نقيب الأطباء يطالب بتشديد عقوبات الاعتداء على الأطقم الطبية    انطلاق ماراثون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة عين شمس 12 مايو    عقب تدشينه كنيسة العذراء.. البابا تواضروس: مصر في قلب الله    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية بمركز سقارة لرفع كفاءة 159 من العاملين بالمحليات    انطلاق فعاليات الملتقى التوظيفي الأول بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر غدًا    وزيرة التضامن تشهد عرض المدرسة العربية للسينما والتليفزيون فيلم «نور عيني»    «الصناعات الهندسية»: توافر 35٪؜ من مستلزمات صناعات الكراكات بمصر    غدًا | وزيرة التعاون الدولي تُشارك في فعاليات «يوم مؤسسة التمويل الدولية في مصر»    «الصناعات الغذائية» تبحث تحديات شركات الأسماك المؤهلة للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي    التشغيل التجريبي الأربعاء.. وزير النقل يتفقد المرحلة الأولى من السيارات الكهربائية بالعاصمة الإدارية    على مدار 3 سنوات.. الدولة تسترد 2.3 مليون متر مربع أراضي زراعية    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    الاتحاد الأوروبي يبدي استعداده لدراسة الاستفادة من مياه الصرف الصناعي المعالجة في مصر    جيهان مديح ل«إكسترا نيوز»: لا يوجد دولة قدمت ما قدمته مصر لدعم غزة    مرحلة أولى.. مطار العريش يستقبل أول طائرة مساعدات مصرية لأهالي غزة - صور    حارس نهصة بركان: سنواجه فريقا متمرسا في إفريقيا.. والنهائيات تعتمد على تفاصيل صغيرة    تشكيل مانشستر سيتي – تغيير وحيد في مواجهة فولام    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالم للإسكواش 2024 المقامة بنادي بالم هيلز الرياضي    محافظ الشرقية يهنئ فريق هوكي الرجال بالفوز بالدوري الممتاز للمرة ال33    الداخلية تستعرض جهود تحقيق الأمن ومواجهة أشكال الخروج عن القانون    «الأرصاد» تكشف تفاصيل طقس اليوم: أجواء ربيعية حارة في النهار    محامي شقيقين بقضية مقتل 3 مصريين بقطر يطلب 10 مليون تعويض    وزيرة التضامن: 171 مشرفًا لحج الجمعيات.. «استخدام التكنولوجيا والرقمنة»    بسبب أحمد السقا.. هشام ماجد ثالثًا في شباك تذاكر أفلام السينما ما القصة؟    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    مركز السموم الإكلينيكية يحذر من تناول أدوية دون إشراف طبي    حسام موافي يعود للنصائح الغذائية بعد أزمة صورة تقبيل يد محمد أبو العينين    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية    تداول أسئلة امتحان الكيمياء للصف الأول الثانوي الخاصة ب3 إدارات في محافظة الدقهلية    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباريات اليوم.. فرصة مانشستر سيتي الذهبية للصدارة    اللجنة العليا لمهرجان المسرح المصري تجتمع لمناقشة تفاصيل الدورة ال 17 (صور)    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    ما حقيقة فيديو باسم سمرة مع إنجي علي في برنامج «أسرار النجوم»؟    ضرب الشحات «قلمين».. اعلامية تكشف شروط الشيبي للتنازل عن قضيته (فيديو)    السفير المصري يلتقي وزير الخارجية بجنوب السودان    فيديو.. متحدث الأونروا يروي تفاصيل اعتداء مستوطنين متطرفين على مقر الوكالة بالقدس    وزيرة الهجرة توضح آخر مستجدات مبادرة السيارات    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد المستشفيات والوحدات الصحية بالأقصر    جهاز المنصورة الجديدة: بيع 7 محال تجارية بجلسة مزاد علني    توريد 164 ألفا و870 طن قمح بكفر الشيخ حتى الآن    شروط وأحكام حج الغير وفقًا لدار الإفتاء المصرية    مصرع مهندس في حادث تصادم مروع على كورنيش النيل ببني سويف    توقعات موعد عيد الأضحى 2024 في الجزائر: شغف وترقب    لهذا السبب.. بسمة بوسيل تتصدر تريند "جوجل"    صحة أسيوط: إحالة 7 أطباء ورئيسة تمريض للتحقيقات العاجلة    "لا يتمتع بأي صفة شرعية".. الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب تصريحاته الأخيرة    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور والأسماء.."الموجز" ترصد قصة صعود عائلة صبور
نشر في الموجز يوم 27 - 09 - 2016

"صبور" هى عائلة لها ثقلها فى السوق العقارية، ونموذج يُحتذى به فى عالم التشييد والبناء والهندسة الاستشارية، اشتهرت بالكفاءة، والمهنية، والإلتزام، فى جميع المشروعات الضخمة، والمتميزة التى نفذتها، ليس على المستوى المحلى فقط، ولكن على المستوى العالمى، يقودها المهندس حسين صبور الذى يعتبر علم من أعلام التشييد والبناء في مصر، وحاز على لقب شيخ المهندسين عن جدارة، واستحقاق، فهو واحد من كبار المهندسين الاستشاريين، والمطورين العقاريين فى المنطقة العربية، والشرق الأوسط، والعالم، وارتبط اسمه بالإنجازات العملاقة، وتجاوزت نجاحاته الحدود، فأصبح علامة مسجلة ضامنة للنجاح في أي مشروع.
