الحمل.. فترة غير عادية في حياتك كامرأة وأنثي.. فهي بداية مسئولية محببة تلقي علي عاتقك.. تحرصين معها علي اكتساب عادات صحية جديدة والتخلي عن أخري سلبية حتي يكتمل جنينك بداخلك ويخرج إلي الدنيا طفلا سليما معافي بدنياً ونفسياً. فما هي التعليمات الطبية لتعيشي فترة حمل سليمة بعيداً عن المشاكل والمتاعب الصحية.. وكيف يمكنك الاستمتاع بحملك في هذه الشهور المحببة لدي كل امرأة؟ الدكتور خالد جابر أستاذ ورئيس قسم طب وتشخيص أمراض الجنين بالمركز القومي للبحوث يقول: الحامل في الأشهر الأولي يحدث لها عادة حالة من الارتباك مابين القبول والرفض لهذا الكائن الجديد ولكن في الغالبية يكون لديها شعور بالفرح لهذا التغير الهام في حياتها. لكن في هذا التوقيت لا يكون قد نضج بعد الإحساس بالأمومة لديها.. فهي تشعر فقط بوجود الجنين وغياب الدورة الشهرية بالإضافة إلي الشعور بالغثيان والميل للقئ. أما الفترة الثانية من الحمل فتبدأ فيها الأم بتكوين صورة للجنين وتتحرك مشاعرها نحوه بالأمومة من حيث تتميز هذه الفترة أيضاً بإحساس الأم بحركة الجنين.. أما الفترة الثالثة فتبدأ الحامل بالشعور بانفصال الكائن عنها فنجدها تفكر في اختيار اسمه وتنظيم غرفته. وخلال هذه المراحل تحتاج الأم إلي رعاية صحية ونفسية من خلال التحضير الطبي السليم بإجراء الفحوص الطبية اللازمة مثل تحليل الدم والسكر لتجنب أي عوائق صحية في هذه الفترة وهو مايحتاج منها متابعة مستمرة مع الطبيب لتفادي حدوث أي التهابات أو مشاكل صحية حتي لو كانت إنفلونزا. احذري التلوث وأهم مانحذر منه خلال فترة الحمل هو التدخين والجلوس في الغرف المغلقة أو العمل في مصانع الرصاص أو تلك الخامة بالبطاريات أو معامل الأدوية لأنه له تأثير سلبي علي صحة ونمو الجنين. كذلك الأماكن التي بها ضوضاء تؤثر علي الأم الحامل والجنين داخل الرحم مثل ارتفاع ضربات قلبه بل ان الباحثون اكتشفوا أن سماع الموسيقي الهادئة تؤثر ايجابياً علي الإنسان وخاصة الأم الحامل وكذلك شعور الطمأنينة والإيمان وقراءة القرآن تجعل الأم تتمتع بتوازن نفسي وعضوي ينعكس علي الصحة النفسية للجنين. وهنا نحب أن نؤكد أن الجنين يتأثر بالبيئة التي حوله. حيث اظهرت بعض الدراسات حدوث ارتفاع في ضربات قلب الجنين عند سماعه لبعض الأصوات المزعجة وهدوء نسبي لما يحيط به من أصوات هادئة يرتاح إليها مثل سماع صوت الأم. أو تأثره بحركة أناملها الدائرية علي بطنها مما يجعله يستمتع بحنانها ويؤكد شعوره بما حوله. لذا يجب علي الأم أن تحافظ علي صحتها مع عدم بذل مجهود زائد عن الحد يشعرها بالتعب والاجهاد.. حتي تتيح فترة نمو جيدة للجنين. ومن المعروف أن أول ماينمو من حواس هي حاسة الحركة. حيث يبدأ الجنين في التحرك داخل الرحم خلال الأسابيع الأولي من الحمل. وتظهر أول مظاهر الحياة في الجنين من خلال لحركات القلب ثم يبدأ الجنين في النمو. ويختلف العلماء في ذلك وإن كان الجميع يجتمع علي أن الجنين يسمع ويحس وتبدأ عيناه في الحركة داخل الرحم مع نهاية الثلاثة أشهر الأولي من الحمل. تغذية ورياضة وبالنسبة للتغذية السليمة للأم الحامل.. فلابد من الحرص علي تناول البروتينات والفيتامينات والابتعاد عن المواد الغذائية المؤذية مثل الملح والمأكولات الحريفة مثل الشطة