أعربت المجموعة العربية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاربعاء، عن قلقها البالغ ازاء القدرات النووية الاسرائيلية الخارجة عن منظومة معاهدة عدم الانتشار النووي، مذكرة بأن القرار الذي اعتمده المؤتمر العام للوكالة في سبتمبر 2009 حول القدرات النووية الاسرائيلية طالب اسرائيل بالانضمام الى معاهدة الانتشار النووي واخضاع منشآتها النووية للرقابة الدولية. وقال رئيس الدورة الحالية لمجلس السفراء العرب في فيينا سفير العراق وممثله الدائم لدى المنظمات الدولية سرود نجيب، في كلمة القاها امام اعمال مجلس محافظي الوكالة المنعقد حاليا، ان مؤتمر استعراض معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية الذي عقد في مايو 2010 شدد في وثيقته الختامية على اهمية انضمام إسرائيل الى المعاهدة واخضاع جميع منشآتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. واشار نجيب الى ان مؤتمر استعراض المعاهدة اقر عقد مؤتمر دولي لإنشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط وكلف الوكالة بإعداد الوثائق المرجعية اللازمة لهذا المؤتمر، معربا عن ترحيب المجموعة العربية بانعقاد المنتدى الخاص بالشرق الأوسط في نوفمبر 2012، وتطلعها لأن تؤدي المداولات التي دارت خلال هذا المنتدى الى المساهمة في انجاح أعمال مؤتمر 2012 حول الشرق الاوسط وصولا الى الهدف النهائي لإخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وباقي اسلحة الدمار الشامل. وأضاف ان اسرائيل لا تكتفي عند اثارة قدراتها النووية في الوكالة بالرفض القاطع لتطبيق قرار المؤتمر العام في دورته ال53وقرار مؤتمر استعراض معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية لعام 2010 فحسب، بل تعمد الى التقليل من شأن المعاهدة واعتبارها غير فعالة في الشرق الاوسط في حين ان الواقع هو عكس ذلك تماما. واكد السفير العراقي انه من اجل ان تتمكن المعاهدة من تثبيت كامل فعاليتها وشموليتها في الشرق الاوسط، فإنها تتطلب انضمام اسرائيل إليها والالتزام بأحكامها، لافتا الى ان مداولات دورات المؤتمر العام، اكدت على استمرار قلق مجموعة كبيرة من الدول الاعضاء من تزايد خطر القدرات النووية الاسرائيلية والتهديد الذي تشكله على الامن والسلم في الشرق الاوسط والعالم. وأوضح رئيس الدورة الحالية للمجموعة العربية ان القلق من الخطر النووي الاسرائيلي، تعززه سياسات وممارسات اسرائيل العدوانية المستمرة تجاه الدول العربية، بشكل يهدد السلم والامن في المنطقة، معتبرا انه من الغرابة بمكان ان تدعي اسرائيل باستمرار، ان انشاء المنطقة الخالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط يشترط قبل كل شيء تحقيق السلام الشامل في المنطقة فيما تعمل بالتزامن ودون هوادة على خطى تقويض جهود السلام، وافشال كل مبادرة تصب في مصلحة انشاء المنطقة الخالية من السلاح النووي. واعرب عن اسفه البالغ لأن بعض الدول الاعضاء الفاعلة وبينها دول نووية، ظلت تدافع باستمرار عن مبدأ عالمية معاهدة عدم الانتشار النووي لا تزال تغض الطرف عن هذا المبدأ، عندما يتعلق الامر بالقدرات النووية الاسرائيلية، ما يؤكد التعامل وفق معايير مزدوجة مع هذه المسألة. ورأى ان ما يثير تساؤل المجموعة العربية في هذا الاطار انها تتهم بتسييس اعمال الوكالة وبالاستفراد بإسرائيل من قبل الدول ذاتها التي تتجاهل الخطر النووي الاسرائيلي، الذي يخيم على رؤوس شعوب منطقة الشرق الاوسط الشديدة التوتر.