وخلال السطور التالية سنكشف الكثير من الحكايات، والأسرار عن عائلة المهندس حسين صبور، ورحلة عملها فى السوق العقارية المصرية.
حسين صبور.. شيخ المطورين يروى حكاياته مع رؤساء مصر
المهندس حسين صبور واحد من كبار المهندسين الاستشاريين فى المنطقة العربية، والشرق الأوسط، والعالم أجمع، وحاز على لقب شيخ المهندسين فى مصر عن جدارة، واستحقاق، وولد المهندس حسين فايق صبور عام 1936 من عائلة فوق متوسطة، حيث كان يعمل والده فى القطاع الحكومى، والتحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة للدراسة، وتخصص فى القسم المدنى، وبدأ رحلة عمله عقب تخرجه فى كلية الهندسة فى الخمسينيات من القرن الماضى، وتحديدًا عام 1957، حيث أسس مكتبًا مشتركًا للأعمال الهندسية مع اثنين من زوملائه خريجى كلية الهندسة، وجيرانه بمصر الجديدة.
وكان أول مشروع فى حياته العملية هو تصميم، وتنفيذ "مقبرة" لويلسون أمين المصرى المسيحى، التى بلغت قيمة تصميمها، وتنفيذها فى ذلك الوقت 150 جنيهًا، وكان ثانى مشروع للمكتب أيضًا هو بناء مقبرى لثرى قبطى بقيمة 2000 جنيه.
وواجه المهندس حسين صبور العديد من الصعوبات فى بداية حياته العملية، كان بدايتها عندما تركه أصدقاء عمره، وتولى مسئولية المكتب الهندسى بمفرده، واتجه للعمل فى تنفيذ المبانى السكنية الصغيرة، سواء العمارات، أو الفيللات اعتمادًا على شبكة علاقاته الدراسية، إلا أنهم مع صدور قوانين تحديد إيجارات المساكن توقف القطاع الخاص عن البناء، مما أدى إلى توقف عمل المكتب مرة أخرى، ثم اتجه بعد فترة إلى القطاع الصناعى بعد تأميمه، وتولى بناء مصانع، وورش لشركات كبرى، وبدأ صيته فى الذيوع، ولكن مع وقوع نكسة 1967 وجهت الدولة جميع مواردها للمجهود الحربى فتوقفت مصادر المكتب من القطاع العام أيضًا.
ومع استمرار هذه الظروف العصيبة، فكر المهندس حسين صبور فى العمل خارج مصر، حيث سافر إلى ليبيا فى فبراير 1968، واكتسب العديد من الخبرات المهنية، حيث فتحت المجال أمامه للعمل فى قطاعات جديدة، وتخصصات جديدة لم يعمل بها فى مصر، ومع انفتاح لبيبا على أوروبا، فى تلك الفترة، واشتعال المنافسة على هذه السوق مع أكبر المكاتب العالمية، أصبح مكتب صبور يتنافس مع كبار الشركات العالمية فى هذا المجال، وأصبح ثانى أكبر مكتب مصرى فى ليبيا وتعلم الكثير عن عالم البزنس ومن خبرات ومهارات الأجانب، وأصبح اسم "صبور" ذائع الصيت على جميع المستويات، وأصبحت هذه الفترة من أنجح مراحل حياته، وكانت بداية فعلية ناجحة لحياته العملية.
