اكد الدكتور طارق بن موسى الزدجالى المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية ان قيمة الفجوة الغذائية العربية في 2015 استقرت في حدود (33.5) مليار دولار (ثلاثة وثلاثين ونصف مليار دولار) بعد أن كانت في حدود 43.4 مليار دولار (ثلاثة وأربعين مليارا وأربعمائة مليون دولار) في 2008م واضاف معاليه خلال كلمة القاها اليوم فى الخرطوم بمناسبة الاحتفال بيوم الزراعة العربى ان إجمالي المتاح للاستهلاك من السلع الغذائية الرئيسية في الوطن العربي وصل الى نحو 295.6 مليون طن (مائتين وخمسة وتسعين مليونا وستمائة ألف طن) أي بزيادة قدرها 13.45 مليون طن (ثلاثة عشر مليونا وأربعمائة وخمسون ألف طن) مقارنة مع 2014م، كما تم في إطار المرحلة الأولى من البرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي إنجاز 1989 مشروعا (ألف وتسعمائة وتسعة وثمانين مشروعا) وصلت استثمارات 1881 (ألف وثمانمائة وواحد وثمانين) منها 31.93 مليار دولار (واحد وثلاثون ملياراً وتسعمائة وثلاثون مليون دولار)، وهو ما تجاوز الغلاف المالي التقديري الذي كان متوقعاً للاحتياجات التمويلية لهذه المرحلة من البرنامج وهو 28.7 مليار دولار (ثمانية وعشرون مليارا وسبعمائة مليون دولار) واكد انه يعود الفضل في هذا المستوى من الأداء بعد الله سبحانه وتعالى، إلى الجهود التي بذلتها الدول العربية، خاصة في إطار المبادرات الرائدة التي ميزت الفترة الأخيرة، كمبادرة الملك عبد الله (رحمه الله) للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، ومبادرة المغرب الأخضر، وبرنامج التجديد الريفي والفلاحي في الجزائر، ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستصلاح مليوني فدان إضافية ومبادرة الاستثمار الزراعي في العراق ومبادرة فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير للاستثمار الزراعي العربي في السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر حيث توجد مبادرات عربية أخرى وفيما يلى نص كلمة معالي الدكتور/ طارق بن موسى الزدجالى المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية بمناسبة يوم الزراعة العربي بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد رسول رب العالمين وسيد العابدين والحامدين والمحمودين. - معالي الأخ الأستاذ الدكتور / إبراهيم آدم أحمد الدخيري، وزير الزراعة والغابات ، رئيس الجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية - معالي الأخ الدكتور / مبروك مبارك سليم ، وزير الدولة بوزاة الثروة الحيوانية والسمكية - صاحب السعادة الأخ الشيخ الجليل الدكتور / محمد ماء العينين، سفير المملكة المغربية، عميد السلك الدبلوماسي - أصحاب السعادة السفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية - سعادة حامد محمد آدم، ممثل البرلمان العربي - أصحاب المعالي والسعادة رؤساء المؤسسات العربية الشقيقة - صاحبة السعادة السفيرة/ أميرة قرناص ، رئيس لجنة الأمن الغذائي العالمي - صاحبة السعادة الدكتورة رولا مجدلاني ، مدير إدارة سياسات التنمية المستدامة في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) - ممثلو الدول العربية العزيزة ، - الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، اسمحوا لي بادئ ذي بدء، أن أشكركم على حضوركم معنا في هذا اليوم الأغر، ذي الدلالة العميقة بالنسبة للأسرة الزراعية العربية من المحيط إلى الخليج، حيث يصادف ذكرى مباشرة منظمتكم العربية للتنمية الزراعية لمهامها من مقرها