اختار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يوسى كاهن رئيسًا جديدًا للموساد خلفًا للرئيس الحالى تامير باريدو الذى أمضى 5 سنوات بالجهاز، بعد أن تم مد فترة عمله رئيسا للجهاز لعام واحد ينتهى بداية العام المقبل. تاريخياً كان إسم رئيس الموساد يعتبر من أسرار الدولة التي لا يكشف عنها، لكن الاحوال تغيرت اليوم واصبح التعيين علنياً، لكن هذه المرة يبدو أن الاختيار هو ايضاَ مختلف عن السابق. واثار اعلان بنيامين نتنياهو تعيين رئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين رئيساً للموساد ردود فعل متباينة وسط الاعلام الإسرائيلي. ووفقاً لمعلق صحيفة "هآرتس" بن كسبيت يطلقون في الموساد على كوهين اسم "يوسي الجميل" بسبب اهتمامه بشعره وبدلاته الجديدة واحذيته الايطالية. يوسي كوهين رئيس الموساد الجديد هو اقرب إلى صورة جيمس بوند بوسامته وأناقته وسنه (54 سنة) من الصورة التقليدية لزعماء الموساد السابقين. ينحدر يوسي كوهين من عائلة ذات جذور قديمة في مدنية القدس، كان والده من كبار شخصيات "الإيتسل"، المنظمة العسكرية اليهودية التي تحولت لاحقاً الى الجيش الإسرائيلي. وقد تولى خلال السنوات الماضية عدداً من المناصب المهمة مثل نائب رئيس الموساد وقائد شعبة جمع المعلومات وتشغيل العملاء في الحرب السرية التي شنتها إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني، ورئيس فرع الموساد في أوروبا، وكان قد شغل في الفترة الاخيرة منصب رئيس مجلس الأمن القومي، وهي هيئة مهمتها مناقشة الملفات الأمنية المهمة، ويتقاطع عملها كثيراً مع عمل الموساد. تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية أن "كاهن" البالغ من العمر 54 عاما عمل قبل تكليفه بهذا المنصب كان مستشار رئيس الوزراء لشئون الأمن القومى، وقبلها كان نائبا لرئيس الجهاز . ويعتبر يوسي كوهين من الشخصيات المقربة جداَ من بنيامين نتنياهو، والمعروف عنه ولاؤه الكامل له. وذكرت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن "كاهن" من الشخصيات النادرة التى قضت معظم شبابها كضابط بالجهاز، حيث انضم اليه فى سن صغيرة جدا وخدم فى سلسلة من الوظائف السرية، وأدى الكثير منها بهوية مزيّفة، حيث كان يحمل جوازات سفر مزوّرة. وأضافت الصحيفة أن مظهره الأنيق جعله يلقب ب"عارض الأزياء"، ومن أشهر التدريبات التى تلقاها بالولايات المتحدةالأمريكية تدريبا خاصا بكيفية تدريب العملاء. وسيركز عمل "كاهن" طبقا للإعلام الإسرائيلى على رفع كفاءة وحدة السايبر هو وحدة القرصنة الالكترونية التابعة للموساد وهى أحد أفرع الجهاز لتجنيد العملاء والحصول على المعلومات. واعتبر عدد من المراقبين اختياره دون المرشحين الآخرين دليلاً على رغبة نتنياهو في أن يكون المسؤول عن أهم جهاز استخباراتي في إسرائيل لا يعارضه في آرائه. كما انتقد البعض الآخر افتقار "كوهين" للخبرة في المجال التكنولوجي والحرب السيبيرية التي تعتبر مجال تخصص رئيس الموساد المنتيهة ولايته. ومن جانبه، قال المعلق العسكري في الموقع الاخباري "Ynet" رون بن يشاي، إن اختيار كوهين يعكس رغبة نتنياهو في تفعيل دور الموساد في اقامة علاقات سرية مع دول لا ترغب في علاقات علنيه مع إسرائيل مثل عدد من الدول العربية والإسلامية التي لديها مصالح مشتركة مع إسرائيل في الوقت الحالي لكنها لا ترغب في علاقة علنية طالما لم يجر التوصل الى حل للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. وفي رأي المعلق فإن كوهين سيكون بمثابة وزير الخارجية الحقيقي لنتنياهو. ومن المعروف عن كوهين علاقاته الجيدة مع "السي آي إي" ومع الإدارة الأميركية عامة، ومع العديد من الاجهزة الاستخباراتية في العالم. يلبي تعيين يوسي كوهين رئيساً للموساد حاجتين اساسيتين: الاولى رغبة نتنياهو في وجود شخصية مقربة منه وتلبي أوامره في هذا المنصب الحساس؛ والثانية حاجة إسرائيل الى اقامة علاقات سرية مع دول ليست لديها علاقات ديبلوماسية معها او علاقتها سيئة بإسرائيل، من اجل التوصل الى تعاون دولي مع الاجهزة الاستخباراتية في العالم في محاربة الارهاب الاصولي الجهادي الشيعي والسني على حد سواء.