أعلن الدكتور منصور عبد الوهاب- المترجم العبري للرئيس السابق حسني مبارك وأستاذ اللغة العبرية فى كلية الألسن جامعة عين شمس- أن ثورة 25 يناير تمثل مفاجأة من العيار الثقيل ل"إسرائيل" التي كانت تظن أن نظام مبارك سوف يدوم إلي الأبد، ما جعلها تشعر الآن بالقلق والرعب من انهيار اتفاقية السلام مع مصر. وجاء ذلك فى بيان صادر عن جامعة عين شمس حول فعاليات ندوة "الإستراتيجية الإسرائيلية ورياح التغيير" التى نظمها مركز بحوث الشرق الأوسط بالجامعة بحضور لفيف من الأساتذة المتخصصين في الدراسات العبرية.
وقال عبد الوهاب خلال الندوة أن هناك عدة سيناريوهات تدور حاليا داخل العقل الاستراتيجي الإسرائيلي لمنع إلغاء معاهدة السلام مع مصر ومنها : التحريض على التدخل الدولي في مصر بزعم حماية المصالح الدولية كقناة السويس والضغط علي مصر من جهة الجنوب عن طريق الزيارات الإسرائيلية المكثفة لدول منبع النيل والحرص على إشعال الصراعات بين القبائل الإفريقية المتنازعة وتزويدها بالسلاح.
من جانبه، أشار د. جمال شقرة مدير مركز بحوث الشرق الاوسط بالجامعة إلى ان انزعاج إسرائيل الشديد من هذه التغيرات سببه إنها تواجه لأول مرة شعوبا رافضة لسياساتها ولا تتعامل مع حكومات على وفاق معها، محذراً من التغاضي عن الطموح الايرانى والتركي فى بسط سيطرتهما على الشرق الأوسط فى ظل غياب الدور العربي.
وكان الدكتور عبد الله الأشعل - المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر - قد صرح بأنه كان هناك سوء إدارة وقصور خلال فترة المرحلة الانتقالية، وكان هناك نوع من سوء النية سواء من المجلس العسكري أو بعض القوى السياسية. وقال الأشعل: "هناك قوى سياسية أكلت على جثة مصر، وهناك من يمسك الخيط ويتلاعب بجميع المصريين، ويجب على المجلس العسكري أن يُجب على سؤال ما إذا كان يريد لمصر أن تقوم أم لا".
وأضاف: "بعض القوى السياسية تبحث عن مكان في مركب يغرق دون أن تحاول إنقاذه، والجميع سيخسر ما لم نعد إلى المربع الأول". واتهم الأشعل الدكتور كمال الجنزوري - المكلف بتشكيل الحكومة - بأنه كان عضوًا في نظام مبارك الذي كان عبارة عن "عصابة" تدير البلد، مشيرًا إلى أن الجنزوري سكت سكوت القبر بعد خروجه من الحكومة، ثم إذا به يعود مجددًا ليترأس الحكومة، وهذا ليس اختيار المجلس العسكري وإنما اختيار الرئيس المتخلي عن السلطة حسني مبارك.