شنت الصحف الإسرائيلية فى تل أبيب الصادرة اليوم، الأحد، هجوماً كاسحاً على مصر، بسبب نتائج الانتخابات المصرية وتفوق الأحزاب الإسلامية، على رأسها حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب "النور" السلفى، فى الجولة الأولى منها. وعكست عناوين الصحف العبرية الكبرى القلق الذى يسود القيادة الإسرائيلية وعدد من المسئولين المصريين على السواء، حيال فوز القوى الإسلامية فى الجولة الأولى من الانتخابات المصرية، حيث ذهب كبار الكتاب الصحفيين بكتابة تحليلاتهم ومقالاتهم، التى غلب عليها الجو المتشائم، مشبهين الثورة المصرية بالثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.
وكانت من أهم الصحف العبرية التى أفردت صفحات كاملة لتحليل نتائج الانتخابات المصرية هى صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، المعروفة بتوجهها اليمينى، حيث وصفت الأحزاب الإسلامية التى فازت بالجولة الأولى ب"المتطرفة"، منتقدة بشدة تحقيق هذا الانتصار الساحق لها فى الانتخابات.
وأضافت معاريف، أن حصول القوى "الإخوانية" و"السلفية" على أكثر من 60% من أصوات الناخبين بالجولة الأولى من الانتخابات عزز القلق لدى أوساط القيادة المصرية والإسرائيلية على السواء، مؤكدة أن هذا التوجه المؤيد للقوى الإسلامية بالشارع المصرى ستعزز أيضا فى الجولات القادمة.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية تصريحات مسئول كبير بالحكومة المصرية بأن التطرف الإسلامى سوف يؤدى إلى تفكيك الدولة، مؤكدة أن تصريحات المسئول المصرى تتطابق مع وجهة النظر الإسرائيلية التى تنظر إلى صعود الإسلاميين فى مصر سوف يدمر المنطقة العربية بأكملها.
واختار الكاتب الصحفى الإسرائيلى الكبير بالصحيفة العبرية بن درور، المعروف بتوجهاته اليمينية المتشددة، عنوان مقاله بالصفحة الثالثة "مصر تقترب من إيران"، فيما تطرق الكاتب الإسرائيلى المخضرم أيضاً عوفر شيلح إلى التطورات فى مصر، حيث جاء عنوان مقاله "سلام مصر مع إسرائيل أصبح هشاً".
ولم تختلف صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية ذات التوجهات اليسارية المعتدلة عن نظيرتها الإسرائيلية اليمينية فى تناولها لنتائج الانتخابات المصرية فى الجولة الأولى، ونقلت عن مصادر سياسية رفيعة بالحكومة الإسرائيلية خشيتها من أن تشكل المستجدات الأخيرة فى مصر خطراً على معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979.
وفى السياق نفسه، اختارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كبرى الصحف الإسرائيلية انتشارا، فى إسرائيل عنوان مانشتاتها الرئيسية بالبنط العريض لوصف نصر القوى الإسلامية فى مصر والمخاوف الذى خلفتها لدى تل أبيب والقيادة المصرية وخارج مصر، بصورة مجازية "الإسلام عليكم" ياإسرائيل.
وكتبت الكاتبة الصحفية الإسرائيلية المعروفة سمدار بيرى مقالاً تحليلياً مطولاً عن التطورات فى مصر تحت عنوان "حكم الملالى فى القاهرة".
ونقلت يديعوت عن مصدر دبلوماسى رفيع بوزارة الخارجية الإسرائيلية، فى تصريحات خاصة لها قوله، "إن الإخوان المسلمين فى مصر تركوا الشباب العلمانيين يقودون الثورة إلى أن انهار نظام الحكم فى مصر، ثم فى المرحلة الثانية أخذوا بأيديهم زمام السلطة تماما، كما حدث فى إيران عام 1979".
