اعتبرت صحيفة " واشنطن تايمز" الامريكية ان الجولة التى تقوم بها "هيلارى كلينتون" وزيرة الخارجية الامريكية فى افريقيا وتشمل 6 دول هى السنغال وأوغندا وجنوب السودان وكينيا وملاوي وجنوب افريقيا وغانا، تهدف فى الأساس الى مواجهة النفوذ الصينى المتنامى فى القارة السمراء ، وكذلك مواجهة الانتشار المتزايد للميليشيات الاسلامية المسلحة فى غرب القارة . وقالت الصحيفة إن الادارة الامريكية تقول إن الزيارة التى تستمر 11 يوما تأتى فى إطار النهوض بالاستراتيجية الامريكية للتنمية في أفريقيا التي كشف عنها الرئيس "باراك اوباما" في يونيو، إلا أن حقيقة الأمر خلاف ذلك حيث أن ما يزعج امريكا هو أن أفريقيا أصبحت منطقة نفوذ للصين التى تستغل الموارد الافريقية الكبيرة، وهو ما يشكل خطرا على ميزان التنافس الاقصادى والعسكرى المتنامى بين بكينوواشنطن . وخلال زيارتها للسنغال التى كانت المحطة الاولة فى الجولة التى بدأت امس الاربعاء شاهدت "كلينتون" حجم الاستثمارات الصينية فى هذا البلد الواقع فى غرب افريقيا . وأشارت الصحيفة الى أن زيارة "كلينتون" تعتبر نقطة محورية فى السياسة الامريكيةالجديدة فى افريقيا التى تقوم على أسس استراتيجية من التعاون الاستثمارى والتغلغل فى القارة السمراء التى تعتبر منجما كبيرا غير مستغل من الموارد الطبيعية ، إلا أن أمريكا ستصدم بقضايا مثل حقوق الانسان والاصلاحات السياسية والاقتصادية فى العديد من بلدان افريقيا . وأشار" ريتشارد روث" كبير مستشاري وزارة الخارجية الامريكية خلال حديثه فى "مؤسسة التراث" ان ستة من 10 اقتصادات الأسرع نموا في العالم توجد في أفريقيا ومن هنا فإن الادارة الامريكية تريد الاستفادة من قارة مزدهرة على نحو متزايد". وقالت الصحيفة إن الادارة الامريكية تركز على أفريقيا، كرد على الاستثمارات الصينية المتزايدة هناك، والمتمثلة فى البنية التحتية المصرفية والطاقة والصناعات التحويلية. ففي عام 2000، بلغت قيمة التجارة بين الصين وأفريقيا نحو 10 مليارات دولار، وبحلول عام 2010، بلغت قيمة التجارة بين الصين وأفريقيا 114 مليار دولار - وهو أكثر من عشرة أضعاف في عقد من الزمن ، فى حين بلغ حجم التبادل التجارى الامريكى مع أفريقيا حوالي 38 مليار دولار عام 2000 و 113مليار دولار في عام 2010. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحرك الإدارة الامريكية تجاه افريقيا يأتى أيضا استجابة إلى الاضطرابات السياسية، والتطرف العنيف، وتنامي وجود تنظيم القاعدة في مختلف أنحاء القارة، ولا سيما في منطقة القرن الأفريقي، ودول الساحل ونيجيريا. ففي الصومال، التى أعلنت عن مشروع دستور جديد يضمن الحقوق الديمقراطية ، ينتشر تنظيم القاعدة ، ممثلا فى حركة الشباب بقوة ، ويقوم بشن حرب على قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال للسيطرة على هذا البلد الفقير، الذي ظل بدون حكومة مركزية قوية منذ 1991. ولعل ما يقلق الادارة الامريكية ان تنظيم القاعدة حول نشاطه بشكل ملحوظ الى افريقيا فى الفترة الاخيرة ، حيث أنه متواجد في منطقة الساحل، الذي يمتد من موريتانيا إلى السودان، فهناك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهو موجود بقوة فى الجزائر ودول مثل مالي التى تشهد تمردا عنيفا ، بعد أن تدفقت عليها الأسلحة و المقاتلين الطوارق الساخطين من ليبيا ، حيث يبحث التنظيم عن فرص للاستيلاء على الأراضي . وفي شمال نيجيريا، تقوم مجموعة "بوكو حرام " المسلحة على نحو متزايد بتنفيذ هجمات ضد أهداف مدنية وحكومية في محاولة للقضاء على التأثيرات الغربية في البلاد. كما تعانى القارة من العديد من المشاكل المزعجة للغرب مثل ، تهريب المخدرات والاتجار بالبشر والقرصنة،