الرئيسي بالخرطوم، قبل أربع وأربعين سنة ، بوصفها مؤسسة قومية أسند لها القادة العرب مهمة تنسيق وتأطير ومتابعة ودعم العمل العربي المشترك في مجالات التنمية الزراعية والثروة السمكية والأمن الغذائي بوجه أعم، فقد استطاعت المنظمة على مدى هذه الفترة أن تسطر سجلا حافلا بالإنجازات التي نذكر منها مثالا لا حصرا، إنجاز (500) (خمسمائة) دراسةٍ، وتدريب (35000) (خمسة وثلاثين ألف) كادرٍ عربي، وتأهيل (1600) (ألف وستمائة) دارس تأهيلا أكاديميا في مجالات المراعي والغابات والتنوع الحيوي، بالإضافة إلى إنجاز أكثر من (1000) (ألف) مشروع تنموي قومي وقطري. أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكريم، حرصنا منذ سنوات على أن نتجاوز الطابع الاحتفالي البحت لهذه المناسبة القومية المهمة من خلال اختيار موضوعٍ يرتبط بالإشكالات والاهتمامات الراهنة المرتبطة بالتنمية الزراعية والأمن الغذائي في الوطن العربي، كشعار تدور تحته تظاهرات اليوم العربي للزراعة، ويكون مناسبة لتنوير وتوعية الجمهور العربي حوله، بالإضافة إلى تنظيم لقاء قومي حول هذا الموضوع يتزامن مع أنشطة اليوم العربي للزراعة. وقد وقع اختيارنا هذه السنة على موضوع "الحد من فاقد وهدر الغذاء لتعزيز الأمن الغذائي العربي"، ويأتي اختيار هذا الموضوع تناغماً مع اهتمامات وأولويات إقليمية ودولية عديدة، فعلى الصعيد العالمي خصص الهدف الثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة التي صادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل سنة من الآن "لضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة"، ويأتي هذا الاهتمام في ظل الإحصائيات التي تشير إلى أنه في الوقت الذي يزداد فيه الطلب العالمي على الغذاء وتتراجع حصة المتاح منه لاستهلاك الفرد في الكثير من البلدان، يفقد العالم كل سنة أو يهدر ما يتراوح بين ربع وثلث ما ينتجه من غذاء موجه للاستهلاك البشري ، وفي وطننا العربي تقدر كمية الفقد والهدر من السلع الغذائية الرئيسية عام 2015 بنحو 84.32 مليون طن (أربعة وثمانين مليون وثلاثمائة وعشرين ألف طن) تشكل نسبة (29%) (تسعة وعشرين في المائة) من إجمالي المتاح للاستهلاك من كافة السلع الغذائية بقيمة تقدر بحوالي (50.6) مليار دولار (خمسين مليارا وستمائة مليون دولار) ويشكل هذا نسبة تقدر ب (0.05) (بخمس في المائة ) من قيمة الفاقد والهدر على المستوى العالمي. وفي ضوء ما سبق، يتعين على بلداننا العربية أن تتخذ التدابير الكفيلة بالحد من هاتين الظاهرتين من خلال تحسين ظروف الإنتاج وعمليات ما بعد الحصاد لتقليل الفاقد وعقلنة الاستهلاك لوضع حد للهدر غير المبرر، خاصة أن ديننا الإسلامي الحنيف يذم الإسراف والتقتير، ويدعو إلى منزلة وسطية بين المنزلتين. أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكريم نحن في المنظمة وبعونٍ من الله وتوفيقٍ منه وفي إطار الإستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المستدامة التي وافقت عليها قمة الرياض في شهر مارس 2007 والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي الذي أطلقته القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية في يناير 2009 بالكويت، استطعنا خلال السنوات الثماني الأخيرة أن نساهم في ارتقاء العمل الزراعي العربي المشترك من خلال اختيار البرامج والمشروعات والأنشطة على أساس يجمع بين تلبية الاحتياجات الفعلية للبلدان الأعضاء، وترشيد الإنفاق، وسرعة الحصول على النتائج والآثار الإيجابية، كما حاولنا