والمنبهات أو تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب وعليها ممارسة الرياضة البسيطة حتي يستطيع جسمها تحمل مشاق الحمل والولادة. وعن التشوهات الخلقية التي تخشي منها كل أم فهي أما عضوية خارجية أو في مكونات الجنين.. والحقيقة اننا نعتبر ذلك من أولي مسئوليات الأم والأب لذا يجب عليهما حسن الاختيار عند الزواج مما يفضل فيه الابتعاد عن الأقارب خاصة عند وجود أمراض في الأسرة. وضرورة اجراء الفحوص الطبية اللازمة قبل الزواج. وتقول د. ايناس غانم اخصائي أمراض النساءوالتوليد أن الجنين يتأثر بنسبة تغيرات في الدورة الدموية نتيجة رد فعل الأم سواء غضبا أو سعادة. وقد أكدت الدراسات أن الصلاة يتمتع فيها المرء بهدوء نفسي كبير ومعني ذلك وصول كمية كبيرة من الدم للجنين مما يساعد علي نموه بشكل صحي. تقول د. إيمان جمال الدين باحثة في علم النفس. أن الحالة النفسية للأم لها أثر كبير علي الجنين فكلما زاد الضغط النفسي للأم قل استقرار حركة الجنين فبدلاً من أن ينام نوماً هادئاً تزعجه عصبية الأم حيث تصل إليه هرمونات عن طريق المشيمة تصيبه بالقلق ويكون الجنين معرضاً بعد ولادته لأن يكون طفلاً عصبياً للغاية ينام بصعوبة شديدة ويصاب بالكثير من نوبات المغص ويكون من الصعب تهدئته. وتشير احدي الدراسات إلي أن الأمهات اللاتي تتسم حياتهن بالمنافسة والعمل. واللاتي سلوكهن بالسرعة في الأداء والتصميم علي التغلب علي المشاكل غالباً مايكون أطفالهن لهم نفس الحالة النفسية. أي يكونون أطفالا جادين. منتبهين. وردود أفعالهم قوية تجاه البيئة التي يعيشون فيها. وهو مايعني تأثر الجنين بالبيئة والمزاج النفسي الذي تعيشه أمه. أيامك الجميلة وينصحك الخبراء أيضاً بالاستمتاع بفترة حملك من خلال الاسترخاء النفسي والبدني.. وهو مايتطلب منك اتباع هذه التعليمات:- قلقك علي حملك سيزيد من ضغطك النفسي فاسألي طبيبك عن كل مايدور بذهنك من تساؤلات. o-اقرئي قدر الامكان فستساعدك القراءة علي الاسترخاء. o-مارسي رياضة مناسبة. فالرياضة لن تفيد فقط الدورة الدموية والعضلات "خاصة منطقة الحوض التي تحتاج للتقوية لتسهل الولادة" ولكن تساعد الرياضة أيضاً علي رفع روحك المعنوية. فاليوجا مثلاً رياضة ظريفة فهي تساعدك علي الاسترخاء. وتريح أيضاً آلام الظهر. o-اشركي زوجك أو المقربين إليك في أحاسيسك خاصة مشاعر الغيظ أو الضيق. فهذه المساندة المعنوية ستساعدك في تخفيف حدة التوتر بداخلك. o-إن كنت ممن لا يحب إفضاء مشاعره للآخرين فاكتبي مايدور بنفسك في نوتة صغيرة حتي تخرجي أكبر قدر ممكن من انفعالاتك. o-إذا حاول أحد الترفيه عنك وملاطفتك فلا ترفضي ذلك وتقبليه فأنت في حاجة إليه. o-داعبي طفلك كل يوم وفي الساعة ذاتها حيث يمكنك بهذه المداعبة توطيد العلاقة بينك وبينه ولعل أفضل ساعة هي آخر ساعة في النهار ولتعلمي أنه إذا كانت هذه التسلية لا تروق له سيعلن ذلك ويضرب بطنك من الداخل.. يمكنك أن تتكلمي معه بنعومة والغناء له فسوف يشعر بعذوبة كلامك لكنه لن يسمع شيئاً قبل بلوغه الشهر السابع أو الثامن وسيطرب لصوتك كثيراً ولتعلمي أن صوت أبيه من أحب الأصوات إليه فدعيه يكلمة في منتصف الشهر السابع إلي آخر الثامن فبذلك سيكون لديه انطباعات مثيرة وشفافة عن أبويه تؤثر علي نفسه كثيراً.
