تسعى إيران إلى مكافأة المقاتلين الذين ترسلهم إلى مناطق التوتر في سوريا عبر إعطائهم جنسيتها، وذلك إثر إقرار البرلمان الإيراني قانونا يمكّن السلطات من إعطاء الجنسية الإيرانية لطالبيها ممن تتوفر فيهم شروط معينة خلال سنة عند تقديم الطلب. المقاتلون الذين يصفهم البعض بأشباه المرتزقة الذين جاءت بهم الولاياتالمتحدة أثناء غزو العراق ينتمي جلهم إلى المناطق الفقيرة في جبال أفغانستان وباكستان من الذين جاؤوا إلى إيران لأسباب مختلفة أهمها طلب اللجوء هربًا من الحرب الدائرة في أفغانستان أو بعد أن تورطت بعض العناصر الباكستانية في ترويج المخدرات داخل إيران، ولم يذكر التقرير الذي نشرته وكالة الصحافة الفرنسية أرقاما حول عدد المقاتلين غير الإيرانيين في الجبهات السورية لكنه أكد أن القانون يشمل في ذات الحين متطوعين عراقيين وسوريين من ذوي التوجه الطائفي الموالي لإيران وذلك أثناء الحرب العراقية التي قادها الرئيس الراحل صدام حسين ضد إيران في ثمانينات القرن الماضي. وتستغل السلطات الإيرانية وجود عدد كبير من المهاجرين في أراضيها لتقحمهم في جبهات القتال التي تتدخل فيها بشكل مباشر عبر "مستشاريها العسكريين من الحرس الثوري" كما تقول الأجهزة الرسمية الإيرانية ذاتها، ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين افغاني في إيران، بينهم مليون بصفة مهاجرين شرعيين. وتقول طهران إن المجندين الأفغان في لواء الفاطميين تطوعوا دفاعا عن الأضرحة المقدسة لدى الشيعة في سورياوالعراق ضد المتطرفين السنة مثل تنظيم الدولة الاسلامية. وتنفي الجمهورية الإسلامية نشر أي جنود على الأرض وتصرّ على أن القادة العسكريين والجنرالات التابعين لها في سورياوالعراق يعملون بصفة مستشارين عسكريين، في حين أن هؤلاء القادة يباشرون قيادة العمليات الميدانية مباشرة. وتنشر وسائل الإعلام الإيرانية بانتظام تقارير عن مقتل متطوعين أفغان وباكستانيين في سورياوالعراق تدفن جثثهم في إيران. ويقول تقرير لمجلة ناشيونال إنترست الأميركية إن لواء الفاطميين الذي شكلته المخابرات الإيرانية يتألف من المقاتلين الأفغان الذين يحاربون في صفوف نظام الأسد تحت رعاية حزب الله أفغانستان، ويُقدر عددهم ما بين 10 و 20 ألف مقاتل، أو ما بين 10 و 12 ألفًا، مؤكداً أن الأفغان دفعوا ثمناً باهظا في القتال، إذ يُعتقد أن 700 أفغاني لقوا مصرعهم في القتال حول حلب ودرعا فحسب. وتقترب أرقام المتتبعين لعدد جنازات الأفغان من الرواية الرسمية للنظام التي تشير إلى نحو 100 قتيل، لأن جثث المقاتلين الأفغان غالباً ما تكون غير قابلة للاسترداد، وتُترك بكل بساطة لتتعفن إذا كانت في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون. وأوضح التقرير أنه على الرغم من استحالة تقدير عدد الباكستانيين الذين يقاتلون في سوريا تحت راية حزب الله، فإن هناك شيئا واحدا واضحا، وهو أن هذا العدد آخذ في الارتفاع.