وعندما انتهت حرب أكتوبر 1973 عاود المهندس حسين صبور للعمل من جديد فى مكتبه بالقاهرة، وظل المكتب فى ليبيا مفتوحًا، ويُباشر مهامه مجموعة من زولائه، وأصبح مكتب المهندس حسين صبور فى مصر بمثابة المدرسة التى خرجت أجيالًا كثيرة من المهندسين الذين أصبح لهم مكاتب خاصة.
وقام "صبور" بتنفيذ العديد من المشروعات على مدار رحلة عمله، ومنها مترو الأنفاق بالقاهرة، ومدينة السادات، ومدينة السادس من أكتوبر، فضلًا عن تحسين، وتوسيع شبكات الكهرباء بالقاهرة، والإسكندرية، وشبكات الصرف الصحى بالقاهرة الكبرى، والسويس، والإسماعيلية، وبورسعيد، والحديقة الدولية بمدينة نصر، وتخطيط كورنيش النيل بالقاهرة، والمشاركة فى تقويم منشآت طابا السياحية، ومن المشروعات السياحية: شيراتون الجزيرة، وهيلتون الأقصر، وفندق سميراميس، بخلاف مشروعات خارج مصر خاصة فى إفريقيا.
ودخل مكتب "صبور" أكبر مكتب استشارى آنذاك فى شراكة مع البنك الأهلى المصرى أحد أكبر البنوك الرائدة فى القطاع المصرفى المصرى، حيث تقدم محمود عبد العزيز، رئيس البنك الأهلى المصرى، بطلب للتشارك فى تنفيذ شركة استثمار عقارى، وبالفعل تم تأسيسها، ويصل عمرها حاليًا 23 عامًا.
وتقلد المهندس حسين صبور العديد من المناصب الهامة، والمرموقة طوال مشوار حياته، ومنها رئاسته لجمعية رجال الأعمال المصريين، وكذلك رئاسته لمجلس الأعمال المصرى- الأمريكى لمدة 6 سنوات، والذى يعتبر جمعية أنشأها الرئيس الراحل محمد أنور السادات مح جيرالد فورد، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق، وكان الهدف من هذا المجلس تحقيق التقارب بين الدولتين من خلال رجال الأعمال.
وعلى مدار رحلة عمل المهندس حسين صبور واجهه العديد من التحديات التى مثلت نقطة فارقة فى حياته العملية، وكان التحدى الأول فى بداية مشواره المهنى عندما أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرارًا بتخفيض القيمة الإيجارية التى كان لها كبير الآثر بتعطيل بل إيقاف هذا النشاط ما أدى لتراجع شديد للغاية فى معدلات البناء، فتوقف عمل المكتب، ثم توجه للعمل فى النشاط الصناعى، وعندما جاءت نكسة عام 1967 تم توجيه جميع موارد الدولة إلى المجهود الحربى فتوقفت مصادر المكتب من القطاع العام مرة أخرى.
أما التحدى الثانى الذى واجه المهندس حسين صبور فتمثل فى أنه أثناء رحلة عملى فى ليبيا، تركه شريكه فى ليبيا وقت الثورة الليبية "ثورة الفاتح" وهرب من ليبيا، وأصبح تحت المنظار بل وتعرض لاحتمالية القبض عليه من قبل السلطات هناك، ولولا تدخل السفير المصرى الذى حماه من أن يُقبض عليه لضاع مستقبله المهنى نهائيًا، ولكنه عاد إلى مصر بفضل الله.
وتمثل التحدى الثالث الذى واجهه أنه تم ترشيحه لشغل منصب وزير الإسكان فى وزارة الدكتور على لطفى، ورغم عدم فوزه بالمنصب، إلا أنه فوجئ بهجوم شديد من جانب وزير الإسكان فى ذلك الوقت لأسباب لا يعرفها، وأضير بشدة منه حيث منعه من تقاضى أمواله مقابل الأعمال التى قام بتنفيذها لصالح الوزارة، وعلى الرغم من تقدمه بشكاوى عدة لرئيس الوزراء آنذاك، وكذا د.مصطفى الفقى الذى كان يشغل منصب مدير مكتب الرئيس للمعلومات، وتحدث مع كبار القيادات بالدولة، إلا أن وزير الإسكان كان شخصية عنيدة للغاية، واضطر المهندس حسين صبور للعمل لمدة 5 سنوات دون مقابل، حيث نصحه المحامى الخاص به الاستمرار فى العمل لأنه كانت هناك مادة من مواد القانون تقتضى بحبس من يقوم بتعطيل أعمال المرافق بالدولة، حيث كان يقوم بتنفيذ شبكات الصرف الصحى للقاهرة، ومدن القناة الثلاث فى ذلك الوقت.