ابتداع طرق تنظيمية تسهل التحرك والتواصل بين الشركاء، حيث أنشأنا شبكات عربية متخصصة مثل: الشبكة العربية للموارد الوراثية النباتية والشبكة العربية للموارد الوراثية الحيوانية للأغذية والزراعة والشبكة العربية للموارد الرعوية والشبكة العربية للنهوض بتربية نحل العسل والشبكة العربية لتنمية المرأة في المجتمعات الريفية والبدوية والساحلية والشبكة العربية للتوثيق الزراعي والشبكة العربية للتسويق الزراعي. أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكريم استقرت قيمة الفجوة الغذائية العربية في 2015م في حدود (33.5) مليار دولار (ثلاثة وثلاثين ونصف مليار دولار) بعد أن كانت في حدود 43.4 مليار دولار (ثلاثة وأربعين مليارا وأربعمائة مليون دولار) في 2008م، ووصل إجمالي المتاح للاستهلاك من السلع الغذائية الرئيسية في الوطن العربي إلى نحو 295.6 مليون طن (مائتين وخمسة وتسعين مليونا وستمائة ألف طن) أي بزيادة قدرها 13.45 مليون طن (ثلاثة عشر مليونا وأربعمائة وخمسون ألف طن) مقارنة مع 2014م، كما تم في إطار المرحلة الأولى من البرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي إنجاز 1989 مشروعا (ألف وتسعمائة وتسعة وثمانين مشروعا) وصلت استثمارات 1881 (ألف وثمانمائة وواحد وثمانين) منها 31.93 مليار دولار (واحد وثلاثون ملياراً وتسعمائة وثلاثون مليون دولار)، وهو ما تجاوز الغلاف المالي التقديري الذي كان متوقعاً للاحتياجات التمويلية لهذه المرحلة من البرنامج وهو 28.7 مليار دولار (ثمانية وعشرون مليارا وسبعمائة مليون دولار). ويعود الفضل في هذا المستوى من الأداء بعد الله سبحانه وتعالى، إلى الجهود التي بذلتها الدول العربية، خاصة في إطار المبادرات الرائدة التي ميزت الفترة الأخيرة، كمبادرة الملك عبد الله (رحمه الله) للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، ومبادرة المغرب الأخضر، وبرنامج التجديد الريفي والفلاحي في الجزائر، ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستصلاح مليوني فدان إضافية ومبادرة الاستثمار الزراعي في العراق ومبادرة فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير للاستثمار الزراعي العربي في السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر حيث توجد مبادرات عربية أخرى . أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكريم إني لأحرص في هذا المقام على أن أغتنم هذه السانحة لأعبر عن كل شكري وتقديري لكافة أصحاب المعالي وزراء الزراعة العرب، على ما يولونه دائماً من اهتمامٍ لمنظمتهم العربية للتنمية الزراعية ولدولة المقر التي احتضنت المنظمة لعقود تزيد على أربعة . ولابد هنا كذلك من توجيه كلمة شكر وامتنان خاص لسعادة عميد السلك الدبلوماسي العربي وأصحاب السعادة سفراء الدول العربية الحبيبة على ما لمسناه لديهم دائماً من استعداد دؤوب ودعم دائم لمنظمتهم. والشكر لوزارة الخارجية في هذا البلد العزيز السودان وللقائمين فيها على وزارة الزراعة والغابات، ووزارة الثروة الحيوانية والسمكية وذلك لتفاعلهم مع خطط المنظمة وبخاصة للسنوات 2015 و2016م. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أشكر راعي حفلنا هذا الأستاذ الدكتور إبراهيم الدخيري وأعرب عن تقديري وامتناني لرعايته لأنشطة منظمتكم العربية للتنمية الزراعية . والشكر والتقدير كله لكافة منتسبي منظمتكم العربية للتنمية الزراعية ولكم جميعاً حضورنا الكريم . والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،