كان الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عضوا في الهيئة التأسيسية للجماعة وعضوا في مكتب الإرشاد أيام حسن الهضيبي، وأثنى على حسن البنا مؤسس الإخوان ثناء كثيرا، كما انتقد ما تعرضت له الجماعة من تعسف وظلم، وأما عن فكر الجماعة ومنهجها ودخولها في السياسة فقد رأى أنها انحرفت عن المنهج السليم، وأن سياسة الخوارج تجددت على أيدي شبابها. ويعد الفصل الذي كتبه عن السمع والطاعة عند جماعة الإخوان في كتابه: (من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث) من أهم ما كتبه، حيث تناول أثر الطاعة العمياء والانقياد التام من شباب جماعة الإخوان لقيادات مكتب الإرشاد ومسئولي التنظيم.. ننقل هنا بعض كلامه حيث يقول: (عز علي أن تتجدد سياسة الخوارج مرة أخرى، وأن يُلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة، فيلعن أهل الإيمان ويترك أهل الطغيان, وبم أن القائد وبطانته لهم حق السمع والطاعة، بيد أن تعليم هذا الجنون كان أسلوب تربية وتجميع عند بعض الناس!! أي إسلام هذا؟ ومَنْ من علماء الأولين والآخرين أفتى بهذا اللغو؟ وكيف تلبسون الدين هذا الزي المنكر؟ وهيهات.. فقد تغلغل هذا الضلال في نفوس الناشئة حتى سأل بعضهم: هل يظن المسلم نفسه مسلما بعدما خرج من صفوف الجماعة؟ إنه يؤسفني أن أقول: إنني كنت إذا صارحت بأن للإخوان أخطاء وجدت العيون تحمر، والوجوه تثبت، وكأني كفرت، إنها عصبية عمياء.. إنه لا حرج أبدأ من اختلاف وجهات النظر، لكن لا يجوز لصاحب رأي ما أن يحسب نفسه المتحدث الرسمي باسم الله ورسوله، وأن من عداه خارجون عن الإسلام، بعيدون عن الحق.. قد تستطيع عصابة من الناس أن تخطف (حكما) بالاغتيال والنسف أو بالاحتيال والعسف، بيد أن نسبة هذا الحكم لله حمق كبير... من حق العقلاء أن يمقتوا الدين، وينبذوا تعاليمه يوم يكون الدين مرادفا لجمود الفكر، وقسوة الطبع، وبلادة العاطفة، ويوم يكون استيلاؤه على زمام الحياة عودة بها إلى الوراء وتغييرا لفطرة الله...إنه يومئذ لن يكون دينا من عند الله، بل أهواء من عند الناس، ولن يكون السير عليه تقوى ومثوبة، بل معصية وعقوبة). الشيخ الشعراوي: اكتشفت أن قضية الإخوان مطامع سياسية وليست دعوة