ويرى المهندس حسين صبور أن القطاع العقارى المصرى من أنشط القطاعات الاقتصادية لأنه يقوم على طلب حقيقى، وسيستمر فى نهضته إلى ما لا نهاية، كما يؤكد أن الارتفاع المستمر فى قيمة الأراضى، وكذا العقار يجعل العائد الاستثمارى فى القطاع العقارى أكبر من أى عائد استثمارى آخر حتى مع ارتفاع العائد على الأوعية البنكية.
كما يؤكد أن مصر تمتلك مزايا هائلة لتشجيع سياحة الإقامة، فالعقار السياحى المصرى من أرخص الأسعار على مستوى العالم، فضلًا عن المقومات السياحية العديدة من بحار، وشواطئ، وشمس، ومطالبًا بضرورة أن نتهذب فى التعامل مع السائحين، لخلق طلب جديد على العقار المصرى من قبل السياح العرب بالنسبة لمنطقة الساحل الشمالى، مؤكدًا أن نجاح "السكند هوم" يعتمد أيضًا على حسن اختيار موقع المشروع، ومساحات الوحدات، والعملاء.
نجوى القوصى.."عمود الخيمة" التى حملت هموم العائلة على "أكتافها"
رحلة كفاح ونجاح جمعت بين المهندسة نجوى القوصى، وزوجها المهندس حسين صبور، حيث نجح الاثنان فى إقامة حياة زوجية وعملية ناجحة، وفريدة، ومميزة وتتولى "القوصى" منصب المدير العام للمكتب الاستشارى "صبور"، وهى من أوائل الفتيات اللاتى التحقن لأول مرة بكلية الهندسة، حيث كانت هذه الكلية، فى ذلك الوقت، للذكور فقط، ولعبت الأقدار دورًا مهمًا فى الجمع بينهم، وكان ذلك أثناء دراستهما معا فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، حيث كان اللقاء الأول، لتبدأ قصة الحب الجميلة التى يُقدر عمرها حاليًا بنحو 60 عامًا، ودرست "القوصى" بالقسم المدنى، وتقدم "صبور" لخطبتها وهى فى السنة الثانية، وتزوج عقب الإنتهاء من الدراسة عام 1961، ثم أنجبا أحمد، وعمر صبور.
وتؤكد "القوصى" أن المهندس حسين صبور بالنسبة لها هو السند، والجبل فى شموخه، وقوته، وصلابته، وتصفه بأنه شخصية فريدة لأقى درجة ،سواء فى أسلوب تفكيره، ونظرته للأمور، أو طريقة حياته، كما أنه شخصية قوية، وقادرة على تخطى، ومواجهة أى صعوبات من أجل تحقيق النجاح.
وبدأت المهندسة نجوى القوصى رحلتها العملية عقب تخرجها مباشرًا حيث تم تكليفها بالعمل فى المؤسسة العامة للتعمير والإسكان، حيتما كان "صبور" يعمل مهندسًا فى وزارة الإسكان بجانب عمله فى المكتب الاستشارى، ثم تفرغت "القوصى" لتربية نجلها لمدة 4 سنوات، وعندما عاودت رحلة عملها، تركت العمل بالقطاع العام، والتحقت بالعمل فى المكتب الاستشارى الذى أسسه المهندس حسين صبور، ومازالت حتى الآن تشغل منصب مديرًا عامًا بهذا المكتب.
وبعد ذلك بدأت "القوصى" رحلة عملها الحر، حيث قامت بتأسيس شركة "المهندسون للتنمية والتعمير" كبداية للعمل فى مجال التطوير والاستثمار العقارى، وعملت بها هى ونجلها أحمد صبور.
