اعترض الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، على تخصيص محافظة القاهرة، حديقة الأزبكية في منطقة القاهرة الخديوية للباعة الجائلين، ضمن برنامج "أسواق اليوم الواحد"، دون الحصول على موافقة الجهاز، وطالب بالوقف الفورى لاستخدام الحديقة للباعة، حفاظا على التراث والقيمة التاريخية لتلك الحديقة. قال سمير غريب، رئيس الجهاز، إن أسباب الاعتراض هي أن حديقة الأزبكية تقع في منطقة "القاهرة الخديوية" المسجلة منطقة ذات قيمة متميزة طبقاً للقانون 119 لسنة 2008 والمعتمدة حدودها من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية في 29 يوليو 2009، مؤكدا أن الحديقة تخضع لأسس الحفاظ على منطقة "القاهرة الخديوية" المعتمدة من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية. وأضاف غريب، إن الحديقة تخضع أيضاً لأسس ومعايير التنسيق الحضاري لحماية الحدائق التراثية في مصر، الواردة في دليل أسس ومعايير التنسيق الحضاري للمباني والمناطق التراثية وذات قيمة متميزة، لافتا إلي أنها تضم مباني مسجلة في قوائم الحصر طبقاً للقانون رقم 144 لسنة 2006 هي "نادي السلاح، والمسرح القومي، ونافورة الخديوي إسماعيل"، ويرجع إنشاءها إلى عام 1872 وقام بتصميمها الفرنسي "باريلليه ديشان بك" الذي صمم غابة بولونيا في باريس، وأخصائي النباتات الألماني "شوين فورت". وأشار غريب، إلى أن بداخل الحديقة جبلاية صناعية زرعت فيها أشجار نادرة جلبت من الهند، والسودان، خصيصاً لغابة بولونيا الباريسية وحديقة الأزبكية، موضحا أن تخصيص الحديقة التراثية للباعة الجائلين يأتي بعد مسلسل طويل من الإهمال والتدهور الذي أصاب الحديقة خلال السنوات الماضية، رغم أنها تتبع إدارة جهاز الحدائق المتخصصة بمحافظة القاهرة، وتم تدمير جزء كبير منها بسبب أعمال مترو الأنفاق، التي أدت إلى اقتلاع أشجار ونباتات نادرة، وسوف يقضي التخصيص الأخير على ما تبقى من الحديقة التراثية. ورفض غريب، حل أي مشكلة على حساب تراث مصر الذي لا يمكن تعويضه، مؤكدا أنه يجب حل مشاكل الباعة الجائلين، خارج المناطق التراثية للحفاظ عليها، مطالبا بالوقف الفوري لكل ما تقوم به محافظة القاهرة في الحديقة لنقل الباعة الجائلين إليها. يذكر أن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، شارك في عدة اجتماعات عقدت بمحافظة القاهرة، كان آخرها في 5 أبريل الماضي، لمناقشة حلول لمشاكل الباعة الجائلين، ولم يكن من بين تلك الحلول تخصيص حديقة الأزبكية لهم، كما سبق أن رفض الجهاز نقل الباعة الجائلين إلى شوارع الألفي والشريفين والشواربي.