بدأ جمال المراكبى نائب رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية شهادته حول محاولته للصلح بين جماعة الإخوان والمجلس العسكرى قبل فض اعتصام رابعة العدوية بتبرئة مجلس شورى العلماء الذى كان عضوًا به موضحًا أن مهمة المجلس كانت توجيه النصح لكل التيارات وليس دعم جماعة الإخوان أو أي حزب سياسى موجود على الساحة . ومن المعروف عن "المراكبى" قدرته على السرد ودقته فى حفظ التواريخ لذلك تركه الشيخ محمد حسان لسرد كواليس المشاورات واللقاءات التى دارت بين جماعة الإخوان والمجلس العسكرى. واستطرد عضو شورى العلماء أثناء شهادته ليوضح بدقة أطراف المصالحة وتفاصيل اللقاء بكل ظروفه وملابساته قائلًا: "جلسنا مع الكثير من كل التيارات والأطياف، ثم حدثت بعد ذلك المناوشات بين التيارات المتصارعة فى الشارع المصرى وما قتل من الشباب عند نادى الحرس الجمهورى، عندها تساءلنا ماذا نصنع لنحقن الدماء الحرام؟ ماذا نصنع لنحمى أبنائنا وشبابنا من أن تسيل نقطة دم بغير حق؟". وتابع: تواصلنا نحن المشايخ وكان المبادر هو الشيخ محمد حسان بارك الله فيه كان فى العمرة واتصل وقال "أنا لا أستطيع أن أصلى، ولا أن أقرأ القرآن لابد أن ندلى بدلونا للسعى فى الصلح بين المختلفين وبين المتخاصمين، وبالفعل جاء الشيخ من العمرة فى العشر الأواخر من رمضان وجلسنا يوم 21 رمضان أو توافقنا يوم 21 رمضان على أن نجلس أولاً مع الممثلين لجماعة الإخوان وتيار تحالف دعم الشرعية، ونسمع من إخواننا، ماذا تريدون؟ وما هو المتاح؟ وما هو المأمول؟ وما هو الذى نستطيع أن نفعله فى هذه الأزمة؟". وأضاف "بالفعل جلسنا مع إخواننا وأنا أذكر نفسى بالتواريخ يوم الثلاثاء 22 رمضان قبل فض رابعة بفترة طويلة وحرصنا على أن نجلس معهم خارج رابعة وقلنا لهم: جهزوا لنا مكانا، ومجموعة ليست من الإخوان فقط بل من تحالف دعم الشرعية بالفعل جهزوا لنا شقة واجتمعنا، وكان معنا الدكتور عبد الله شاكر والشيخ محمد حسان وأخونا محمود حسان والدكتور محمد عبد السلام، وتحديداً التقينا بشخصيات آخرين أمثال الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان والدكتور عطية عدلان رئيس حزب الإصلاح ، والدكتور صلاح سلطان القيادى بالجماعة الذى جاء فى أثناء الجلسة بعد قرابة نصف ساعة ودخل والدكتور صفوت عبد الغنى، والمهندس أيمن عبد الغنى والمهندس إيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة وهذه الجلسة استمرت تقريباً من الساعة الواحدة والنصف ظهراً إلى قرابة المغرب وكانت جلسة مطولة وتكلمنا معهم عن رؤيتهم للأحداث فأنتم تمارسون السياسة ونحن نريد المناصحة ما هى رؤيتكم وتوقعاتكم للأحداث؟ وماذا تريدون؟ فقالوا: "إن كنتم تريدون أن تنصروا القضية فتعالوا اجلسوا معنا فى رابعة، قلنا: نحن أتينا برؤية إصلاحية ليست رؤية حزبية ما جئنا لنتحزب أو نحكم على أحد إنما جئنا لنحقن الدم المسلم ودم المصرى بصفة عامة". وتابع "بدأ الحوار والتجاذب فى الحوار حتى لما دخل الدكتور صلاح سلطان قالها بكل وضوح وصراحة "عاوزين تنصروا القضية تأتوا لتجلسوا معنا فى رابعة" رد عليه الشيخ محمد حسان بشىء من الانفعال أن كنت أعلم أن نصرة دين الله فى رابعة أو على المنصة لسبقتك إليها، ولكن نحن جئنا نسمع منكم ونقبل منكم وتخيلوا حواراً استمر قرابة الخمس ساعات انتهينا فيه أنهم أعلنوا عن الأزمة التى يعيشونها أنهم مهددون ولا يستطيعون الرجوع إلى بيوتهم ونحن الآن نأوى إلى رابعة ونعتصم بها لأننا نخشى من عمليات القمع العشوائى على الناس ونحن نريد تخفيف الاحتقان الإعلامى". وتابع المراكبى فى شهادته قائلًا "توجهنا لمقابلة المجلس العسكرى بعد إفطار يوم 24 رمضان عام 2013 و كان معنا فى هذه المقابلة الشيخ محمد حسان والدكتور عبد الله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية والدكتور محمد مختار المهدى رئيس الجمعية الشرعية ، والدكتور محمد عبد السلام، الدكتور محمد حسن عضو مجمع البحوث والداعية محمود حسان، وجلسنا فى هذا اللقاء مع الفريق أول عبد الفتاح السيسى وتكلمنا معه وامتنعنا عن الطعام الذى أمامنا فى هذا اللقاء من أجل أن نخرج ما فى جعبتنا، وخوّفنا الرجل بالله وقلنا له إن الدماء إذا سالت ستدفع الأمة ثمناً غاليا، ونحن نخشى عليكم وعلى أبنائنا وعلى مصر أن تنزلق فى مثل هذه الهوة، والحقيقة أن الناس سمعوا منا وكان هذا الكلام بعضه شديداً وعنيفا لكنه كان تخويفاً بالله عز وجل وتحذيراً مما كنا نراه أمامنا من صور الدماء التى كانت تسيل وامتد اللقاء قرابة الثلاث ساعات فى هذا اللقاء بعد جهد، كانت الموافقة من الفريق أول عبد الفتاح السيسى حينها على مطالبنا وكان رده عدم فض الاعتصام بالقوة ولو جلسوا سنة "بس بشرط يا مشايخ إحنا لنا شروط مش معقول نقفل الطرق المؤدية إلى مطار القاهرة كل يوم والطرق الأخرى فيبتعدوا عن الطرق الحيوية فى مصر: فقلنا له: نحن نضمن لك هذا مقابل ألا يُفض الاعتصام بالقوة ابداً فنحن نريد أن نفتح مجالاً للتفاوض، الأمر الثانى: طالبنا بالإفراج عن المعتقلين بما فيهم الرئيس مرسى فى هذا التوقيت وكان رد الفريق عبد الفتاح السيسى أن هذه المسائل بين يدى القضاء ورد الشيخ محمد حسان أن الأمر القانونى واضح ولن نتدخل فيه نحن نتكلم عن الاعتقالات والقبض الذى رآه الجميع بأنه عشوائى، وقال له معقول الدكتور سعد الكتاتنى المحترم العاقل الدكتور الجامعى رئيس مجلس الشعب السابق مقبوض عليه وتهمته سطو على شقة هل هذا معقول؟! لو كان هذا الرجل العاقل الدكتور سعد الكتاتنى حاضراً الآن لكان له دور فى هذه الأزمة بدلاً من المتهورين والمتحمسين، فرد الفريق أول عبد الفتاح السيسى أن هذا الأمر سينُظر فيه ويتم حتى نحقق ما اتفقنا عليه من فتح الطرق وغيرها.. الأمر الثالث: بعد الإفراج عن المعتقلين وعدم فض الاعتصام بالقوة أن يحدث الجلوس على مائدة التفاوض". وتابع "أشهد