مر مايقرب من 4 شهور على إختفاء 8 عمال مصريين كانوا يعملون في دولة ليبيا، من بينهم 7 عمال من أبناء قرية السوبي بمركز سمالوط بمحافظة المنيا وشخص آخر من الفيوم، وبالرغم من مناشدة الأهالي بسرعة الكشف عن مصير أبنائهم وعودتهم، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن. أهالي العمال أكدوا أنهم توجهوا عشرات المرات الى مقر وزارة الخارجية والسفارة الليبية بالقاهرة، والتقوا عدد من المسؤلين الذين أكدوا لهم أن أبنائهم بخير وسيعودون قريبا ولكن في كل مرة يزداد الأمر غموضاً، لعدم وجود معلومات مؤكدة عن أبنائهم وهل هم مختطفين أم محتجزين لدى السلطات الأمنية، ما دفعهم للتواصل مع القبائل وبعض أقاربهم في المناطق المختلفة بليبيا للإطمئنان على ذويهم لكن دون جدوى. من جانبه قال "نحاس جمعة " شقيق أحد العمال المحتجزين بليبيا ويدعى " محروس جمعة بركات " إن مسؤلي الخارجية لم يكشفوا حتى الآن عن مكان احتجاز العمال الثمانية، وكلما ذهبوا للسفارة يؤكدوا لهم أن أبنائهم في حالة جيدة والجهات السيادية تتابع الأمر وقريبا سيعود العمال، ولكن مرت 4 أشهر ولم تتحقق الوعود حتى الآن . وأضاف جمعة أن الأهالي تواصلوا مع مشايخ القبائل في بني غازي ومصراتة، وأكدوا لهم أن العمال الثمانية محتجزون في سجن " الاسكات" ويواجهون تهمة الانضمام لجماعات ارهابية وداعش، ولا يمكن لأحد أن يتدخل في الأمر من قريب أو بعيد ، إلا وسوف توجه له التهمة وقد يكون مصيره السجن أيضا. وأوضح نحاس أن شقيقه ، سافر منذ10 أشهر تقريبا بسبب سوء ظروفه الاقتصادية هو وأسرته ومرض والدته واخواته السته ، مؤكدا أنه ذهب لجحيم ليبيا بعد أن فشلت كل محاولاته فى الحصول على عمل مستقر بالقرية يتمكن من خلاله من الانفاق على نفسه وإخوته ويكون أسرة ويتزوج، وأثناء عودته الى مصر هو وآخرين ، قام سائق السيارة التي كانوا يستقلونها بتغيير خط السير ودخل بهم طريق آخر لتسليمه لجماعات غير معلوم هويتها للحصول على فدية مقابل اطلاق سراحهم، و تمكنت بعد ذلك السلطات من ضبطهم و احتجازهم حتى الآن بدون أسباب. وناشدت أسرة المحتجز الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل للافراج عن جميع العمال وعودتهم سريعا أسوة بما حدث مع باقي العمال في الشهور الماضية. وثال " عصمت السوبي" وهو نجل عم المختطف "وليد فرحات" : ذهب ابن عمي منذ عام ونصف تقريبا لليبيا وكان يعمل عاملا ، حيث يعمل أحيانا في أعمال البناء أو الزراعات او التنظيف، وكل ذلك مقابل المال ولقمة العيش، فهو يبلغ من العمر 29 سنة تقريبا، ومتزوج ولديه 3 أبناء " ولدين وبنت" والحالة هنا في القرية لا تشجع على البقاء. وأضاف السوبي: أن الشباب يتركون القرية ويهاجرون بسبب حالتها التي تخطت خط الفقر هي والقرى المجاورة ولا يوجد بها أي خدمات أو ما يساعد الشباب على العمل، وغالبيتنا نعمل كمستأجرين في الزراعة مقابل مبالغ مالية لا تساعد على الحياة ومصاريفها، مشيرا إلى ان القرية طاردة للشباب هي وغالبية قرى الظهير الغربي بمركز سمالوط، والذهاب الى ليبيا هو الحل الوحيد لإنقاذ الشباب والأسر من حالة الفقر المتأصل بالعائلات جميعها. وأكد أهالي العمال المختطفين أن ذهاب أبنائهم الى جحيم ليبيا واوضاعها غير المستقرة يعد الحل الوحيد لكي يجدوا طعامهم وبناء منازل آدمية بدلا من المنازل المتهالكة التي يعيشون فيها منذ سنوات طويلة وغالبيتها من الطوب اللبنى، ومع عدم الإهتمام بالريف المصري عامة وقرى الصعيد خاصة، لم يجد الشباب متنفسا الى الدول القريبة من الحدود للذهاب اليها بشكل شرعي أو غير شرعي ليعملوا ويأتون بأموال تعينهم على مشاق الحياة التي يواجهونها في دولتهم مصر. يذكر أن أهالي قرية السوبي قد أكدوا أن أبنائهم المحتجزين هم كل من: نبيل حفظي سيد، عمره 45 سنة، فلاح، متزوج ولديه 4 أولاد، وليد فرحات سوبي، 24سنة، حاصل علي دبلوم، متزوج ولديه 3 أولاد، هم، يس وفرحات توأم وعمرهما عام ونصف، وحبيبة 3سنوات، وخلف ناجح شتيوي، عمره 36سنة- متزوج، ولديه 4 أبناء، هم، كريم 16سنة، ومحمد 13سنة، ياسمين 7سنوات، وعبد الرحمن، عام ونصف، ونجاح وليد توني، وعمره 25سنة، حاصل علي دبلوم، متزوج ولديه ولد واحد يدعى يوسف ويبلغ من العمر عام، محروس جمعة بركات، عمره 20سنة، غير متزوج، وحاصل علي دبلوم صنايع ، ولديه 8 أشقاء ورامي رضا توني، عمره 26سنة، متزوج، وله بنت اسمها حبيبه، عمرها عامين، ومحمد أحمد سيف، 26سنة حاصل علي دبلوم، متزوج ولديه بنت تسمي ملك، عمرها عام واحد، وله 4 أشقاء ولدان وبنتان. من جانبه قال عضو مجلس النواب عن دائرة سمالوط، المهندس مجدي ملك، إن هناك جهود مبذولة من الخارجية المصرية لعودة العمال الثمانية، وأن المعلومات المؤكدة لدى الخارجية ، هي أن جميع العمال محتجزون لدى السلطات الليبية. وأشار " ملك " إلى أنه لا توجد معلومات مؤكدة عن سبب احتجاز العمال حتى الآن، وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة من جهود مستمرة لدى الخارجية لعودة المحتجزين. وكان محافظ المنيا اللواء طارق نصر، قام بزيارة أهالي المحتجزين منذ شهرين تقريبا، وقال إن الدولة بكافة أجهزتها لا تألوا جهداً في إعادة أبنائهم لأرض الوطن بأمان وسلام، مؤكدا أن رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية يتابعان الموقف عن كثب ، لافتاً إلى أن نجاح الأجهزة المصرية في إستعادة أبنائنا المصريين المختفين بليبيا سابقاً يعطينا الأمل في إستعادة هؤلاء، مطالبا الجميع بالتكاتف والوحدة لعبور هذه الأزمة.