قامت حملة إسمعني للتوعية ضد فقدان السمع لدى الأطفال بالتعاون لأول مرة مع مؤسسة وصلة خير بإقامة يوم للتوعية ضد ضعف السمع مع عدد كبير من سيدات و أمهات مصريات لمناقشتهم في أسباب ضعف السمع وكيفية الكشف المبكر عنه في الأطفال. حضرت اليوم الممثلة المتألقة يسرا اللوزي وخرجت عن صمتها لتروي وتشارك قصتها مع ضعف السمع في حضور نخبة من الأطباء و المتخصصين في مجالات متعددة مثل السمعيات, النساء و الولادة, الأطفال والصحة النفسية. بدأ اليوم بتقديم المذيعة المميزة أمينة شلباية لفقرات التوعية المختلفة المُقدمة للسيدات الحاضرات الاتي فاق عددهن ال140 سيدة. كما تناول اليوم العديد من الموضوعات الخاصة بضعف السمع لدى الأطفال سواء كيفية التعامل مع الأطفال ضعاف السمع أو الحلول الطبية المتاحة للتأكد من إدماج طفل يسمع و بصحة نفسية جيدة فى المجتمع بدون مواجهة أي صعوبات. الممثلة يسرا اللوزي روّت قصتها مع ابنتها و التي تعاني من ضعف سمع شديد بهدف توعية السيدات الحاضرات بأهمية الكشف المبكر للسمع عند الولادة. و أضافت يسرا أن رحلتها بدأت منذ عام عندما أكتشفت ضعف السمع الشديد لدى ابنتها, "كانت فترة صعبة لينا كأسرة و لبنتي و لكن لما قرأنا و فهمنا أكثر عن ضعف السمع و بمساعدة دكاترة متخصصين فى المجال, قدرنا نتخطى المرحلة دي مع بنتي. كل عيلة ممكن تتحط في الموقف ده و أهم حاجة الاستعداد النفسي و الصبر عشان تقدروا تساعدزا طفلكم بكل وسيلة ممكنة و يكبر بشكل سوي. " ناقش محمد القباني,مؤسس وصلة خير و صاحب فكرة تبني حملة إسمعني ,سبب تأسيس الحملة. بدأت حملة إسمعني في يونيو 2015 من خلال احد الأباء من الطبقة المتوسطة اسمه أشرف إبراهيم ,و هو من الذين عانوا من ضعف السمع مع ابنه و لم يجدوا معلومات كافية. وبالتالي أصبح هدف الصفحة الرئيسى هو نشر أهمية الكشف المبكر لسمع الأطفال حديثي الولادة وحتي سن أربع سنوات لتجنب فقدانهم الكلي لحاسة السمع. وحازت الصفحة على اعجاب عدد كبير من المتابعين حتي وصل متابعيها الي أكثر من 500 ألف متابع علي الفيس بوك. قامت مؤسسة وصلة خير بتبني حملة إسمعني لتوحيد صوت المناشدين ضد فقدان السمع في المجتمع المصري و مساعدة كل أم تحلم بحياة سوية و صحية لأولادها. تسعى وصلة خير حالياً لتحويل حملة إسمعني من وسيلة للنشر الوعى على مواقع التواصل الإجتماعى إلى مبادرة حقيقية ذات تأثير إيجابي على أرض الواقع. و أوضح محمد القباني رؤيته و اهداف حملة إسمعني المستقبلية و التي تتركز في ثلاث محاور و هي الحصول على دعم المجتمع ممثلاً في المؤسسات الأهلية والمدنية، الإعلام، المتبرعين، الشركات والمؤسسات في الوقاية من فقدان السمع وبناء مناخ متكامل للرعاية السمعية. ثانياً: رفع مستوى الوعي بمشكلة ضعف السمع: الأسباب، العلاج، الوقاية، التأثير، إلخ. و أخيراً, جمع التبرعات للعائلات التي يعاني أطفالها من ضعف السمع وهم دون الخامسة خاصاً و أن تكلفة عملية زراعة القوقعة تتعدى ال 140 ألف. تخطط مؤسسة وصلة خير مع حملة إسمعني لتخصيص حملات توعية و قوافل طبية لضعف السمع في مختلف محافظات مصر . كما تتيح جمع التبرعات من خلال عدة بنوك في مصر لتجعل التبرعات من أجل ضعف السمع لدى الأطفال