وفضلت "القوصى" الاستمرار فى عملها كمهندس استشارى، ولم تُفضل الدخول فى مجال التطوير والاستثمار العقارى، حيث ترى أن مهنة الهندسة الاستشارية تجذبها أكثر من مهنة المطور العقارى التى تتطلب مهارات أخرى خلاف الهندسة.
وترى "القوصى" أن مجال عمل والدها العالم الكبير الدكتور عبد العزيز القوصى، ووالدتها أثر فى تربيتها، وانعكس ذلك على تربية أولادها، حيث كان والدها أول من أخذ دكتوراة فى مجال علم النفس فى العالم العربى، وكانت والدتها تليمذة له، حيث درست على يده التربية فى انجلترا، وكان لمجال عملهما كبير الأثر على طريقة تربيتها، ونشأتها، وبناء شخصيتها، حيث عاشت طفولة سعيدة بين والدين تعلما أصول، ومبادئ التربية السليمة، وطبقاها عمليًا فى تربيتها.
وحرصت المهندسة نجوى القوصى على تطبيق ما تعلمته من والديها من أصول، ومبادئ التربية السليمة فى تربية أبنائها، حيث تعلمت منهما أن شدة الاهتمام بالأطفال يُساوى شدة الاهمال، بل هى أشد سوءً، كما تعلمت أن كثرة إعطاء النصائح، والتوجيهات للأطفال طريقة غير سليمة، وغير مجدية فى التربية، وأن التربية لا تعترف بالمربيات، فلا يُمكن أن تكون المسئولة عن تربية الطفل هى المربية، بل يجب أن تكون الأم المسئولة الأساسية عن تنشئة الأبناء، خاصة فى مراحل عمرهم الأولى.
وتنصح "القوصى" السيدات بأن عليهن التسليم بأن الكلمة الأولى، والأخيرة فى العمل، والمنزل للرجل، وهذه الحقيقة تعد مفتاح الحياة الناجحة بين الزوجين فى العمل، وفى الحياة الأسرية.
أحمد صبور..الابن البكرى الذى ورث فن التطوير العقارى
المهندس أحمد حسين فايق صبور هو نائب رئيس مجلس إدارة شركة الأهلى للتنمية العقارية، وعضو مجلس إدارة شركة الأهلى للتنمية العقارية، ولد عام 1964، واختار دراسة الهندسة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتخرج فى جامعة كاليفورنيا الجنوبية فى عام 1987، فى تخصص الهندسة المدنية، ثم قرر العودة إلى مصر للعمل بقطاع الهندسة، ولكن بصورة، وآلية مختلفة يتسنى من خلالها تطبيق أحدث الدراسات، والأفكار العلمية، وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة بهذا القطاع.
وبدأ العمل فى مكتب والده فى الهندسة الاستشارية، وبعد عام من العمل اكتشف أنه لا يُريد أن يعمل مهندسًا، وأن أكبر الأخطار التى ارتكبها فى حياته هى الاستمرار فى دراسة الهندسة فى الولايات المتحدة، بدلا من دراسة "البزنس"، ثم قرر بعد ذلك العمل فى مجال التنمية العقارية، حيث يرى أنه مجال يعتمد على التجارة فى سلعة هندسية، وكذا الجمع بين الهندسة، والمقاولات، والدراسات السوقية، والاستثمار، وبدأ العمل فى شركة خاصة به للتنمية العقارية، واستعان بمكتب والده ليكون المكتب الهندسى الذى تولى مشروعات شركته، وكان والده دائمًا سندًا له.
ولعل الدافع وراء دخول المهندس أحمد صبور فى قطاع الاستثمار العقارى، وترك مجال الهندسة الاستشارية، على الرغم من نشأته فى أسرة هندسية بحتة، يعود إلى أمرين، أولها أنه تعلم من دراسته فى أمريكا ألا يعمل سوى ما يحبه مهما كانت المهنة التى سيعمل بها، ولأنه لا يحب العمل فى مجال الهندسة الاستشارية، فقد بحث عن مهنة أخرى قريبة من مهنة الهندسة، وتتقارب مع طموحاته المهنية، وبدأ يُفكر بالدخول فى قطاع الاستثمار العقارى، حيث يرى أنها مهنة تجمع بين الهندسة، والتجارة، والبزنس، والتسويق، والترويج، والاستثمار، والتمويل.
