يعد الملف الخارجي من أكثر الملفات التي نجح فيها السيسي بشكل كبير فقد استطاع خلال العام والنصف المنصرم أن يقنع دول العالم بأن ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعبية وليست انقلابا كما كانوا يعتقدون وشهدت هذه الفترة القليلة من حكمه تقارب مع عدد من الدول على رأسها روسيا ،الأمر الذي أسفر عن تعاون عسكري كبير أعده المحللون أمرا هاما لتحول مصر عن سياسة الاعتماد على أمريكا فقط في تسليح الجيش ولعل هذا الأمر اضطر الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى استئناف المساعدات لمصر بعد أن علقها في أعقاب الثورة كما عمل على الحد على الأقل في العلن من دعم الإخوان ،وعلى الرغم من التقارب مع موسكو إلا أنه أيضا حافظ على العلاقات مع واشنطن وهو أمر يحسب له. وشهدت الفترة الماضية تعاونا كبيرا بين مصر والسعودية والإمارات وأظهرت الدول الثلاث تفاهما في عدد من القضايا الإقليمية كما تعاونوا عسكريا من خلال التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن ،وإن كان بعض الكارهين لهذه العلاقة حاولوا مؤخرا أن يشوهوها لاسيما بعد التقارب السعودي التركي في ظل حكم الملك سلمان لكن قراره بدعم مصر بمنحة نفطية لمدة خمس سنوات وموافقة القاهرة على المشاركة في التحالف الإسلامي الذي دعت له الرياض فضلا عن التحالف العربي كان ردا قاسيا على هؤلاء. ومن المتوقع أن يمارس السيسي سياسة خارجية بناءة وحذرة وإيجابية مع كل من السودان وإثيوبيا، وسينطلق من قناعته بأن مصر أهملت عمقها الإفريقي طويلا، وأن التهديد المترتب على بناء سد النهضة الإثيوبي من أكبر الأخطار على الأمن القومي المصري، ولذلك فإنه سيعمد إلى ترطيب العلاقات، وبناء الثقة، وإيجاد حلول عبر التفاوض، لكنه لن يقف مكتوف الأيدي إذا تحول السد إلى وسيلة للإضرار المباشر والجسيم بالمصلحة الوطنية المصرية. من جانبه أكد السفير محمد عاصم سفير مصر السابق في إسرائيل أن سياسة السيسي الخارجية في الفترة المقبلة سوف تسير في نفس الاتجاه الذي كان يسير فيه في الفترة السابقة لأنه استطاع ان يحقق نجاحات كبيرة وانفتح على العالم كله. وأضاف أن القضية الرئيسية للسيسي في عام 2016 ستكون سد النهضة حيث سيكثف العمل على هذا الملف بشكل كبير ،كما أنه سيحاول أن يتقرب من الدول الأفريقية على قدر ما لديه من أموال لتقديم مساعدات لهم ولكن أثيوبيا ستحظى بالاهتمام الأكبر ويليها دول حوض النيل. وأوضح أن ما أثير حول تراجع العلاقات مع السعودية بسبب تقاربها مع تركيا ليس له أساسا من الصحة ،لافتا إلى أن تقارب الرياض مع أنقرة ليس إلا توجها للملك سلمان لعمل توازن إقليمي بينها وبين إيران ولا يتعلق الأمر بالقاهرة فمصر والسعودية هما العمودان اللذان يقوما عليهما الوطن العربي.وأشار إلى أن ما أثير عن احتمال تراجع الدعم المادي من الإمارات لمصر صحيح لأنه لا يمكن لدولة أن تستمر في دفع أموال باستمرار لاسيما وأن دخل البترول تراجع وهناك حاجة ماسة لأن يتم الإنفاق على الحرب في اليمن ولذلك لا يجب أن يتوقع السيسي المزيد من الدعم المادي ولكن يمكن أن يتوقع الزيادة في الاستثمارات بشكل كبير. وتوقع عاصم ألا يحدث تغير جوهري في العلاقات مع قطر على الرغم من أن وتيرة التصريحات بين الدوحةوقطر قلت كثيرا إضافة إلى مشاركتهما سويا في التحالف العربي ضد الحوثيين وكذلك الأمر مع تركيا فلن يحدث تغير في العلاقات للأفضل إلا في حال تغير النظام التركى الحالي. وقال عاصم :على السيسي أن يستثمر النجاح الذي حققه في مجال السياسة الخارجية خلال الفترة الماضية فانفتاحه على العالم لابد أن يعود بنتائج إيجابية على مصر سواء من ناحية الاقتصاد أو من ناحيها استعادة ثقلها الدولي والإقليمي. وأضاف أن عضوية مصر في مجلس الأمن سوف تضيف لها الكثير على مستوى العلاقات الخارجية فسوف تزيد في الفترة المقبلة الاتصالات من كافة زعماء العالم الذين سيطالبون مساندة مصر لهم في مجلس إدارة المجتمع الدولي.