متاحاً لكل من يريد أن يكون له دور مجتمعى و ايجابي في تغيير حياة الاطفال من خلال التبرع لهم لإجراء عملية زرع القوقعة من خلال المؤسسة. تفاعل الحضور بشكل كبير مع قصة يسرا اللوزي و الموضوعات التي طرحها محمد القباني مما فتح باب الحوار التفاعلى بين الحاضريين و الأطباء الذين شاركوا بخبرتهم في المجالات المتعددة فيما يخص ضعف السمع لدى الأطفال. بدأت المذيعة المرموقة أمينة شلباية اللقاء الأول مع طبيبة السمعيات "د. منى العقاد" التى تناولت جميع مراحل الإختبارات الخاصة بالسمع لتحديد الحالات و بناء عليه تحديد العلاج المناسب لكل طفل. و أوضحت الدكتورة منى العقاد أن إختبار ضعف السمع هو أول مرحلة و في حال عدم اجتياز الطفل, يخضع الطفل لإختبارات أخرى لتقييم إذا كان فى حاجة لإجراء عملية زراعة قوقعة الأذن أم لا. و أشارت إلى أن ضعف السمع له عدة أسباب مثل زواج الأقارب أو تناول الأم للمضادات الحيوية خلال فترة الحمل و أسباب أخرى. و في نهاية اللقاء قدمت دكتورة السمعيات حلول مثل تركيب السماعات أو عملية زراعة القوقعة و التى في كثير من الأحيان لا يكون الأباء على دراية بوجودها كحلول لأطفالهم كما شدّدَت على أهمية الكشف المبكر لضعف السمع خلال سن 3 ل 6 شهور من عمر الطفل و اجراء عملية زرع القوقعة إذا استدعت الحالة قبل سن خمس سنوات. تناول الحوار الثاني و الثالث دكتور النساء و الولادة "عمرو عباسي" و دكتورة الأطفال "نهى نادر" و الذين قدموا نصائح متعددة للسيدات الحاضرات فى مرحلة الحمل و أول شهور بعد الولادة. قام الدكتور عمرو بتقديم أهم 10 نصائح للسيدات خلال شهور الحمل و أهمها "واجب على كل إمرأة قراءة كل المقالات و البحث عن المعلومات الخاصة بصحتها و رعاية طفلها, كما أنني أنصح كل أم بمشاركة طبيبها أي تاريخ لتشوهات الولادة موجود في العائلة.و أية فيتامينات ما قبل الولادة يجب أن تكون بمعرفة الطبيب لتمر فترة الحمل بسلاسة و يسر." .ثم شاركت بدورها دكتورة "نهى نادر" في شرح للعلامات التى تظهر على الأطفال فاقدي السمع مثل: عدم الإلتفات لصوت الأم, عدم الإلتفات لمصادر الأصوات المفاجأة و البكاء بصوت مرتفع و بنبرة غير معتادة. كان الحوار الأخير مع باحثة الصحة النفسية سارة الشقنقيري التي تحدثت من منظور مختلف عن حالة الطفل النفسية و عن علاقته بالعالم المحيط به. سلطت الباحثة الضوء على مدى تأثير التعامل مع الطفل و أنه لابد أن يتسم بالدفء والتفاعل، فتلك هى العناصر التى تأثر إيجابياً على الطفل وعلى ذكاءه العاطفي وتقلل من إحساسه بالاكتئاب والتوتر. و ناقشت دكتورة الصحة النفسية حالة الإكتئاب التى قد تعاني منها العائلة بسبب عدم تقبُل اطفالهم داخل المجتمع و كيفية التعامل مع المواقف المختلفة. كما أكدت على اهمية خضوع العائلة ككل للعلاج النفسي لتخطي أي صعوبات قد تواجهم. في نهاية يوم التوعية بالتعاون مع حملة إسمعني و مؤسسة وصلة خير, ناشدت الفنانة يسرا اللوزي الحضور بأهمية مشاركتهم الفعالة فى التوعية ضد ضعف السمع. و أضافت أن كل موضوع يساهم في نشر الوعى من خلال مواقع التواصل الإجتماعى أو جمع التبرعات لعملية زراعة القوقعة سيوفر حياة طبيعية لكل طفل يحتاجها ليحيا سويا و في كامل صحته .