تستعد ألمانيا اليوم لتنظيم مظاهرات حاشدة بمشاركة الرئيس الألماني تعبيرا عن رفض أفكار الحركة اليمينية المتطرفة (قوميون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) المعادية للمسلمين. وفي الوقت الذي تمكنت الحركة المتطرفة من حشد 25 ألف متظاهر في شوارع المدينة الألمانية الشرقية (دريسدن) الليلة الماضية لاحظ المراقبون أن الأوساط الشعبية والسياسية توحدت ضد هذه الحركة. فعلى الصعيد السياسي أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي أمس أنها ستكون مساء اليوم الثلاثاء بجانب الرئيس الألماني يواخيم جاوك على رأس مظاهرة دعت اليها الجاليات المسلمة في ألمانيا للتظاهر ضد الحركة التي تهدد بإحداث شرخ في المجتمع الألماني. وعلى الصعيد الشعبي خرج أكثر من 100 ألف متظاهر في مدن ألمانية كثيرة أبرزها (لإيبزيج) و(ميونيخ) و(هانوفر) و(هامبورج) و(برلين) مطالبين بمجتمع ألماني متسامح منفتح على الآخر. ففي (دريسدن) حيث ولدت الحركة المتطرفة خرج 35 ألف مواطن إلى الشوارع للدفاع عن سمعة المدينة التي تعتبر رمزا للوحدة الألمانية قبل نحو عقدين وللمطالبة بمجتمع منفتح على الديانات الأخرى. ورفضا لأفكار هذه الحركة تظاهر نحو 30 الف شخص بمدينة (لإيبزيج) و20 ألفا في مدينة (ميونيخ) و17 الفا بمدينة (هانوفر) وتسعة آلاف في (زاربروكن) وخمسة آلاف في (دوسولدروف). ومن المقرر أن تشهد العاصمة برلين مساء اليوم مظاهرة حاشدة سيتصدرها الرئيس الألماني يواخيم جاوك والمستشارة أنجيلا ميركل إضافة إلى وزراء ورؤساء أحزاب واتحادات المسلمين. أما على الصعيد الحزبي فقد اجمعت الأحزاب الألمانية المحافظة لا سيما الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري شريك حزب ميركل المسيحي الديمقراطي على أن هجمات باريس والتهديدات التي تفرضها حركة (بيجيدا) ساهمت في توحيد المجتمع الألماني ضد تهديدات هذه الحركة. كما أجمعت الأحزاب وفقا لتصريحات رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري هورست زيهوفر على ضرورة مواجهة الحركة وحظر مظاهراتها. يذكر أن الحركة اليمينية المتطرفة التي تحمل اسم (قوميون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) تعمل منذ أشهر على تنظيم مظاهرات مساء كل اثنين ضد الإسلام واللاجئين المسلمين في ألمانيا.