أكد خبراء اقتصاديون أن المواطنين يدفعون فاتورة فشل حكوماتهم المتعاقبة والتي تفننت فى إصدار القرارات الخاطئة التي لا تصب في صالح الشعب. وطالب الخبراء الحكومة بالالتفات إلى معاناة الشعب قبل فوات الأوان من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من البطالة والسيطرة على الغلاء. قال الخبير الاقتصادي فخري الفقي إن صبر المواطن المصري وقدرته علي التحمل أوشكت علي النفاذ وعلي الحكومة أن تضع المواطن البسيط نصب أعينها لأنه أصبح يعاني بصورة كبيرة جداً وأصبح يتلقي الصدمات الواحدة تلو الأخرى دون أن يري أي بصيص من الأمل في الإصلاح. وأوضح أن المواطن البسيط لا تعنيه المصطلحات الاقتصادية المعقدة فهو ببساطة يريد أن يشعر بعائد عملية الإصلاح عليه بشكل مباشر.. مشيراً إلى أن هناك خطوات تستطيع الحكومة بها إسراع الخطي فيها لتحقيق نقلة اقتصادية وتخفيف معاناة المواطنين منها الإسراع في إصدار قانون الاستثمار وتوفير رعاية خاصة لمحدودي الدخل لمواجهة تبعات الخطوات الإصلاحية من خلال توفير السلع عبر البطاقات التموينية بأسعار مخفضة وزيادة المرتبات. وقال الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاقتصادية إن الناس تحب الرئيس السيسي وله شعبية كبيرة ولكن الحكومة بأدائها السيئ تنتقص من شعبيته.. موضحاً أنه إذا أجُري أي استفتاء حقيقي عن شعبية الحكومة وقبولها في الشارع فلن تحصل علي أكثر من 6% فكل فئات المجتمع تقريبا أصبحت تعاني من أداء الحكومة . وأضاف أن الرئيس السيسي يتحدث دائما عن ضرورة إتباع خطوات غير تقليدية لمواجهة الأزمات التي نعانيها ولكن هذه الحكومة تقليدية وعاجزة ومتخبطة بامتياز و هي بذلك أصبحت أكبر خصم للرئيس وللشعب وفي رأيي أنهم أخطر من الإخوان والسلفيين ويكفي للتدليل علي ذلك أنه لأول مرة تخرج التظاهرات في الشارع ضد الدولة في عهد الرئيس السيسي نتيجة لتخبطها في إدارة أزمة الخبز الأخيرة وهذا له دلالة خطيرة علي الجميع الانتباه إليها قبل فوات الأوان وهي أن الشعب بلغ ذروة قدرته علي التحمل ولم يعد يستطيع الصبر أكثر من ذلك أو تحمل المزيد من الأعباء فالناس من مختلف الطبقات أصبحت تعيش بالكاد والرهان علي صبرها أكثر من ذلك قد يهدد بانفجارها في أي لحظة. وتابع أن الحكومة عزلت الشعب وهي تتخذ قراراتها التي تؤثر في حياته دون أي نقاش مجتمعي حولها وهناك غياب للشفافية والبرلمان الذي من المفترض أنه عين للشعب علي الحكومة أصبح مواليا للحكومة وعين لها علي الشعب وهذا يفرض علي الشعب الاختيار بعناية في الانتخابات المقبلة . وأكد الدكتور صلاح الدين فهمي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر أن أداء الحكومة لا يسر أحداً وهي ناجحة فقط وبدرجة امتياز في جلب القروض ولا شيء غير هذا ويكفي عجزها عن إصدار قانون الاستثمار حتى الآن والذي يتسبب عدم إصدارة في خسائر كبيرة للاقتصاد نتيجة تعطيل الاستثمارات . وأضاف أن الحكومة تعاني بشكل عام من التباطؤ والاسترخاء في الأشياء الأساسية التي تخدم الاقتصاد ولكنها سريعة جداً في زيادة الأسعار وفي فرض الضرائب الجديدة ورفع الدعم ورفع أسعار السلع والخدمات وزيادة أسعار الصرف وكل هذا بدون أي عائد حقيقي علي المواطن المطحون وهي لا تفعل شيئا له سوي مطالبته بالصبر والشعب حتى الآن يدفع فاتورة أخطاء الحكومة. وتابع: "علي الحكومة ألا تعتمد كثيراً علي شعبية الرئيس السيسي لأنه هذه الشعبية لن تحميها لفترة طويلة فحجم الانجاز هو الذي سيكتب مصيرها في النهاية وإذا أردنا أن نفهم سر فشل حكوماتنا المتعاقبة فلننظر إلي طريقة اختيارنا للوزراء التي تتحدد بناء علي تقارير الرقابة والأمن وليس الكفاءة وإذا أردنا النجاح فيجب أن تكون الكفاءة لا غيرها هي المعيار الوحيد للاختيار". وقال الدكتور شريف دولار أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية إن أداء الحكومة وخاصة المجموعة الاقتصادية ليس على قدر طموحات رئيس الجمهورية أو الشعب أو المستثمرين رغم أن مصر دولة لديها العديد من المقومات الاقتصادية المتاحة لاستغلالها.. وتساءل: ماذا فعلت الحكومة للقضاء على البيروقراطية أو خفض معدلات التضخم والبطالة والقضاء على الروتين والفساد وجذب الاستثمار ولماذا لم تصدر قانون الاستثمار حتي الآن وأين جهودها في الرقابة وضبط الأسعار وحماية المواطنين في هذه المرحلة الحساسة . وأكد الخبير الاقتصادي خالد الشافعي أن الرئيس السيسي يسعي لتحقيق إصلاح اقتصادي حقيقي وعلي الحكومة أن تساعده في تحقيق هذا فهناك سلبيات في طريقة الأداء مثل الارتفاع غير المبرر في الأسعار بطريقة تفوق قدرة المواطن مما يوجب علي الحكومة تطبيق برامج حماية للفقراء لمجابهة آثار ذلك كما أن هناك قرارات سيئة تصدر عن بعض الوزراء مثل تطبيق القيمة المضافة الذي تسبب في رفع الأسعار وعدم وجود آليات محفزة لزيادة الإنتاج وهناك عدم استغلال لمواردنا بالشكل الامثل الذي يحقق العائد المنتظر الذي يشعر المواطن بالتغيير . وأشار إلى أن بعض الوزراء يحاولون الخروج من الأزمات بتحميل الشارع المزيد من الأعباء وهذا يقلل من الحب والعاطفة الشعبية نحو الرئيس وعلي الحكومة ألا تنسي أن هناك قوي يهمها إحداث شرخ في العلاقة بين الشعب وقيادته وعليها ألا تكون أداتهم في ذلك.