دعا مدير المخابرات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر الموظف السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن لتسليم ما تبقى لديه من الوثائق السرية المسربة للاستتخبارات الأمريكية، وعبّر عن اعتقاده بأن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يحث سنودن على التعاون معه. وجاءت تصريحات كلابر الحذرة خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي. وردا على سؤال رئيس اللجنة النائب الجمهوري والعميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي مايك روجرز عمّا إذا كانت الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن الروس عقدوا لقاءات مع سنودن الذي منحته روسيا لجوءا مؤقتا لمدة عام، قال كلابر: "إذا قيل أنهم لم يفعلوا ذلك، فسأعتبر ذلك مستبعدا". كما كان موضوع العلاقات مع روسيا حاضرا بقوة خلال الجلسة، إذ أعرب عدد من النواب عن قلقهم من تأثير سياسات موسكو على عدد من القضايا الدولية ومنها الحرب في سوريا والوضع في أوكرانيا وما اعتبره النواب مستوى التعاون غير الكافي بين الطرفين في مجال تأمين دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي جنوبروسيا وضمان أمن الرياضيين الأمريكيين المشاركين في الأولمبياد. وقال كلابر ردا على هذه الأسئلة، إنه من الواضح أن روسيا تسعى للعودة إلى وضع "الدولة العظمى"، مضيفا: "أظن أن الأمر الذي يحدد تصرفات الحكومة الروسية يكمن في سعيها لتحقيق مصالحها التي تتنافس مع مصالحنا". وأضاف مدير المخابرات أن التحقيق في تسريبات سنودن مستمر، وقال إن أقل من 10% من الوثائق التي حصل عليها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي كانت تتعلق بعمليات جمع المعلومات داخل البلاد، بينما كانت الوثائق الأخرى مرتبطة بالعمليات الخارجية. ووصف كلابر تسريبات سنودن بأنها أكبر سرقة للمعلومات الاستخباراتية تسببت بأخطر الآثار في تاريخ الاستخبارات الأمريكية. كما وجه كلابر نداء شخصيا إلى سنودن، داعيا إياه إلى تسليم ما تبقى من الوثائق السرية للاستخبارات الأمريكية. وقال: "يدّعي سنودن أنه قد انتصر وأنجز مهمته. إذا كان الأمر هكذا فأدعوه ومن تعاون معه، إلى إعادة ما تبقى من الوثائق المسروقة التي لم يتم نشرها بعد، وذلك من أجل الحيلولة دون إلحاق مزيد من الضرر بالأمن الأمريكي". وانتقد كلابر بشدة وسائل الإعلام التي تنشر تسريبات سنودن، مقارنا هذا التصرف ببيع المجوهرات المسروقة.