أما الأمر الثانى وراء دعم فكرة دخوله قطاع الاستثمار العقارى، فيعود إلى أن مصر بها عجز سنوى مستمر من الوحدات السكنية يُقدر بنحو 500 ألف وحدة سنويًا، وسوف يستمر هذا العجز الناتج عن الاحتياج الفعلى داخل السوق للسكن من شرائح مختلفة.
وكان أول مشروع نفذته شركته هى مشروع سكنى فى منطقة مساكن شيراتون هليوبوليس عام 1989، ونفذ خلال هذا المشروع أفكار جديدة فى السوق العقارى من خلال دراسات السوق التى كان يقوم بها فى ذلك الوقت، وكانت هذه بداية رحلة عمل شركته فى السوق المصرى.
ونفذ المهندس أحمد صبور العديد من المشروعات فى قطاع التشييد مثل القرى السياحية فى سهل حشيش، وشرم الشيخ، كما أنه يعتبر أحد مؤسسى جمعية شباب الأعمال المصرية التى تجمع 600 عضو من أفضل الشباب المصرى.
ويرى المهندس أحمد صبور أن إدخال دماء جديدة من الكوادر المهنية الشابة سبب رئيسى فى استمرار نجاح المنظومة، وتطويرها، وهو ما تعمل عليه مجموعة "صبور"، حيث تضع نصب أعينها خلال هذه المرحلة إضافة دماء جديدة، وتطبيق نظم الحوكمة، وتطوير منظومة الإدارة، ومن أجل ذلك قامت المجموعة بإعداد 14 فارسًا من الكوادر الشابة، حيث هيأت لهم المناخ كى يكونوا القيادة الحقيقية التى ستحذو حذوهم.
ويُشير "أحمد صبور" إلى أنه استفاد كثيرًا من والده، حيث علمه الإلتزام، والجدية، والتنظيم، والتواضع، واحترام الآخرين، كما علمنا أن الفرد يعتبر "ترس" فى ماكينة لا يُمكن أن تدور من دونه، ولكن العمل لا يتوقف على فرد بعينه، كما استفاد كثيرًا من اسم والده فى مشوار حياته العملية، ليس فقط الأسم، بل أيضًا الخبرة، وشبكة العلاقات، وحتى البنوك كانت تتعامل معه باحترام كبير، كما كان اسم والده يُعطى ثقلًا لشركته الأولى التى أسسها على الرغم من حداثتها فى السوق، خاصة أن والده لم يبخل عليه بخبرته، ورأيه عند الحاجة إليها، لكنه لم يفرض عليه أبدًا رأيه، أو جهة نظره، بل كات يتركه يُخطأ كى يتعلم من أخطائه.
ويرى المهندس أحمد أن "البزنس العائلى" حساس جدًا، حيث يحتاج إلى متابعة، وإدارة منظومة العمل دون الوقوع فى أى مشكلات عائلية، أو مهنية، ولكنه يُشير إلى أن الحوكمة هى الحل لنجاح "البزنس العائلى".
ويؤكد المهندس أحمد صبور أن مصدر قوة السوق المصرى ينبع من أن العميل المشترى هو مستهلك نهائى بنسبة تفوق المشترى المستثمر، أو المضارب، على الرغم من أنه سوق استثمارى واعد لارتفاع العائد منه مقارنة بالسيولة النقدية، والأوعية الادخارية فى ظل انخفاض سعر الصرف.
عمر صبور..خريج الجامعة الأمريكية الذى لم يعتمد على تاريخ والده وبدأ من الصفر
تخرج المهندس عمر حسين فايق صبور فى كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية عام 1995، وتخصص فى مجال الهندسة المدنية، حيث اختار هذا المجال بمحض إرادته، ولم يكن لوالده أى تأثير على اختياره.
وبدأ مشواره المهنى فى مكتب صبور الاستشارى، حيث بدأ العمل فى موقع دار البنك الأهلى المصرى فى مدينة نصر، وكان أصغر مهندس مدنى فى مجموعة الإشراف الخاصة بالموقع، ثم انتقل للعمل بدر مطابع الأهرام فى شركة الأهلى للتنمية العقارية، كما التحق لفترة فى العمل بقطاع الدراسات، وقطاع إدارة المشروعات داخل المكتب الاستشارى.
