مع مرور الذكرى الثالثة لفض اعتصام مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة لا تزال علاقة كاترين آشتون الممثل الأعلى للشئون السياسية والأمنية في الاتحاد الأوربي بجماعة الإخوان الإرهابية مثار تساؤلات عديدة خاصة أنها نصحتهم بعدم فض الاعتصام والاستمرار فيه كما أنها لم تدخر جهداً إلا وبذلته لمحاولة إعادتهم إلى الحكم مرة أخرى. وقد جاءت اعترافات شيوخ السلفية حول كواليس فض الاعتصام لتفضح الدور القذر الذى قامت به "آشتون" حيث أكدوا أن الشمطاء الأوروبية حرضت الإخوان على قتال الجيش والبقاء فى الميادين بل واغتيال عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها حتى لا يغادرون سدة الحكم. وقد أكد الشيخ محمد حسان أنَّ جماعة الإخوان رفضت ما توصل إليه خلال مفاوضاته مع "السيسي" في ذلك الوقت والتى كانت تضمن عدم فض الاعتصام بالقوة، وأرجع "حسان" سبب الرفض إلى وعود "آشتون" للإخوان بعودتهم إلى الحكم. وفى هذا السياق حاولت كاترين آشتون، حل الأزمة التي واجهتها جماعة الإخوان الإرهابية خلال اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وذلك من خلال مطالبتها بالخروج الآمن للإخوان، ووقف جميع الملاحقات القضائية بحق أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والإفراج عن المعتقلين منهم وفي مقدمتهم "مرسي" نفسه. وبعد قرارات الثالث من يوليو عام 2013 سعت "آشتون" للحصول على تعهد السلطة المصرية بضمان استمرار تيار الإخوان ممثلًا في حزبه "الحرية والعدالة" في الحياة السياسية بشكل قانوني والسماح له بخوض الانتخابات، مقابل تعهد الإخوان بوقف أنشطتهم الاحتجاجية، وقابلت "مرسى" في محبسه حيث طالب بعودته رئيسًا للجمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة، معللًا بأنَّ ما حدث مناقض للشرعية الدستورية، وأنه منتخب وأنه أدى القسم. وقد استغل حسن البرنس، القيادي الإخواني، زيارة "آشتون" للرئيس المعزول في ذلك الوقت، ليؤكد أنَّ تلك الزيارة تعتبر اعترافاً ضمنياً باستمرار شرعية "مرسي" وأن ميزان القوة يميل لصالح أنصاره. بعد 30 يونيو عقدت "كاترين" لقاءات مع الرئيس السابق عدلي منصور ونائبه للعلاقات الخارجية محمد البرادعي ورئيس الوزراء حينذاك حازم الببلاوي، ولم تبتعد عن الاجتماع مع قياديين في الإخوان هما محمد علي بشر وعمرو دراج، خاصة في ظل وساطة قادها الاتحاد الأوروبي بين "مرسي" ومعارضيه. كررت كاترين آشتون أكثر من مرة مطالبتها قيادة الجيش بضرورة احتواء جماعة الإخوان الإرهابية في العملية السياسية، علاوة على دعوتها للإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي. لم تتوقف كاترين آشتون، عند محاولات التواصل الدائم مع الإخوان فقط، بل كانت تسعى لمقابلة حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، قبل انتخابات رئاسة الجمهورية السابقة. ولدت كاترين آشتون، في لانكاشير في ويجان في مدينة مانشستر فى انجلترا يوم 20 مارس 1956وبدأت حياتها في أسرة من الطبقة العاملة والتحقت بمدرسة أوبلاند غرامر ثم كلية التعدين والتقنية في ويجان وحصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع في عام 1977 من كلية بيدفورد، لندن، وكانت أول شخص في عائلتها التحق بجامعة.