أنه قال يجلسون على مائدة التفاوض باعتبار أنهم أكبر حزب سياسى فى مصر وهذا الكلام أقوله للمرة الأولى علناً وخرجنا من عنده مستبشرين مسرورين بهذا اللقاء شعرنا بعدم فض الاعتصام وشعرنا بأنه سيحدث مائدة للتفاوض لحل الأزمة فرحنا أيضاً بأنه سيخرج المعتقلون". وأضاف "المراكبي": "بعد هذا التفاوض وبعدها ذهبنا للإخوان فى اللقاء الثالث فى يوم السبت الموافق 26 رمضان ولكن للأسف لم أحضر هذا اللقاء بسبب استقبال المعزين فى وفاة أختى، ولكن علمت بعد ذلك من إخوانى المشايخ بما حدث، حيث ذهب الشيخ حسان والدكتور عبد الله شاكر والدكتور محمد عبد السلام والأخ محمود حسان واندهش الجميع من الرد بعد هذا اللقاء المبشر بالخير مع المجلس العسكرى بأن تحالف دعم الشرعية والإخوان قالوا للمشايخ شكرا يا مشايخ واعتذروا عن ممارسة هذا الجهد وهذا السعى بالرغم من ضياع ليالى العشر الأواخر من رمضان لكننا كنا نعلم أن سعينا للمصالحة أعظم عند الله عز وجل من قيام ليلة القدر ومن صدمتنا أننا لم نرد على أحد وكأنها غصة ابتلعناها، وقبلها أخذ الشيخ حسان رأينا هل يظل الأمر سراً أم نعلنه على الملأ؟ فكان رأينا بالاتفاق وبالإجماع أن الشيخ حسان يتكلم فى مسجد الحصرى فى الفجر، وأنه يبشر الناس بهذه اللقاءات التى حدثت، وكان الناس يكبرون بعد سماع هذه الأخبار المبشرة بالخير وبعد أن تكلم الشيخ حسان فى المسجد وهمهم الذين يجلسون فى رابعة وصعد الذين يتكلمون على المنصة ونفوا أنهم أرسلوا المشايخ ونفوا أنهم اتفقوا مع المشايخ على شىء، وأن هذه خطوة من المشايخ اتخذوها من قبل أنفسهم بدون ترتيب مع أحد ووقتها قلت إن هذا بسبب ضغوط الشباب عليهم ودعوت لهم أن يغفر الله لنا ولهم، فجلسنا فى بيوتنا حتى تم الفض، ولما تم الفض أذكر أننى كنت فى أسى شديد وكنت اتقطع من داخلى وعلمت أن الشيخ حسان نزل من أجل حقن الدماء وحماية الشباب بصدره ومُنع من الوصول إلى رابعة، وتم ضرب قنابل الغاز المسيلة للدموع عليه فى ميدان مصطفى محمود ونقل إلى المستشفى وكل هذا مسجل صوت وصورة على مواقع التواصل الاجتماعى ". والمتابع لمواقف "المراكبى " من الجماعة منذ البداية يرى أنه كان مؤيداً لوجودها في السلطة ولكنه بدأ ينتقد "مرسى" وجماعته بعد استحواذهم على المشهد السياسى وبدأ يتحدث عن ضرورة وجود حكومة ائتلافية ورفض سياسة الجماعة وقياداتها فى الاستحواذ وكانت سياسته فى التعامل مع الإخوان متسقة مع مجلس شورى العلماء ولم يحد عنها . والمعروف عن المراكبى أيضًا أنه حينما يتحدث فى الحق تميل كلماته للحدة بعض الشيء فاحتد على الجماعة قائلًا :" "تكلمنا لنرد على هؤلاء السفهاء الأفاقين الذين يزعمون زوراً وبهتاناً أننا كنّا وراء فض الاعتصام، أو أننا زينَّا عملية الفض وزعموا ذلك على لسان أحد الذين ماتوا رحمهم الله ممن كان معنا في هذا السعي المبارك وهو الشيخ محمد مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية ".