أكد الكاتب المسرحى "محمد أبو العلا السلامونى" أن يوم ذكرى شهداء حريق المسرح المصرى ببنى سويف يعد يوم مشهود لن يمحى من ذاكرة المسرح من خلال القائه كلمة ليوم المسرح المصرى الذى اعتبرها أقل شئ يستطيع تقديمة لهم . وقال السلامونى ... فى هذا اليوم .. يوم الخامس من سبتمبر منذ سبع سنوات استشهدت احدى كتائب المسرح المصرى من الكتاب والنقاد والمخرجين والفنانين والمشاهدين ، وهى تؤدى دورها الثقافى على خشبة المسرح فى أحدى مدن الصعيد .. مدينة بنى سويف ولا عجب أن يكون استشهادها فى صعيد مصر الذى طالما نادى المنادون بضرورة الاهتمام به سياسياً واقتصادياً وثقافياً ، وهاهى ذى طليعة من طلائع جيش المسرحيين المصريين الشرفاء تقود حملة التنوير والتثقيف وتقدم المثل والقدوة لكل قطاعات المجتمع لنقل الفكر والثقافة والفنون الى هذه المناطق المحرومة لسنوات وربما قرون ، ولتقف ضد دعاوى الارهاب وطيور الظلام التى تكفر المثقفين وتحرم الثقافة والفنون فى محاولة للقضاء على قوة مصر الناعمة ، فإذا بهذه الكتيبة الفدائية تقف سداً مانعاً ضد هذه الدعاوى المتخلفة وتدفع الثمن غالياً من أرواحها الطاهرة . إن المسرح ليس مجرد لعبة نزجى بها وقت الفراغ كما قد يتصور البعض ، وانما هو فى حقيقته عمل ثورى وديمقراطى يقوم بتمهيد التربة الذهنية لزرع مبادئ التسامح والمواطنه والدولة المدنية والحوار الحر وعدم التعصب ، وبشكل عام فإن المسرح هو رمز الديمقراطية وحامل مشعل الكرامة والحرية ، والعدالة الاجتماعية ، وهى الأفكار التى تعلمها وتبناها شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير ، فالمسرح هو أول من بشر بهذه الأفكار عند نشأته على يد الرعيل الأول من المسرحيين المصريين والعرب منذ مارون نقاش ويعقوب صنوع حتى الاّّّّن ، حيث تناولت اعمالهم الابداعية نقد الفساد المستشرى فى أوصال المجتمع واستبداد الحكام واستخدامهم لأدوات القمع والأضطهاد وكبت الحريات ، أى أن المسرح هو اساس الديمقراطية ، ولعلنا نذكر ان الديمقراطية التى نشأت فى أثينا الأغريقية ولدت فى أحضان المدرج المسرحى ومنها انتقلت الى العالم ، وحين اختفى المسرح من اوربا فى العصور الوسطى انتشرت افكار التطرف والتعصب ، وعندما بزغ عصر النهضة كان بفضل ازدهار المسرح أبو الفنون والاّداب. لذلك يمكن القول ان المسرح والديمقراطية صنوان ، وأن نهضة المسرح فى بلادنا رهن بنجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير الديمقراطية . عاشت ذكرى شهداء الخامس من سبتمبر .. يوم المسرح المصرى .. رمزاً حياً ودائماً للمسرح والديمقراطية معاً فى ذاكرة الوطن .