وانتقل بعد ذلك للعمل فى شركة أوريانتال، وكانت شركة مؤسسة حديثًا بالتعاون بين البنك الأهلى المصرى، ورجل الأعمال محمد فريد خميس، وهى شركة مخصصة لغرض محدد هو بناء مجموعة مشروعات على 4 قطع أراض استثمارية فى مركز نبق بشرم الشيخ، وتضم الشق الفندقى، وكذا السكنى، والتجارى، ثم قام بعد ذلك بتأسيس شركة جنوب سيناء للاستثمار العقارى التابعة لمجموعة "صبور".
وجاء دخول "عمر صبور" لقطاع الاستثمار السياحى مصادفة، ولم يكن خيارًا حقيقيًا، حيث تزامن ذلك مع عمله فى شركة أوريانتال التى كان يتم تأسيسها حديثًا، ورشحه والده للعمل بها.
ويُشير المهندس عمر إلى أن اسم "صبور" علامة، وماركة مُسجلة فى الاقتصاد المصرى ككل لا على مستوى القطاع العقارى وحسب، ويرى أن أى اسم يقترن بصبور يتم ترجمته فى السوق بالمصداقية سواء مع المقاولين، أو التجار، أو العملاء، أو القطاع المصرفى أيضًا، ولكنه عبئًا أيضًا حيث يجب أن يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على وقع هذا الأسم فى السوق، واستكمال منظومة "صبور" الناجحة المعروفة بالمصداقية، والثقة، والتميز، والكفاءة.
ويؤكد المهندس عمر صبور أن "البزنس العائلى" يمنع الاحترافية، حيث تؤثر العلاقات العائلية على "البزنس"، ولكنه يرى أن تطبيق نظم الحوكمة السليمة يمنع تدخل العلاقات الأسرية فى إدارة منظومة العمل، ويضمن نجاحها أيًا كان نوع العمل عائلى، أو الدخول فى شراكات أخرى، حيث تعد الضامن الوحيد لعدم تدخل العنصر البشرى فى العمل.
ويُشير "عمر صبور" إلى أن العمل الحر له العديد من المزايا، حيث أنه يُعلم رجال الأعمال المثابرة، والإصرار على النجاح، وتحدى الصعوبات، والعراقيل بمفرده دون الاعتماد على أى شخص، وعدم توقع المساندة من أحد، مما يعتبر ذلك عوامل نجاح "البزنس الخاص".
وأبرز ما تعلمه المهندس عمر من خارج مكتب "صبور" هو كيفية التعامل مع المؤسسات الحكومية، والبيروقراطية، والتفاوض، وغيرها من المهارات الهامة الذى لم يكن يستطيع تعلمها داخل مكتب والده.
ويرى المهندس عمر صبور أن على الرغم من أن وضع الاقتصاد المصرى غير جيد، فإن القطاع العقارى وضعه جيد، وأثبت على مدار السنوات الماضية أنه استطاع مواجهة الصعوبات المختلفة دون أن يتكبد أى خسائر فادحة، ما يؤكد صلابة هذا القطاع المهم، وأنه أصبح مخزنًا جيدًا للاستثمار، وحفظ المدخرات، كما يُشير إلى أن القطاع العقارى قائم على الاستثمار بنسبة أكبر من الاستخدام الفعلى، على الرغم من أن مصر بها احتياج فعلى للسكن، لكن أغلب الشركات العقارية الكبرى فى السوق تخدم العملاء المستثمرين، وتخدم طبقة الدخول المرتفعة، الأمر الذى يؤدى إلى تزايد مستمر فى قيمة العقار خاصة فى ظل انخفاض قيمة الجنيه المصرى، وضبابية قطاع البورصة بالنسبة لكثير من العملاء ما يجعل الاستثمار العقارى الخيار الأمثل أمام الكثيرين.
كما يُشير إلى أنه من خلال قراءة السوق، فإن الطبقة التى تحتاج فعليًا إلى المسكن هى "الطبقة المتوسطة" ولكنها غير مخدومة بالصورة المثلى، ويرجع ذلك إلى ندرة الأراضى الناتجة عن إصرار الدولة أن تكون المسئول عن ترفيق الأراضى، الذى يعد عبئًا ماليًا كبيرًا يتجاوز قدراتها، وملاءتها المالية، الأمر الذى ينتج عنه ارتفاع أسعار الأراضى، ومن ثم عدم توافرها بأسعار مناسبة للتكلفة الاستثمارية، ما يجعل المطور العقارى يتخلى عن خدمة الطبقة المتوسطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.