بدأت عمليات بيبرس العسكرية ضد الصليبيين في سنة 663ه/ 1265م، فتوجه في 4 من ربيع الآخر 663ه/ 1265م إلى الشام، فهاجم "قيسارية" وفتحها 8 من جمادى الأولى ثم اتجه إلى أرسوف ففتحها في شهر رجب من السنة نفسها وفي السنة التالية تم فتح قلعة "صفد حيث كان بيبرس يقود جيشه بنفسه، ويقوم ببعض الأعمال مع الجنود إثارة لحميتهم فيجر معهم الأخشاب مع البقر لبناء المجانيق اللازمة للحصار. ثم اراد بيبرس الاستيلاء على أنطاكية التي تحتل مكانة خاصة لدى الصليبيين واستعد بيبرس لهذه الموقعة الحاسمة خير استعداد حتى جعل من أنطاكية مدينة معزولة محرومة من كل مساعدة ممكنة. ثم خرج من مصر في 3 من جمادى الآخرة 666ه/ 1268م ووصل إلى غزة ثم إلى "يافا" فاستسلمت له، ثم نجح في الاستيلاء على "شقيف أرنون" بعد حصار بدأه في 19 من رجب 666ه/ 1268م ثم رحل بيبرس إلى طرابلس، فوصلها في 15 من شعبان 666ه فهجم عليها مرة واحدة ففزعت الإمارات الصليبية وتوافد على بيبرس أمراء أنطرسوس وحصن الأكراد طلبًا للأمن والسلام اتجه إلى حمص ومنها إلى حماة، وقسّم جيشه ثلاثة أقسام حتى لا يتمكن الصليبيون من معرفة اتجاهه وهدفه حيث توجهت إحداها إلى ميناء السويدية لتقطع الصلة بين أنطاكية والبحر والفرقة الثانية إلى الشمال لسد الممرات بين قلقلية والشام لمنع وصول إمدادات من أرمينية الصغرى أما القوة الرئيسية والتى كانت بقيادة بيبرس فاتجهت إلى أنطاكية مباشرة وتمت محاصرتها تماما وذلك فى أول رمضان سنة 666ه ومن المعروف ان القائد بيبرس حاول الدخول بسلام لكن باءت محاولاته بالفشل فشن بيبرس هجوما عنيفا على المدينة وتمكن من تسلق الأسوار في الرابع من رمضان وتدفقت قوات بيبرس إلى المدينة دون مقاومة وتسلم المسلمون القلعة وأسروا من فيها وقد غنم المسلمون بهذه المعركة الكثير حيث قسمت النقود بالطاسات وبلغ من كثرة الأسرى "أنه لم يبق غلام إلا وله غلام وبيع الصغير من الصليبيين باثني عشر درهمًا والجارية بخمسة دراهم.