اعترفت فرنسا، امس بوجود قوات لها في ليبيا بعد مقتل 3 جنود لها في حادثة سقوط مروحية. وجاء بيان وزارة الدفاع الفرنسية وكذلك تصريح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بخصوص هذه الحادثة خاليا من أي تفاصيل بخصوص مكان سقوط هذه المروحية ومع أي طرف من أطراف الصراع تتعاون في ليبيا. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "ليبيا تعاني من عدم استقرار خطير، وهي تقع على بعد بضع مئات من الكيلومترات من القارة الأوروبية. نحن نقوم بعمليات استخباراتية محفوفة بالمخاطر فقد خلالها 3 من جنودنا حياتهم في حادث مروحية". ورغم أن تصريح هولاند لم يحمل اعترافا واضحا بوجود قوات فرنسية تقاتل إلى جانب أي طرف واقتصر فقط على الكشف عن القيام بعمليات استخباراتية، إلا أن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية أكد، وجود قوات خاصة لبلاده في ليبيا، وذلك على خلفية أنباء تحدثت عن مقتل عدد من هذه القوات الأحد الماضي. ونقلت وسائل إعلام فرنسية، الثلاثاء، أنباء مفادها قيام ميليشيا مسلحة بإسقاط مروحية في منطقة المقرون شرق ليبيا كان على متنها جنود تابعون للقوات الخاصة الفرنسية ولم يستبعد مراقبون أن يكون المقصود بهذه الميليشيا ما يعرف ب"سرايا الدفاع عن بنغازي" التي اتهمت الأربعاء عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فرنسا بقيادة غرفة عمليات أجنبية. ويخوض الجيش الليبي منذ يونيو الماضي حربا ضد ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي والتي تشكلت مطلع نفس الشهر وتتخذ من مدينة الجفرة جنوب البلاد معقلا لها. أما تصريحات المسؤولين في الجيش الليبي بخصوص حادثة مقتل الجنود الفرنسيين، فجاءت متضاربة، ففي حين نفى آمر غرفة العمليات العسكرية في بنغازي العميد عبدالسلام الحاسي مقتل أي جندي، مؤكدا عدم وجود قوات أجنبية تقاتل شرق البلاد، فإن مصدرا في القوات الخاصة "الصاعقة" قال إن الجنود الذين لقوا حتفهم هم مستشارون عسكريون وكانوا في مهمّة استطلاعية. وتصاعد الحديث في الفترة الأخيرة عن وجود قوات أجنبية من جنسيات مختلفة في ليبيا تدعم أطراف النزاع هناك في حربها على الإرهاب. وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد نشرت تقريرا في فبراير الماضي، أكدت فيه وجود قوات فرنسية تقاتل إلى جانب الجيش الليبي. وكشف التقرير عن نوع هذه القوات وقال إنها مشكلة من عناصر استخبارات وخبراء عسكريين وظيفتهم توجيه قوات الجيش الليبي على الأرض. ومؤخرا نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا أكد فيه وجود قوات بريطانية وفرنسية وأميركية وإيطالية في قاعدة بنينا بمدينة بنغازي لمساندة قوات الجيش والتنسيق ضد تنظيم داعش الإرهابي. وأكد أن القوات الغربية الموجودة في ليبيا لا تقوم فقط بمهام المراقبة والاستطلاع، لكنها تشارك في تنسيق وتنفيذ الضربات الجوية إلى جانب قوات الجنرال خليفة حفتر لمساعدته في السيطرة على شرق ليبيا.