لا زال الصراع مستمرا بين الشقراء والخطير والمخيف فى الانتخابات الامريكية حيث علق الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، على المرشحين المتصدرين في الانتخابات الأمريكية، بأنه لكل منهم عيوبه لكنه وصف تيد كروز بالمخيف ودونالد ترامب بالخطير أما هيلاري كلينتون فهي أفضل الخيارات المتاحة. وقال الكاتب في مقاله بصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن الملياردير والمرشح الجمهوري دونالد ترامب معجبٌ حدّ التودد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يمدحه بوصفه "قائدا قويا" كما أن ترامب يرى ضرورة مراجعة الاتفاق النووي الإيراني وإعادة التفاوض عليه. أما تيد كروز السيناتور الجمهوري لولاية تكساس فهو على نحو آخر سيصعد الحرب الباردة مع روسيا ولا يخفى رفضه للاتفاق النووي مع إيران متعهدا بتمزيقه في اليوم الأول له في الرئاسة. وكلا المرشحين الجمهوريين يدعمان إسرائيل ولكن بينما يقول دونالد ترامب أنه سيحاول التوصل لسلام بين الجانبين فإن تيد كروز يبدو غير مهتم بأي محادثات على الإطلاق ويميل إلى دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى النهاية". أما في الشأن السوري والحرب على "داعش" فيتفق ترامب وكروز على تشديد القصف الجوي لمعاقل "داعش"، وكذلك يرى كلا منهما أنه ليس من يصل لحكم سوريا في النهاية طالما ليس "داعش" يقول كروز "ليس لنا ناقة ولا جمل في تلك الحرب"، فيما يقول ترامب إنه سيدَع بوتين يرتب الأمور في هذا الصدد. ويرى الكاتب أن تقدم ترامب وكروز على غيرهما من المرشحين الجمهوريين كان انعكاسا لمزاج عام بين الناخبين الجمهوريين يرون أنه لا ضرورة للتدخل الأمريكي الخارجي والأفضل بالنسبة لهم الانكفاء على الشأن الداخلي فقط فترامب يرى حرب العراق خطأ جسيما كما يرى أن على كل من ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان وغيرهم بزيادة دفع الأموال إلى أمريكا مقابل الحماية العسكرية وهي خطوة كفيلة بتوتير العلاقات مع هؤلاء الحلفاء التقليديين برأي الكاتب، هذا إضافة إلى إعلان ترامب عن رغبته في إجبار المكسيك على الدفع لبناء حائط على الحدود، على أنه لم يوضح أبدا كيف سيتم ذلك. أما كروز، فهو وإنْ وصف اجتياح العراق بأنه خطأ، فإنه لم يتهم بوش بالكذب، وإنما اتهم المحافظين الجدد من الجمهوريين ممن دعموا حرب العراق بأنهم قاموا بتدخل عسكري أعمى "لا يميز". وبهذا يقع الناخب الجمهوري المؤيد لسياسة التعاون الدولي في حيرة اختيار بين المرشحين المؤيدين لسياسة الانعزال ولكن يبقى الخيار الأقل سوءا هنا هو تيد كروز إذ يشير الكاتب لرأي روبرت كاجان، الذي يؤرخ للدبلوماسية الأمريكية، قائلا أن اختيار كروز أفضل من اختيار ترامب، قائلا "ترامب يمثل ارتدادا إلى وجهة النظر التي سادت في حقبة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، والتي كانت ترى أن العالم يمكن أن يذهب إلى الجحيم دون الشعور بأي مشكلة، ولو أن أدولف هتلر كان موجودا حاليا ويعيث فسادا وتدميرا في أوروبا، لكان ترامب سيقول عنه. كما قال كثيرون في زمنه- إنه "هتلر شخص يمكننا إبرام الصفقات معه"، وإذا ما كان الخيار بين ترامب من جهة والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون من جهة أخرى، فإن روبرت كاجان، الذي عمل أيضا في إدارة ريجان، يقول إنه سيصوت في تلك الحال لصالح هيلاري كلينتون.