أكد سياسيون أن الإدارة الأمريكية تتخوف من وصول الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع لرئاسة الجمهورية، لافتين إلي أن "السيسي" شخصية وطنية مستقلة ويحظي بقبول كبير من الشعب المصري . وأكدوا أن جماعة الإخوان كانت الحليف المطيع لأمريكا والتي سعت من خلالها إلي تفتيت العالم العربي من أجل إقامة مشروعها الأمريكي الصهيوني. يؤكد الكاتب الصحفي صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة، أن هناك مخاوف كثيرة تجعل الإدارة الأمريكية غير مؤيدة لوصول الفريق أول عبدالفتاح السيسي للسلطة ،مشيرا إلي أن أمريكا تري أن السيسي سيعيد مصر من جديد لحكم أشبه بحقبة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وأوضح عيسي أن السيسي في حالة وصوله للسلطة سيكون اختياراً شعبياً، يحظي بتأييد جارف من الشعب المصري، وهذا يشعر أمريكا والاتحاد الأوروبي بالقلق من عدم القدرة علي السيطرة علي منطقة الشرق الأوسط كما كانوا يخططون لها عن طريق حكم الإخوان، الذي كان يعطيهم نوعا من الشعور المطمئن علي أمن إسرائيل وأمن المنطقة. وأكمل عيسي: الإدارة الأمريكية في ورطة كبيرة بعد إسقاط الإخوان، ومن ثم سعت من خلال دوائرها في مصر ودول العالم لتصوير ما حدث في 30 يونية علي أنه انقلاب عسكري علي السلطة، وأنه عودة لعسكرة الدولة من جديد، وهذا ما فشلت فيه حتي الآن، ومن ثم جاءت تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي والذي قال إن الشعب المصري هو صاحب الحق في اختيار رئيسة القادم. ويري الدكتور أحمد دراج القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أن تخوف أمريكا من ترشح السيسي لرئاسة الجمهورية، ليس لشخصه، ولكن هناك إشكالية لدي الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي حول الحالة التي تعيشها مصر الآن من اصطفاف حول شخص بمقومات السيسي، الذي يقدم نفسه للشعب كبطل قومي يحمل آمال المصريين علي عاتقه في ظل هذه الظروف العصيبة. وقال دراج: هذه الحالة من الوعي لدي الشارع المصري تقلق الإدارة الأمريكية التي ترغب في إبقاء الشعوب العربية كما هي دون إرادة من أجل حصد ثروات العالم العربي وتنفيذ مشروعها الصهيوني، لافتا إلي أن الإخوان هم من ساهموا بشكل كبير في تكريس هذا المشروع يهدف في الأساس إلي تقسيم مصر. وأشار دراج إلي أن أمن إسرئيل يتعلق إلي حد كبير بإبقاء العالم العربي علي تخلفه وعدم إدراكه للأمور، وهذا ما تريده أمريكا.. مشيرا إلي أن ثورة 30 يونيو قضت تماما علي هذا التوجه الأمريكي. وأكد دراج أن الخلاف بين وزارة الدفاع الأمريكية والإدارة اختلاف حول ترشح السيسي للرئاسة نسبي وطفيف للرؤية عسكرية، وقد يكون عبارة عن تكتيك من الإدارة الأمريكية الهدف منه الخداع وليس أكثر من ذلك. وقال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: صعود الفريق السيسي لحكم مصر يصيب أمريكا بالشلل التام في المنطقة، لأن الفريق شخصية وطنية مستقلة يحظي بقبول من قطاعات الشعب المصري كافة، بالإضافة إلي إمكانية امتلاكه لمشروعاً قومياً يصطف حوله جميع القوي السياسية، ومن ثم ستشهد مصر ومنطقة الشرق الأوسط توقفاً لتوغل النفوذ الأمريكي في المنطقة. وأوضح زهران أن مرسي وجماعته قدما للأمريكان كل فروض الولاء والطاعة ومن ثم كانت مكافأتهم من أمريكا هي وصولهم للحكم، ودعمهم ماديا من أجل تنفيذ المشروع الأمريكي في المنطقة.. مشيرا إلي أن أمريكا تشعر بالخوف من الفريق السيسي علي أمن إسرائيل التي كانت بمأمن خلال العام الماضي من حكم الإخوان، من خلال السيطرة علي حركة حماس الإخوانية والتي لم تصبح حركة مقاومة فلسطينية كما يدعون . وأكمل زهران.. عدم اهتمام وزارة الدفاع الأمريكية بترشح السيسي من عدمه لعبة أمريكية، لأنها جزء أصيل من الإدارة الأمريكية الرافضة للاستقرار في مصر والشرق الأوسط. وقال الدكتور محمود العلايلي سكرتير عام حزب المصريين الأحرار: وصول السيسي للحكم يزيد من مخاوف أمريكا، ويحد من تنفيذ المشروع الإسلامي في المنطقة، الذي كانت تأمل اتمامه بوصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم. ولفت إلي أن أمريكا تشعر الآن بأن الفريق السيسي سيتقدم إلي للرئاسة بأمر وتأييد من الشعب المصري، ومن ثم سيكون ولاؤه الأول والأخير لإرادة الشعب، التي تتعارض مع إرادة الإدارة الأمريكية. وأشار العلايلي إلي أن الإخوان خلال حكم مصر العام الماضي كانوا يحققون ما يريده الأمريكان سواء فيما يتعلق بتحقيق الأمن الدائم لإسرائيل، وبالتالي كانت الجماعة كنزاً استراتيجياً لأمريكا وإسرائيل، ومن ثم أصبح السيسي بما يحمله من أفكار قد تحقق طموحات الشعب المصري يمثل خطراً كبيراً علي مستقبل ونفوذ أمريكا في منطقة الشرق الأوسط . وأوضح العلايلي أن إبداء وزارة الدفاع قلقها من وصول السيسي للحكم، يثبت أن دوائر صنع القرار في أمريكا علي اختلاف دائما وأن هناك اتجاهات معاكسة بين البيت الأبيض وباقي دوائر صنع القرار الأمريكي.