أطفال برؤوس صغير وأدمغة أكثر ضعفا من الطبيعي .. هذه بعض أعراض مرض جديد قديم يسببه فيروس اسمه "زيكا" الذى تم اكتشافه عام 1947 لكنه عاد للانتشار في أمريكا اللاتينية وبدأ يدق أبواب قارات أخري في أوربا وإفريقيا ومنها إلي قارات أخري. عدة ملايين من البشر مهددون بالإصابة بهذا الفيروس الذى تسببه حشرة ضئيلة جدا يبدو أنها أعلنت الحرب علي العالم كله بدءا من البرازيل التي أعلنت رئيستها ديلما روسيف ضرورة تضافر جهود العالم لدعم البرازيل لمحاصرة المرض منعا من تفشيه بين شعوبها ومن ثم انتشاره لكافة دول العالم، وينتشر الفيروس مثل النار في الهشيم ووصفته منظمة الصحة العالمية بأنه الأسرع انتشارا في العشرون عاما الأخيرة، وقد بدأ الفيروس في الظهور في أوغندا ثم انتقل لباكستان وماليزيا واندونيسيا بين عامي 77 و78 وظل الفيروس متواجدا في إفريقيا وآسيا حتي عام 2007 إلي أن انتقل مع بداية العام الحالي إلي البرازيل وكولومبيا ليسجل أعلي معدلات إصابة هناك، لينتقل بعدها إلي العديد من دول أمريكا اللاتينية مثل بنما والإكوادور والمكسيك، لكن النصيب الأكبر من الإصابة تم رصده في البرازيل التي ابتليت بمواليد مصابون بصغر أحجام رؤؤسهم وضعف قدرات المخ بما دفع جهات الترصد ب"ريو دي جانيرو" للإعلان عن وصول الحالات المصابة إلي قرابة 4 آلاف حالة. وأوضح الدكتور عمرو حسن استشاري أمراض النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني إن فيروس زيكا لم يحصل علي اهتمام عالمي حيث كان تم تشخيصه في في 1947 في أوغندا ولكن عند ظهوره مرة أخري في نيجريا عام 1954وسط البشر لم يكن هناك اهتمام به لأنه لا يقتل البشر وأعراضه تشبه أعراض الأنفلونزا والحمي والبرد إلي أن ظهرت موجه في المحيط الهادئ في 2007 ثم تبعها حالات ظهرت في فرنسا، موضحا أن أحداث كأس العالم التي ستنظمها البرازيل في أغسطس القادم هي ما استدعت التركيز الإعلامي علي معدل الإصابات وانتشار الفيروس بين أهالي "ريودي جانيرو"، بما يثير مخاوف انتقال الفيروس بين المسافرين من وإلي البرازيل، وقال إن المشكلة أنه تم اكتشاف إصابة الأطفال بحالات ميكروكيفالي وهو فيروس يصيب الأم أثناء الحمل يؤدي لوقف نمو جمجمة الدماغ بما يسبب نقص في معدل نمو عقل ودماغ الطفل وقد ينتج عن الإصابة بهذا الفيروس وفاة للطفل بعد الولادة مباشرة أو أن يعيش الطفل لكن بمشكلة في مستوي ومعدل النمو العقلي، لافتا إلي أن أعراض "زيكا" تشبه أعراض البرد مثل التكسير في العظام أو رشح أو سخونة وقد يظهر علي شكل التهاب في العين أو طفح جلدي وهذا ما يستدعي سرعة توجه أي مصاب بأي من هذه الأعراض لإجراء فحص لمعرفة مدي إصابته بالمرض، مشيرا إلي أن أكثر الفئات عرضة للمرض هم من يعانون من ضعف المناعة ومن هؤلاء أولئك الذين يتعاطون أدوية تخفض مستوي المناعة أو الكبار في السن أو الحوامل إضافة إلي أن تأثير الفيروس علي الأجنة أصاب العالم كله بالرعب من الإصابة به، الأمر الذى دعا البرازيل إلي الدعوة لإيقاف الحمل بين نساءها إلي حين الإعلان عن السيطرة بشكل كامل علي المرض لمنع إصابة الأجنة بالأمراض العقلية، موضحا أن الناموسة هي أول كائن يتسبب في قتل الإنسان وفقا لأحد الأبحاث العالمية لأن الناموسة تنقل أمراضا عديدة