أظهرت رسائل بريد إلكترونية تم اختراقها ونشرها موقع ويكيليكس الأسبوع الماضي تعهد قطر بالتبرع بمليون دولار للمؤسسة الخيرية لعائلة هيلاري كلينتون على الرغم من وعدها بالحدّ من تبرعات خارجية أثناء عملها وزيرة للخارجية. وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني من عام 2012 يبلغ مسؤول كبير في مؤسسة بيل هيلاري أند تشيلسي كلينتون زملاءه بأن تبرعا مزمعا من الحكومة القطرية بمناسبة عيد ميلاد بيل كلينتون جاء خلال اجتماع عقده مع سفير قطر في واشنطن. وقال أميتاب ديساي المسؤول في المؤسسة على بريده الإلكتروني إن السفير قال إنه طلب "رؤية دبليو. جيه. سي (وليام جيفرسون كلينتون)، لمدة خمس دقائق، في مدينة نيويورك لتقديم شيك بمبلغ مليون دولار وعدت به قطر بمناسبة عيد ميلاد دبليو. جيه. سي في 2011". وعملت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستجرى في الثامن من نوفمبر القادم وزيرة للخارجية من عام 2009 حتى عام 2013. وهذه الرسالة المخترقة من بين الآلاف من الرسائل التي نشرتها خلال الأسبوع الماضي مجموعة ويكيليكس المؤيدة للشفافية من حساب جون بوديستا رئيس حملة هيلاري كلينتون الانتخابية 2016. وأدى هذا الاختراق وعمليات اختراق مماثلة جرت في الآونة الأخيرة لحسابات مسؤولين آخرين في الحزب الديمقراطي إلى إحراج حملة كلينتون. ولم يشكك المتحدثون باسم هيلاري كلينتون في صحة الرسائل الإلكترونية المخترقة. ولا تؤكد على ما يبدو هذه الرسائل التي نشرها ويكيليكس ما إذا كانت قطر قد قدمت المليون دولار التي وعدت بها على الرغم من أن موقع مؤسسة عائلة كلينتون على الإنترنت يذكر دولة قطر على أنها قدمت على الأقل هذا المبلغ. ولم يُذكر تاريخ لهذا التبرع. وامتنع متحدث باسم المؤسسة عن تأكيد الأمر. وليس مستبعدا أن يكون مبلغ المليون دولار هدية لكلينتون شخصيا بمناسبة عيد ميلاده وليس للمؤسسة. ولم يرد متحدث باسمه على العديد من التساؤلات. وكانت هيلاري كلينتون قد وعدت بألا تتقاضى مؤسسة كلينتون تمويلا جديدا من حكومات أجنبية أثناء عملها وزيرة للخارجية دون السعي إلى الحصول على موافقة من مكتب القيم بوزارة الخارجية. واستهدف هذا الاتفاق تبديد مخاوف من احتمال أن تتأثر السياسة الخارجية الأميركية بالتبرعات المقدمة لمؤسسة كلينتون التي تشتهر بعملها لخفض تكاليف أدوية فيروس "إتش.أي. في" في الدول الواقعة جنوب الصحراء في أفريقيا. واستخدم دونالد ترامب المنافس الجمهوري لكلينتون المؤسسة لشن هجمات سياسية ووصفها بأنها واجهة للفساد. وترفض حملة كلينتون ذلك بوصفه تشويها. وقالت وزارة الخارجية إنها لا يمكن أن تعطي أي أمثلة لمراجعة أو موافقة مسؤوليها في لجنة القيم على تبرعات جديدة من دول أجنبية لمؤسسة كلينتون أثناء تولي هيلاري كلينتون الخارجية من 2009 حتى 2013. وامتنع كريج ميناسيان، وهو متحدث باسم المؤسسة، تأكيد ما إذا كانت قطر قدمت المليون دولار التي ورد ذكرها في الرسالة الإلكترونية في 2012. وقال إنه حتى إذا كانت قد فعلت ذلك فإنه يشك فيما إذا كان هذا المبلغ سيُعتبر "زيادة مادية". وقال إن قطر تتبرع منذ 2002 وإن بعض هذه التبرعات كانت أكثر من مليون دولار. ولم ترد سفارة قطر في واشنطن على التساؤلات. ولم يرد أيضا متحدث باسم كلينتون، التي كانت تقوم بحملة في سياتل الجمعة، على التساؤلات. وكشفت رويترز أن ما لا يقل عن سبع حكومات أجنبية أخرى قدمت خلال العام الماضي تبرعات جديدة لمؤسسة عائلة كلينتون دون إخطار وزارة الخارجية ذلك أن السبب يرجع إلى "سهو" حسبما قال مسؤولو المؤسسة.