواء بين رئاسة الحزب بقيادة عصام خليل ومجلس الأمناء، قائلاً: إنها امور بيسطة ويمكن التغلب عليها دون تصدير الأزمة للرأى العام . وقالت النائبة نادية هنرى عضو المصريين الأحرار، إنها حاولت أن تقوم بتقريب وجهات النظر لحل الازمة بين الدكتور عصام خلال رئيس الحزب وأعضاء مجلس الامناء، لكن دون جدوى. وأبدت هنرى حزنها الشديد على ما وصل إليه الحزب من صراعات, متمنية أن يعود الكيان كما كان السنوات الماضية، لأنه حزب سياسى مهم وكبير تأسس فى وقت كانت الحياة الحزبية تعانى من ردة كبيرة، ومن ثم كان له الدور الأكبر فى الفترة الماضية.