ومنها فيروس زيكا الذى قد لا يتسبب في وفاة المصاب به إلا أن إصابته للأجنة بضعف نمو العقل وقد يكون قاتل للأجنة أو يسبب تشوهات لا يستطيع الطب حلها جعلته محط الأنظار، مؤكدا أن البعوضة كائن موجود في العالم كله ونظرا لتقارب وسائل الانتقال بين الدول والقارات يمكن لشخص مصاب أن ينقل الفيروس بين دول عديدة وهذا ما يثير الخوف، ناصحا بضرورة اتخاذ احتياطات في المطارات والموانئ لكل القادمين من الدول المصابة بالمرض خاصة البرازيل للتأكد من عدم حملهم للمرض وأيضا يجب نشر التوعية لكل من يسافر للأراضي والدول المنتشر بها المرض أن يتبعوا إجراءات لحمايتهم من المرض ومن الأفضل للسيدة الحامل أن لا تسافر إلي الدول المنتشر بها المرض ، فضلا عن تجنب التواجد في أماكن منتشر بها البعوض خاصة مع قدوم فصل الصيف مؤكدا أهمية الحفاظ علي النظافة وتجنب الأماكن المنتشر بها القمامة أو المياه الراكدة التي تؤدي لتجمع البعوض بما يمكن الدولة من السيطرة علي المرض، كما نصح الدكتور عمرو حسن بضرورة زيادة قوة الجهاز المناعي الجسم وتناول الطعام الصحي والنوم عدد الساعات الكافية، مؤكدا أن الفيروس لم ينتشر بمصر حتي الآن، كما لم يسجل المرض بإحدي البلاد العربية، ولكن المرض إفريقي ويمكن انتقاله، وقال إن منظمة لصحة لو لم تتصدي له قد يتحول لوباء، لافتا إلي أن المنظمة تعلمت من درس فيروس الايبولا وأن الإهمال في وجوده في دولة معينة تسبب في انتشاره بالعالم أجمع، لافتا إلي أن الإجراءات الوقائية تتمثل في التوعية الصحية بضرورة تجنب الأماكن المنتشر بها البعوض خاصة وأن التشخيص المبكر بالإصابة يحمي الآلاف من الإصابة لذا يجب علي الشخص المصاب أن يمكث في منزله حتي يشفي لأن الشخص يظل حامل للفيروس لمدة 10 أيام وخلال هذه الأيام لو انتقلت بعوضة لدغت الشخص المصاب إلي شخص سليم سينتقل له المرض فورا موضحا وجوب عزل المصاب في أماكن بعيد عنها البعوض بما يمكننا من محاصرة المرض مؤكدا أهمية التوعية الصحية القواعد السليمة للحياة تحمي من أمراض البعوض. وأكدت الصحة العالمية أن الإصابة بفيروس زيكا للبشر تأتي عن طريق اللدغ من البعوضة الحاملة للعدوى، وهو نفس نوع البعوض الذي ينشر حمى الضنك والحمى الصفراء مؤكدة أن أعراضه تظهر بعد بضعة أيام من لدغ الشخص من البعوضة الحاملة للعدوى حيث تظهر الحمى والطفح الجلدي بصورة خفيفة على معظم المصابين بمرض فيروس زيكا، وقد يصاب آخرون بالتهاب الملتحمة بالعين وآلام بالعضلات والمفاصل ويشعرون بالتعب، وعادة ما تنتهي الأعراض في فترة تتراوح بن يومين و7 أيام. وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة والسكان خلو مصر من انتشار فيروس زيكا تعقد منظمة الصحة العالمية اجتماعا موسعا في جنيف مع دول العالم لمعرفة الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها لمنع انتشار الفيروس أو تحوله لوباء عالمي، ومن جانبه قال الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة إن الوزارة تتخذ إجراءات للترصد الحشري حيث تحصل علي عينات من البعوض في مختلف أنحاء مصر لتقوم بتحليلها والتأكد من خلوها من هذا الفيروس فضلا عن وجود رقابة على القادمين من أمريكا اللاتينية وتشديد الإجراءات في المنافذ البرية والجوية.