قال العالم المصرى الدكتور أحمد زويل إن مصر شهدت خلال الشهور العشرة الأخيرة خلطا بين الثوار الأحرار الذين دفعوا الثمن وتدخل جزء ثانى من البلطجية وممن لديهم طموح فى إسقاط مصر ومن بينهم " الفلول " كعوامل داخلية فضلا عن العوامل الخارجية، مضيفا أن لديه قناعة تامة بأن مصر لديها عبقرية تاريخية تقدر أن تعديها من الأزمات. وأضاف زويل خلال لقائه مع الصحفى والاعلامى مجدى الجلاد على قناة سى بى سى من مدينة زويل العلمية: طرأ فى بالى فكرة لحل ما نمر به، وهى أن نعمل حصر للمواطنين الوطنيين لمدة معينة بحيث لا ينزلون فى الميادين والشوارع.. إذا من سيكونوا فى الشارع هم المخربين، ثم يتم القضاء على المظاهرات والاعتصامات .. لكن الآن لن تقدر تحسمها والأمر مختلط فى ظل وجود الثوار والبلطجية فى مكان واحد.
ودعى زويل إلى دعم القوى السياسية للمجلس الاستشارى والاتفاق على المطالب التى نريدها ويمكن تنفيذها فى الوقت الحالى، إلا أنه أكد على أنه كلما زادت مدة الفترة الانتقالية كلما زادت المشكلات، فلو كنت بدأت من الأول من بعد اجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية اختيار لجنة على لوضع الدستور، لأننا الآن أمام أزمة فى أننا بعد اختيار البرلمان سنواجه أزمة عدم التوافق على اختيار هذه الجمعية.. " بدأنا المرحلة الانتقالية غلط فى تقديرى .. ".
وعن التعديلات الدستورية والشروط التى وضعت فيها بشأن الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية التى جرى الاستفتاء عليها فى مارس الماضى، أوضح زويل فى أول تصريحاته عنها أنه رآها معيبة ونظرة ضيقة لا تخدم مصلحة مصر، كيق يحصل أنه بعد الثورة أن يكون جزء كبير من الدخل القومى ياتى من تحويلات المصريين فى الخارج، ثم تقول لهم ليس لكم حق فى ذلك، " كيف نفكر فى الرؤية لمستقبل مصر ونضع قيود ".
وتابع: علمت بعد ذلك من بعض الأشخاص قريبى الصلة من لجنة وضع التعديلات الدستورية أنها كانت مفصلة وموضوعة بهذا الشكل ضدى بالذات، ولكنى لو كنت ابغى هذا المكان كنت أخدت حقى فى الترشح قانونيا عن طريق المحكمة الدستورية بحكم حصولى على قلادة النيل العظمى التى تقول أنى ابن مصر البار بجانب حصولى على باسبور ديبلوماسى مصرى.. عمرى فى حياتى ما فكرت فى الترشح للرئاسة فلم يكن هدفى فى يوم من الأيام، وأيضا الوطنية لا تشترى ولا تباع.
ودعى زويل القوى السياسية إلى الاجتماع والتوافق على القيم الأساسية لوضع الدستور المقبل، مؤكدا أنه لا يوجد هناك ما يعرف بقيام مجلس الشعب بوضع الدستور لوحده فقط، بجانب أنه لا يجب أنه يضعه لأنه فى حال ذلك فإنه سيتم وفق رؤية سياسية، والوضع الجارى فى مصر مجرد صراع سياسى على مكاسب فيما لايؤدى إلى ما يريده الشعب، ورحمة مصر علينا أن نضع مصلحة مصر فوق الجميع.
وأكد على ضرورة أن يجرى الاتفاق على ملامح عامة وأساسية تكفل فى الدستور القادم، هى العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان والمواطنة والحرية الشخصية، معربا عن عدم تخوفه من وصول الاسلاميين إلى الحكم، طالما جرى مراعاة ذلك.
وعن علاقة الدين بالدولة بالنسبة لمستقبل مصر فى ظل حالة الاستقطاب الجارية، أوضح الدكتور أحمد زويل أن علاقة الدين بالدولة متأصلة حتى فى الدول الغربية، لكن المهم ألا ننزع القيم التى يجرى التوافق عليها فى الدستور الذى سيحدد علاقتنا بالمجتمع ولا يحدد علاقة الانسان بالدين التى حددها القرآن.
وحول مشروع مدينة زويل العلمية، أشار إلى أنه فى 1 يناير 2000 تم وضع حجر الأساس لكن تعطل المشروع ، وعندما قلنا هل ستكون المدينة مجرد جامعة وجدنا أننا نضيف جامعة جديدة مثل بقية جامعات مصر، إلا أن الذى وجدناه أنه ليس هناك قاعدة علمية للعلوم المتطورة، وبالتالى فكرنا فى ننشىء مدينة تكون على غرار جامعة كالتك الامريكية، وعلينا ألا نرضى أن نكون أقل من التكنولوجيا الهندية والكورية.
وعرض البرنامج لحفل حصول الدكتور أحمد زويل على جائزة أفضل سبع رواد فى أمريكا، ومداخلات للدكتور محمد غنيم ود. محمد أبو الغار ، ود. أحمد عكاشة، والكاتب والروائى علاء الأسوانى، حيث تحدثوا عن فكرة وتاريخ " مدينة زويل العلمية ".