حلقة جديدة من الصراع بين وزارة الأوقاف، والدعوة السلفية بالإسكندرية، على خلفية السيطرة على المساجد وصعود الدعاة المنابر خلال شهر رمضان الكريم، حيث لم تستطع الاتفاقات والصفقات التي حاول الطرفان إبرامها قبل رمضان أن تخفف من حدتها بشأن تصاريح استثنائية لقيادات الدعوة للخطابة والاعتكاف في رمضان التى باءت جميعها على ما يبدو بالفشل. وفي تطور سريع أعلنت وزارة الأوقاف أسماء شيوخ الدعوة السلفية الممنوعين من اعتلاء المنابر والخطابة في شهر رمضان وجاء على رأسهم الشيخ محمد عبد الفتاح أبو إدريس، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، و الذي كان أميرا لتيار الجماعة الإسلامية في كلية الهندسة، والمهندس أشرف ثابت عضو مجلس الإدارة العام للدعوة السلفية بالإسكندرية خطيب بمسجد نور الإسلام بمنطقة باكوس وخطيب وإمام بمسجد الغفران – جليم، الشيخ أحمد فريد عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، وعضو في مجلس أمناء مسجد الصحابة بمنطقة سيدي بشر، الشيخ عبد المنعم الشحات، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية والمتحدث الرسمي باسمها عمل بالدعوة السلفية متنقلا بين عدد من المساجد، استقر به المقام بمسجد "أولياء الرحمن" بمنطقة الساعة، الشيخ أحمد السيد أحمد حطيبة، من مؤسسي الدعوة السلفية بها، تولى إمامة مسجد نور الإسلام منذ حوالي عشرين عاما، الشيخ شريف هواري عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، يتنقل بين عدد كبير من مساجد الدعوة من بينها مسجد الحي القيوم بالعامرية وهو أحد قيادات الدعوة التي شاركت في تأسيس معهد الفرقان والتدريس فيه حتى إغلاقه، والشيخ سعيد محمود عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، الشيخ مصطفى صبحي عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، وأنور السعدني عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية. يأتي ذلك فيما كشف مصدر مطلع داخل الدعوة السلفية عن اجتماع سري عقد قبل حلول شهر رمضان لقيادات الدعوة السلفية لبحث العودة للمساجد في هذا الشهر الكريم داخل عدد من المحافظات، مشيرا إلى أن الاجتماع ناقش عدة أمور عن كيفية عودة المساجد من خلال الدعوة عبر الأنشطة الدعوية والاعتكاف في المساجد. وأوضح المصدر أن قيادات الدعوة السلفية أكدت طلبها لقاء مع شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف، للاتفاق على كيفية تدشين الحملات والأنشطة الدعوية في شهر رمضان، لافتا إلي أن الدعوة ناقشت البدء في حملة "الاستعداد لرمضان" والتي تنظمها كل عام، والتي تشتمل على الملصقات الدعوية والمطبوعات، إضافة إلى عروض "داتا شو" لبث المقاطع المصورة لمشاهير الدعاة، عن فضائل الشهر الكريم في المحافظات، إضافة إلى التجهيز للأنشطة الخيرية والدعوية. وأكد المصدر أن قيادات الدعوة بحثت مع مسئولين في وزارة الأوقاف التنسيق في الأنشطة الدعوية، والحصول على التصاريح اللازمة للخطابة والدروس الدينية والاعتكاف في شهر رمضان، مشيرا إلى أن قيادات الدعوة السلفية حاولت التهدئة مع وزارة الأوقاف، خاصة بعد الأزمة الأخيرة عقب تقديم الوزارة ببلاغ ضد نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي، لإلقائه خطبة في منطقة المقطم بدون تصريح رسمي. وكان المتحدث باسم الدعوة السلفية، الشيخ عادل نصر، أكد أن وزارة الأوقاف لم تصدر حتى الآن أي تصاريح لقيادات الدعوة السلفية، إلا لكل من الدكتور ياسر برهامي، والدكتور يونس مخيون، مضيفا أن الدعوة السلفية تبحث الآن عودة هذه التصاريح خلال هذا الشهر الكريم، حتى ولو لفترة مؤقتة، مشيرا إلى أنهم بحثوا الأنشطة الدعوية والخيرية والحملات التي يتم تنظيمها في المحافظات خلال شهر رمضان. ومن جانبه قال الشيخ صبري عبادة، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن "أوقاف الإسكندرية" لم تمنح أي تصاريح لقيادات الدعوة السلفية بالمحافظة للخطابة خلال شهر رمضان، ولم يصل المديرية أي قرارات بهذا الشأن، مشيرا إلى أن الشيخ ياسر برهامي هو القيادي السلفي الوحيد في المحافظة الحاصل على تصريح من الوزارة بالخطابة. وشدد "عبادة"، على أنه سيتم عقد اجتماع مع مديري الإدارات، لبحث ومعرفة المساجد التي يصعد السلفيون على منابرها والتأكد من حصول الإمام على الشهادة الأزهرية، واجتياز الاختبارات التي وضعتها الوزارة للسماح للخطابة والصعود على المنبر. وأضاف "عبادة" في تصريحات خاصة ل "الموجز" أن المديرية انتهت من وضع خطة للمساجد خلال شهر رمضان، وذلك من خلال فتح 19 مسجدا في كل الإدارات لصلاة التراويح بجزء كامل من القرآن الكريم، وتقسيمهم إلى مساجد بنصف جزء وأخرى بجزء كامل، وفقا لكل إدارة. وتابع حديثه: أنه سيتم السماح بالاعتكاف داخل 106 مساجد فقط على مستوى المحافظة، وذلك في العشر الأواخر من شهر رمضان، مؤكداً أن مديرية الأوقاف ملتزمة بالضوابط التي أقرتها الوزارة وأكدها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وهى أن يكون الاعتكاف في مسجد جامع وليس في الزوايا أو المصليات. وأكد أن هناك تفتيشا ورقابة دائمة وصارمة على كل المساجد وذلك للتأكد من اتباع التعليمات، وعدم فتح أي زوايا لصلاة التراويح أو الاعتكاف فيها. وقال الشيخ محمود عبدالحميد، عضو مجلس الشيوخ بحزب النور، ورئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية، إن الدعوة لم تتطلع بعد على قرار وزارة الأوقاف بشأن الاعتكاف في المساجد، وأن الدعوة لم تتخذ قررها بهذا الشأن. وأضاف "عبد الحميد" في تصريحات خاصة ل "الموجز" أن المتفق عليه حاليا هو أن يتقدم كل إمام مسجد على حدة بطلب لمديرية الأوقاف بشأن الاعتكاف، مؤكدا أنه لم يصدر إلى الآن أي قرار باسم الدعوة السلفية، و أن الدعوة تلتزم بالقانون وتحترمه وتحرص على عدم خرقه تحت أي سبب وتسير وفق إجراءاته. وشدد على وجود تنسيق على أعلى مستوى بين الدعوة ووزارة الأوقاف لتجنب وقوع أي مشكلات خلال شهر رمضان.